“قسد” العنصرية تدفع آلاف العائلات للنزوح إلى جرابلس


جيرون

تتدفق أعداد متزايدة من النازحين على مدينة جرابلس، قادمين من مناطق انسحب منها تنظيم (داعش) في محافظة الرقة وريف حلب الشرقي، وسيطرت عليها ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية” مؤخرًا، وذلك هربًا من ممارسات (قسد) العنصرية ضد المكون العربي.

وقال الناشط الإعلامي نزار حميدي، من مدينة مسكنة: إن معظم نازحي ريف حلب الشرقي والرقة، فرّوا باتجاه مدينة جرابلس، نتيجة معاناة كبيرة كابدوها، في مناطق سيطرة ميليشيا “قوات سورية الديمقراطية”، فمعظم هؤلاء النازحين فروا بالبداية من مناطقهم التي تشهد اشتباكات عنيفة، باتجاه مناطق سيطرة (قسد) في ريف الرقة الشمالي ومدينة منبج، لكن الميليشيا الكردية نقلتهم إلى مخيم “عين عيسى” شمال محافظة الرقة، ولا تتوفر فيه أبسط مقومات الحياة، إذ يصفه النازحون القادمون، من هناك، بأنه معسكر احتجاز أكثر من كونه مخيمًا للنازحين”. وأضاف حميدي أن ميليشيا (قسد) خيّرت النازحين بين احتجازهم داخل المخيم، أو المغادرة باتجاه مناطق عملية “درع الفرات”، وبالتحديد إلى جرابلس، ويقوم عناصر من الميليشيا بمرافقة قوافل النازحين إلى مدينة منبج، ويرحلون بعد ذلك إلى جرابلس.

ونقل حميدي أن النازحين وصفوا ممارسات (قسد) بأنها “تمييز عنصري بحق العرب، حيث يحتجزون النازحين العرب في مخيم عين عيسى، بينما يسمحون للمواطنين الأكراد بالتنقل أينما أرادوا، على الرغم من أن أغلب المناطق في شمال الرقة هي مناطق ذات أغلبية عربية، فيما وصف آخرون ما يحدث بأنه عملية تغيير ديموغرافي منظم، برعاية التحالف الدولي”.

وأكد محمد شيخ أحمد -نائب رئيس المجلس المحلي في مدينة جرابلس- أن المكتب الإغاثي في المجلس أحصى وصول 1605 عائلة، عدد أفرادها 8905 نازح، بواقع 2504 من مدينة دير حافر، و1397 من بلدة الخفسة، ومن مسكنة 1587 ومن مدينة منبج 2204، أما من محافظة الرقة فقد بلغ عددهم 1123، مؤكدًا أن “هذه الأرقام ليست نهائية، بل تزداد يوميًا، بسبب استمرار تدفق النازحين من هذه المناطق”.

وأضاف شيخ أحمد أن “المجلس المحلي أمّن القسم الأكبر من هذا العدد داخل المخيمات، فيما توزعت بقية العائلات على مدينة جرابلس والقرى التابعة لها”. ونتيجة “الازدحام الشديد تضطر عدة عائلات للسكن في بيت واحد. وفي سبيل توفير احتياجات النازحين، وإحصائهم بشكل دقيق تم اختيار مندوبين عن كل منطقة أو بلدة، ينظّم كلٌّ منهم قائمةً باحتياجات أبناء منطقته”.

تخضع جرابلس لسيطرة فصائل المعارضة المدعومة بقوات تركية، وهو ما دفع أعدادًا كبيرة من النازحين إلى التوجه إليها، بحثًا عن الأمان، وآخر دفعة وصلت إلى المدينة هي من مهجّري حي الوعر.




المصدر