عملية "الفجر الكبرى" في سوريا تكشف عن دور إيراني بارز.. فما الهدف منها ومن هي القوات المشاركة؟


أعلنت حسابات ومواقع إعلامية موالية للنظام وميليشيا حزب الله" اللبناني، أن قوات النظام والميليشيات التابعة لإيران أطلقت منذ أيام ما سمتها عمليات "الفجر الكبرى" التي تمتد على مساحة كبيرة من الأراضي السورية.

وأفاد حساب "الإعلام الحربي المركزي" التابع لميليشيا "حزب الله" المدعوم إيرانياً أن "هذه العملية تعتبر الأكبر من نوعها ضد تنظيم الدولة في سوريا منذ بداية الحرب".

الهدف من العملية

وتهدف هذه العملية وفقاً للمصدر"السيطرة على الصحراء الشرقية في سوريا من وجود مسلحي تنظيم الدولة، حيث تمت السيطرة حتى الآن على ما يقارب 13000 كيلومتر مربع، وتوسيع نطاق سيطرة النظام في المناطق المركزية لسوريا وشرق محافظة دمشق".

وفي ريف حمص الجنوبي الشرقي استعاد النظام والميليشيات الإيرانية اليوم السيطرة على بلدة خنيفيس، إثر اشتباكات مع مسلحي تنظيم الدولة"، وأفاد "الإعلام الحربي" بأن "قوات وحلفائه وحلفائه المتقدمة من جهة حمص - الباردة - البصيرة باتجاه خنيفيس، التقتْ بقوات أخرى تقدمت من جهة تدمر – خنيفيس، بعد السيطرة على جبل أبو دالي وثنية المنقورة وكسارات المنقورة وثنية وضحة ومثلث العنيبة وخان العنيبة أوتوستراد تدمر - دمشق بالكامل".

وتسعى إيران في هذه المنطقة (ريف حمص الجنوبي الشرقي) بالوصول إلى مناجم الفوسفات المتواجدة في منطقة خنيفيس، لكن المنطقة الجغرافية والمعارك العنيفة التي يواجهها أمام "تنظيم الدولة" منعت تلك الميليشيات من التقدم وفرض سيطرتها عليها.

وصرح مصدر في قوات النظام لوكالة الأنباء الألمانية أن "مناجم خنيفيس للفوسفات أصبحت على بعد أقل من عشرين كيلومترا، وإن القوات المهاجمة ثبتت نقاط تمركز لها تمهيدا لشن عملية هجومية جديدة باتجاه المناجم".

وتأتي معارك ريف حمص الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع أخرى  تخوضها قوات النظام والميليشيات الإيرانية معارك ضد المعارضة في ريفي السويداء ودمشق، في مسعى لتأمين الحدود الأردنية، والوصول إلى الحدود العراقية، وهو ما قوبل بقصف للتحالف الدولي قبل أسبوع على أوتستراد دمشق بغداد.

وإلى جانب هذا الهدف يبدو أن إيران تصعد من عملياتها في البادية السورية بالكامل بهدف تأمين طريق إمداد بين إيران وسوريا مروراً بالعراق، الأمر الذي يدفعها للسيطرة على هذه المنطقة بالكامل.

وأجبرت إيران على تعديل خط سير إمداداتها التي ترغب في إيصالها إلى اللاذقية، لتفادي الاصطدام بقوات أميركية في الطريق، نحو 180 كيلومتراً باتجاه الجنوب في عمق الأراضي السورية، لتحاشي مواجهة قد تنشب مع القوات الأميركية.

وكان ممرها القديم في سوريا يتميز بعبوره من الحدود الإيرانية إلى مدينة جلولاء العراقية في محافظة ديالى، ثُمَّ عبر جنوبي الموصل إلى الشرقاط، وبعد ذلك شمالاً إلى تلعفر.

أما الآن، فقد أدخل الاتجاه غرباً مروراً بسنجارإلى دير الزور من ثم السخنة وحتى تدمر، ثُمَّ دمشق، باتجاه الحدود اللبنانية، حيث يمكن تحقيق الهدف الرئيسي لدعم ميليشيا "حزب الله" اللبناني عن طريق المقايضات الديمغرافية.

ومن هناك، يوجد تصوُّر لممرٍّ يصل إلى اللاذقية والبحر المتوسط، الأمر الذي يمنح إيران خطَّ إمدادٍ يتجنَّب مياه الخليج العربي، التي تعجُّ بدوريات المراقبة.

بالمقابل أعلنت اليوم ميليشيا "الحشد الشعبي" إطلاق معركة السيطرة على منطقة البعاج بالقرب من الحدود العراقية السورية والتي تعتبر هي أحد النقاط الهامة المرسومة ضمن الممر الإيراني للوصول إلى سوريا.

القوى المشاركة

وتعتبر الميليشيات الإيرانية، كلواء "فاطميون" و"زينبيون" و ميليشيا "حزب الله" وأيضاً مشاركة ميليشيات تتبع لـ"الحشد الشعبي" العراقي كـ"سيد الشهداء" إلى جانب قوات النظام، من أبرز القوى المشاركة في المعركة.

و نقلت مواقع مقربة من النظام، عن مصادر روسية غير رسمية أن "كتيبة من القناصين الروس إلى جانب الطيران الحربي والمروحي يشاركون ضمن العملية".

يشار أن الولايات المتحدة الأمريكية، استهدفت الأسبوع الماضي، رتلاً عسكرياً يضم ميليشيات تتبع لإيران وقوات النظام، حيث كانت متجهة، نحو قاعدة في سوريا تستخدمها قوات أمريكية وقوات تدعمها واشنطن بالقرب من بلدة التنف على طريق بغداد دمشق.




المصدر