‘البنتاغون يقر بأسوأ خطأ ارتكبه خلال حملته ضد تنظيم الدولة’

26 أيار (مايو - ماي)، 2017

4 minutes

أقرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الخميس بأسوأ خطأ ارتكبته خلال الحملة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” وهي مقتل مئة وخمسة مدنيين في قصف في 17 مارس/ آذار في الموصل، لكنها نسبت هذه الحصيلة الهائلة إلى “متفجرات مخزنة” لدى التنظيم وليس القصف الأميركي بحد ذاته.

ويأتي هذا الاعتراف بينما تدين منظمات غير حكومية ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في عمليات القصف التي يقوم بها التحالف منذ وصول الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الذي وعد بتسريع القضاء على “تنظيم الدولة”.

وتنفي وزارة الدفاع الأميركية باستمرار تسبب عمليات القصف التي تقوم بها بسقوط ضحايا.

ويقول العسكريون الأميركيون إن “قواعد الاشتباك” والإجراءات الوقائية لتجنب سقوط قتلى مدنيين، لم تتغير منذ وصول “دونالد ترامب” إلى الرئاسة.

وأوضح البنتاغون أن الخطأ الذي وقع في 17 مارس/ آذار مرتبط خصوصاً بسلوك عناصر”تنظيم الدولة” الذين لا يترددون في استخدام المدنيين في تكتيكاتهم القتالية دون الاهتمام بمصيرهم.

ويفيد ملخص التحقيق العسكري الذي نشر أمس الخميس أن القصف كان يستهدف قناصين للتنظيم متمركزين في الموصل.

وقد جرى بطلب من القوات العراقية لمكافحة الإرهاب التي كانت تقوم باقتحام الحي.

ولم ترصد تلك القوات المتمركزة قبلها يومين على بعد أقل من 100 متر، وجود عشرات المدنيين الذين لجأوا إلى منزل بدعوة من مالكه.

وكان التحالف الدولي حينذاك محروماً منذ يومين من صور الفيديو التي تلتقطها طائرة بدون طيار بسبب الأحوال الجوية السيئة.

واتخذ القرار بالقضاء على القناصين بقنبلة خفيفة نسبيا من نوع “جي بي يو-38” تزن حوالى 87 كيلوغراماً من معادل التي-ان-تي، يفترض ألا تصيب سوى الطابق الذي يتمركزوا فيه.

لكن انفجار القنبلة أدى إلى “انفجار إضافي” قوي تسبب في انهيار المبنى بأكمله. وقد علق مئة شخص لجأوا إليه وأربعة من الجيران، كما كشف التحقيق.

وقال الجنرال “مات إيسلر” الذي أجرى التحقيق الميداني للتحالف مع خبراء بالأسلحة والهندسة المدنية، للصحافيين أنه للتسبب بمثل هذه الأضرار يحتاج الأمر إلى حوالى 450 كيلوغراما من معادل التي-إن-تي، أي أكبر باربع مرات من القنبلة التي استخدمت.

تم تلغيمه “عمداً”

يشتبه المحققون بدون أن يمتلكوا الأدلة، بأن “تنظيم الدولة تعمد تفخيخ المنزل من أجل جذب هجوم للتحالف والتسبب بخطأ”.

وقال الجنرال “أيسلر” أن “دفع التحالف إلى ارتكاب أخطاء أسلوب تكتيكي معترف به لتنظيم الدولة “. وأكد أن “طائرة بلا طيار للتحالف صورت في 28 مارس/ آذار محاولة من هذا النوع للجهاديين”.

وأوضح أن “تسجيل فيديو يظهر عناصر التنظيم وهم يقودون بالقوة مدنيين إلى مبنى ثم يقومون بلغمه، خصوصاً بقارورة من غاز البروبين بهدف زيادة تأثير القصف”.

ولم يستبعد الجنرال “أيسلر” أن تتمكن عائلات الضحايا من الحصول على تعويض من البنتاغون “في تعبير عن التعاطف” معهم أمام الخسارة التي منوا بها.

وقال “في بعض الظروف يمكن للقادة العسكريين التفكير” في دفع مثل هذه التعويضات، مؤكداً في الوقت نفسه أن ذلك لا يشكل اعترافا بالمسؤولية.

وأطلقت القوات العراقية يساندها التحالف الدولي لمكافحة “تنظيم الدولة” بقيادة أمريكا عملية واسعة في منتصف تأكتوبر/ تشرين الأول لطرد التنظيم من الموصل ثاني مدن العراق.

وقد سيطرت في نهاية يناير/ كانون الثاني على شرق المدينة وأطلقت في منتصف فبراير/ شباط هجومها على غربها المكتظ بالسكان ويشمل البلدة القديمة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]