بريق رمضان يغادر درعا…قصف وحصار وغلاء


طارق أمين

يستقبل أهالي درعا شهر رمضان، على غير ما اعتادوا عليه، فقد فرض حصار النظام وقصفه المتكرر لمناطق وبلدات مختلفة في المحافظة تحديات جديدة على السكان، تمثلت في حركات نزوح متواترة وتراجع في الدخول، وقلة في معروض السلع أيضًا وارتفاع أسعارها في حال توفرها، كل ذلك جعل توفير احتياجات شهر رمضان مهمة صعبة، لدى معظم الأهالي.

وقال أبو وسيم -ربّ عائلة في ريف درعا الشرقي- لـ (جيرون): “إن معظم العائلات في درعا تعيش أوضاعًا صعبة خلال الأشهر العادية؛ نتيجة ارتفاع الأسعار وقلة الدخل، فكيف ستكون الحال وشهر رمضان على الأبواب، والناس لا يملكون شيئًا ولا يستطيعون توفير أو تخزين الأرز والطحين واللحوم والخضروات، كما كانوا يفعلون سابقًا”.

وبحسب الحاج أبو أحمد، فإن الأهالي كانوا، قبل الثورة، ينتظرون قدوم رمضان ويقومون بتحضيرات مسبقة لاستقباله، لكن اليوم أصبح الأهالي منشغلين بحساب قيمة الإنفاق الكبير على الطعام والشراب؛ بسبب الغلاء الكبير في أسعار جميع المواد وخاصة الغذائية، وانتشار الفقر، وانخفاض أجور اليد العاملة؛ ما أدى إلى غياب فرحة استقبال شهر رمضان عن الجنوب، وحرمان الأهالي من طقوسه التي كانوا يقيمونها، قبل أيام من قدوم الشهر الفضيل.

وأوضح فؤاد الغازي -تاجر مواد غذائية في درعا- أن “الأسواق في درعا تشهد ركودًا قبل حلول شهر رمضان، بينما كانت في مثل هذه الأيام، سابقًا، تغص بالناس لشراء متطلبات الشهر”، وعزا ذلك إلى “الغلاء وارتفاع الأسعار، وخاصة بعد فرض حواجز النظام أتوات، تصل إلى مئات الألوف على كل شحنة غذائية، تدخل المناطق المحررة في درعا”، وأكد أن “أسعار المواد الغذائية تضاعفت عن العام السابق كالتمور، والعصائر، والأجبان، والمربيات، ومختلف أنواع الحلوى، وأيضاً المواد التي تدخل في بعض أنواع الأطعمة الرمضانية، واللحوم وغيرها، إضافة إلى ارتفاع أسعار المحروقات كالغاز؛ إذ وصل سعر الجرة الواحدة إلى 11 ألف ليرة، أي ما يعادل 12 دولارًا”. مشيرًا أن “كل شيء أصبح غالي الثمن في هذه الظروف، ولم تعد الرواتب والأجور تكفي لسد احتياجات الأسرة، فكل أسرة تحتاج إلى نحو 5000 ليرة يوميًا في شهر رمضان”.

من جانب آخر، ترى أم عمار أن “شهر رمضان لم يعد كما تعوّد عليه أهالي درعا سابقًا، فقد أصبح من المستحيل أن تجتمع الأسرة كاملةً على مائدة الإفطار، كما كانت سابقًا، إذ لا تخلو عائلةٌ من شهيدٍ أو معتقلٍ أو لاجئٍ إلى خارج سورية”.

وأوضح الناشط في المجال الإنساني غياث بركات أن “الزيادة الكبيرة في أعداد السكان وانتشار الفقراء، تتطلب تضافر جهود المنظمات الإنسانية والإغاثية لتفادي الكوارث الإنسانية التي ستحل بالفقراء والنازحين خلال رمضان”، وقال: يجب على المعنيين بالأمور الإغاثية والإنسانية، توفير مساعدات إضافية ووجبات الإفطار والسحور للفقراء والنازحين في درعا”.




المصدر