on
عصام الريس: لا قوات عربية إلى درعا و”الموك” بعيدة عن معارك الجبهة الجنوبية
عمار خصاونة
قال الناطق باسم الجبهة الجنوبية، الرائد عصام الريس: “إن ما يتم تناقله، حول موضوع دخول قوات دولية إلى درعا، هو تضليل إعلامي، تمارسه وسائل إعلام النظام والوسائل الموالية له، في محاولة منهم لصرف أنظار المتابعين عن حجم الانتهاكات التي يمارسها النظام، في ظل عقد اتفاق مناطق “خفض التوتر” وصرف الأنظار عن العمليات العسكرية التي يحاول النظام شنها في الجنوب السوري والبادية”.
وعن خمود بعض جبهات الجنوب، وعن أن غرفة العمليات الدولية “الموك” هي صاحب القرار الأول والأخير، في جميع معارك الجبهة الجنوبية، قال الريّس في حديث خاص مع (جيرون): “لا يمكن فرض أي قرار دولي أو أي دولة تقوم بفرض معركة على الثوار أو فرض إيقافها. ما يحصل اليوم لا يمكن تسميته خمودًا للجبهات، بل على العكس، نحن نرى أن المعارك أفضل من السابق، خصوصًا مع ظهور التنسيق العالي بين فصائل الجبهة الجنوبية الذي يتجلى في معارك مدينة درعا، وما يحدث هناك لا يمكن تصديقه من الناحية النظرية في العلم العسكري”.
وأوضح الريس أنه إضافة إلى معارك مدينة درعا، فإن الجبهة الجنوبية تواجه النظام و(داعش) في البادية، فضلًا عن قتال التنظيم في ريف المحافظة الغربي”.
يُذكر أن فصائل الجبهة الجنوبية تمكنت، الأربعاء الماضي، من صد هجوم لميليشيات حزب الله، وتمكنت الفصائل -بحسب ناشطين- من إحكام سيطرتها على 90 في المئة من حي المنشية مسيطرين على 50 كتلة سكنية جديدة.
وفي إطار معارك الجبهة الجنوبية، ضد تنظيم (داعش)، في ريف درعا الغربي وحوض اليرموك، أوضح الناطق باسم الجبهة: “إن المعركة ضد التنظيم في حوض اليرموك ليست سهلةً، حيث إن نسبة الكثافة السكانية في تلك المناطق كبيرة، فضلًا عن وجود خلايا نائمة للتنظيم. كما أن المنطقة مختلفة في حيثياتها وطبيعتها الجغرافية عن باقي المناطق التي يُحارَب فيها التنظيم ذاته، فنحن لم نُدعَم بغطاء جوي، كما هو الحال في الشمال السوري، ومعاركنا معهم مقتصرة على عمليات المواجهة، والاقتحام المباشر”. وكشف أن قوات المعارضة تمكنت من إطباق حصار “عسكري” على مناطق سيطرة التنظيم، حيث لم يعد بمقدور (داعش) الحصول على السلاح والمال كما في السابق.
وعند سؤاله عن سر صمود التنظيم حتى اليوم، على الرغم من الحصار القائم منذ عامين، أكد أنه لا بد من وجود خيانات من بعض ضعاف النفوس الذين يجرفهم المال مقابل أي عمل، لكنهم، بعد تحديد كل طرق وأساليب تهريب المعونات العسكرية إلى داخل مناطقهم، ومنها استخدام بعض المدنيين بذلك، وقيامنا بكشف المتورطين في تهريب بعض المساعدات إلى مناطق التنظيم من الجيش الحر، تمت محاسبتهم عبر قضاء “دار العدل” وهم أفراد وليسوا مجموعات، مركزًا على أنهم تمكنوا اليوم من إطباق حصار عسكري كامل على مناطق التنظيم، وهو اليوم ضمن مرحلة استنزاف، فما يخسره، من عناصر وسلاح وذخائر، لا يُعوّض.
وذكر الريس أن التنظيم اليوم بات يعاني نقصًا واضحًا من العناصر، والدليل على هذا النقص اعتماده على زراعة الألغام والعبوات المتفجرة بكثافة لحماية بعض جبهاته، لعدم توفر عناصر كافية لحراسة كل الجبهات، وهو السبب الذي يمنعنا من الصمود طويلًا في النقاط التي نسيطر عليها مجددًا، إذ إننا لا نمتلك آليات ومعدات لكشف تلك الألغام وإزالتها.
وأشار الريس إلى أن إطباق حصار كامل ومنع دخول المواد الغذائية والطبية هو أمر صعب جدًا، وذلك بسبب وجود أعداد كبيرة من المدنيين داخل مناطق التنظيم، وهو ما يوضح قدرة التنظيم على استمراريته في معالجة عناصره الذين يصابون في المعارك.
وعن قضايا الفساد الأخيرة التي بدأت تظهر، في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر، وأهمها تجارة المخدرات وتهريبها، قال الريس: “إن هذا الأمر موجود في كل المجتمعات، وليس محصورًا في المناطق المحررة بسورية، وتجّار هذه السموم هم مجرمون، وقد ألقينا القبض على بعضهم، ويجري العمل على البقية، فيما تمت محاسبة من ألقينا القبض عليهم في محكمة دار العدل”، وفي السياق ذاته، أعلنت فصائل من الجيش الحر، منذ فترة وجيزة، بدء حملة لمكافحة المخدرات، وقد تمكنوا خلالها من إلقاء القبض على بعض المروجين، واعترفوا، في تحقيقات معهم بمحكمة دار العدل، بأنهم يتلقون المخدرات، من قِبل حزب الله اللبناني، بحسب ما أكدت المحكمة.
وختم الريّس حديثه بأنهم مستمرون في المعارك ضد نظام الأسد حتى تحرير المنطقة بأكملها، وأنهم يسعون الآن جاهدين إلى إزالة الورم الخبيث في جسد الجبهة الجنوبية، مشيرًا بذلك إلى تنظيم (داعش) وأن الجبهة الجنوبية تمكنت من إثبات قدرتها بالمطلق على الحفاظ على مناطقها، فمع كل الحملات العسكرية المدعومة بالطيران الروسي والميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني، لم تخسر الجبهة الجنوبية سوى 4 في المئة من مناطقها، وهو صمود كبير، على حد تعبيره، موضحًا أن قضايا المهربين وتجار المخدرات ومحاربتهم أصعب من مواجهة التنظيمات الإرهابية، حتى إن الدول الكبرى تجد صعوبة في إلقاء القبض عليهم.
المصدر