عقارب السّاعة في إدلب عادت للدوران وحدائقها تتنفّس من جديد


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

بدأت عقارب السّاعة في مدينة إدلب بالدّوران بعد سنوات من التوقف، وتزيّنت ساحاتها ولبست ثوباً آخر، بعد أن غطاها غبار الغارات الجوية والقصف على مدى أكثر من سنتين، ليعيد لها أبناؤها سيرتها الأولى، ضمن حملة لإعادة الحياة فيها.

بداية الحملة كانت بتدشين ساحة السّاعة وسط مدينة إدلب، والتي كانت قبلة أهالي المدينة قبل سنوات، حيث تم تزيين السّاحة المحيطة بها وتم زراعة الورود وأشجار الزينة، كما تم إعادة تأهيل الأرصفة القريبة منها.

ويهدف النّشاط إلى إعادة تأهيل المرافق الحيويّة في المدينة، وتشمل صيانة وترميم المدارس والجامعات والمستشفيات والساحات العامة والمؤسسات الخدميّة الأخرى، من أجل إعادة تفعيلها من جديد لخدمة أهالي المدينة.

وقال رئيس مجلس مدينة إدلب، الأستاذ إسماعيل عنداني: “بجهود أبناء مدينة إدلب، وضمن حملة لإعادة تأهيل المدينة، شملت كافة الجوانب الخدميّة، بدأنا بإصلاح شبكات الكهرباء والماء وتزفيت الشّوارع، وتنظيف الحدائق، وإزالة الأنقاض من الشّوارع الرئيسية”.

وأضاف عنداني في تصريح لـ (المصدر): “كانت الحملة بأيدي أبناء مدينة إدلب، وبالتعاون مع منظمة (بنفسج) ومنظمات إنسانية أخرى تعمل في المدينة، وهي مستمرّة من أجل إظهار الوجه الحقيقي لمدينة إدلب، ولا سيما بعد قدوم ضيوف مهجّرين، من معظم المناطق السّورية من دمشق وحمص وحلب، ومناطق أخرى”.

وشهدت المنطقة نوعاً من الهدوء بعد تنفيذ اتفاق “تخفيض التوتّر”، والذي تم إقراره في مؤتمر “أستانة” بين الدّول الراعية للمحادثات في سوريا، والذي شمل مدينة إدلب أيضاً، وعادت الكثير من العائلات إلى المدينة، كما أن المدينة استقبلت أعداداً كبيرة من المهرجين من باقي المحافظات.

وتسبّبت الغارات الجوية وقصف الطيران الروسي وطيران النظام بتدمير المستشفى الوطني، أكبر المنشآت الخدميّة في المدينة، ومستشفى ابن سينا، وكلّية التربية وكلّيات أخرى، كما استهدفت الغارات الفرن الرئيسي ومديرية صحة إدلب، ومؤسسات خدميّة أخرى.

ما إن شهدت البلاد نوعاً من الهدوء حتى عادت الحياة من جديد إلى المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، وبدأت المناطق تنفض عنها غبار الرّكام بعد سنوات من الحرب، والتي يتمنّى السّوريون بأن لا تعود أبداً.





المصدر