تّمانعة إدلب… كانت (قبلةً) للطائرات فعادت تنبض بالحياة من جديد


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

كانت شوارعها تنبض بالحياة وكان اللّون الزهريّ يغلب على شوارعها وساحاتها العامة، والتي امتلأت بصناديق الفستق الحلبي، وتنتظر الشحن إلى أسواق العالم، وما إن نادت بالحريّة مثل باقي مدن سوريا، حتى أصبحت الهدف الأوّل، لطيران نظام بشار الأسد وصواريخه وبراميله المتفجّرة.

وبعد أكثر من خمسة سنوات يعود المدنيون إلى بلدتهم التي أصبحت أثراً بعد عين بحثوا كثيراً عن بيوتهم فلم يجدوها، بحثوا عن مساجدها لتأدية صلاة الجمعة فلم يجدوها، فقرّروا الصّلاة بين الأنقاض في مسجد مدمّر، وما إن انتهت الصلاة، حتى انطلقت عجلة الحياة، بعد أول صوت ينادي بالحرية، أطلقه فتيتها ثانية “الشّعب يريد إسقاط النّظام” لتدبّ الحياة فيها من جديد، في مظاهرة حاشدة، أعادت الرّوح للمدينة.

كانت أولى تجارب البراميل المتفجّرة لنظام بشار الأسد فيها، وكانت أوّل بلدة في ريف ادلب تعرف البراميل المتفجرة التي تحوي غاز الكلور، وكانت تتصدّر المرتبة الأولى بالقنابل الفراغية والارتجاجيّة والبراميل المتفجّرة من طائرات الرّوس وطائرات النظام حتى سمّيت ” قبلة الطّائرات”.

وخلال مشاركته في مظاهرة “تمانعة إدلب”، التقت “المصدر” لرئيس الهيئة السياسية في إدلب “رضوان الأطرش”، الذي قال “بالرغم من الدّمار الذي نشاهده في ريف ادلب الجنوبي، مازالت الثورة موجودة في روح وفي ضمير الثّوار، وإنّنا في سوريا مستمرّين حتى إسقاط نظام الأسد، نظام الإجرام، والذي أوغل في قتل السّوريين، واستجلب الدّول لاحتلال أرضهم”.

وشهدت مدينة إدلب أيضاً مظاهرة احتشد فيها الآلاف، رفعوا فيها علم الثّورة وطالبوا بإسقاط نظام بشار الأسد، ومحاسبته على جرائمه بحقّ السّوريين، ومظاهرات أخرى خرجت في بلدتي كفرومة وحاس مناطق أخرى.

يستغلّ السّوريّون هدوء المنطقة، ليخرجوا بمظاهرات يعبّروا فيها عن مطالبهم، بعد سنوات من الدماء والدمار، علّها تجد أذناً صاغية بعد أن أصمّ العالم أذنيه وأغمض عينيه، كما يقولون.





المصدر