فنان ومعتقل سابق يروي معاناة المعتقلين بصوته

microsyria.com محمد الحمصي

طرح الفنان السوري الشاب “معاذ العبد لله” أغنيته الأولى تحت عنوان “حلم العتمة” والتي تروي في ثلاث دقائق معاناة المعتقلين في سجون النظام وتسلط الضوء على أن السجين يعاني من شيء أقسى من الحرمان من الطعام والشراب والدواء وهو مرور الوقت القاتل أو النسيان إن صح التعبير فبعد اعتقال الفنان معاذ من دمشق منذ سنوات وبقائه في سجون لا يعرف معالمها سوى من الداخل خرج الفنان السوري الشاب واضعا نصب عينيه التذكير الدائم بقضية المعتقلين وجعلها القضية الاساسية في كل عملية تفاوض دولية أو عملية سلام في سورية

مدينتي سورية وحارتي دمشق عنواني الياسمين وإلهامي بردى الغناء هواية كما كل فنان يحب المغنى منذ طفولتي كنت أحب الغناء بتعريف دمشقي عريق قدم الفنان “معاذ العبدلله” نفسه في حديث خاص لـ “هيومن فويس” وقال العبدلله في عدة أسئلة وجهت له عن أعماله وحياته المهنية “دخلت في فرق المنشدين الصغار في المساجد بعدها خطوة بخطوة انتقلت للعمل الاحترافي والمغنى شغف وهواية لا اتجاه ولا تحزب ولا عمل مأجور أبدا بدأت العمل الاحترافي بأوائل ٢٠١٢ في البوم غنائي اجتماعي لكن في نهاية العام اعتقلت وانقطعت عن العمل بعدها

اغنيه “حلم العتمة” ولدت دون بداية وحتى نهاية كنت معتقل سابق لدى “العفاريت الزرق” كنت في دنيا أخرى كل من حولي مختلفون لا يشبهون البشر بشيء كنت أضرب دون أن أعلم السبب كانت قسوة الضرب تزيد عند سؤالي “لماذا؟” كانت الحبال والأسلاك والقضبان وأشياء أخرى لا أعلم ماهي تنهال على جسدي وجسد المعتقلين معي كان لدي صديق يوصيني دائما ببضع كلمات كانت هي الدافع الأكبر لي لطرح هذه الأغنية كان يقول لي دائما “إن خرجت قبلي فلا تنساني” كنت أغني أمامه بصوت منخفض كان يضحك ويبتسم كأنه خرج نحو الغيوم كان معتقل قبلي منذ أشهر وفعلا خرجت لأحاول تذكير العالم له لكنني صعقت عندما علمت بموته تحت التعذيب فأقسمت أن أتابع حياتي لأجل إحياء قضية المعتقلين ومنع الذاكرة السورية من نسيانهم.

حلم العتمه .. لكل أم وأب معتقل .. لكل زوجه وأولاد المعتقلين .. لكل اخوه المعتقلين ..أملنا بدعاكم .. أملنا بصبركم .. والفرج على ربنا ..أداء .. Moaz Abdullaكلمات .. ايناس عوضفكره واعداد .. موده يوسفالاغنيه دقه عاليه على اليوتيوب .. https://youtu.be/xwp24EwS5zk

Geplaatst door ‎Moaz abdulla معاذ عبدالله‎ op woensdag 24 mei 2017

وتابع العبد لله حديثه ليس التعذيب والمرض والجوع وقلة الهواء المعاناة الكبيرة الوحيدة في الزنزانة كانت هناك معاناة تفوق تلك التي ذكرتها وهي “الروزنامة” التي تتساقط أوراقها ونحن نشاهدها تتساقط بالعرض البطيء معاناة ثانية وكبيرة هي خوفنا من النسيان بالفعل كنا نخشى أن ينسانا الأخرون أو لا يذكرنا أحد، معاناة العالم كله تنزل على المعتقل فالصباح أمل، والليل ألم.

المساعده التي تلقيتها بالبداية كانت من ضميري في سؤال راودني دائما كيف يمكنني أن لا أخلف وعدي؟؟ عدت وقرات كلمات تخص الموضوع وحاولت أن اكتب لحن زوجتي الغالية كانت الدافع الأكبر والمساعد الأول لي كنت أقول لقد قلت كلمه لدي وعد، وعد قطعته لصديقي المعتقل فقد قلت له لن أنساك والاغنية كانت من اشراف واعداد زوجتي الحبيبة والكلمات كانت للكاتبة المتألقة ايناس عوض والتي تتمتع بحس عالي جدا في الكتابة.

واردف معاذ حديثه حالياً هذا العمل الذي اطلقته أتمنى أن يصل لكل ام واهل معتقل من ولد واخ وزوجه نحن فداء معتقلينا هم الذين بقوا من البوصله الحقيقية للثورة وأختتم معاذ حديثه صديقي الشهيد لن ولم أنساك ما حييت.