on
ملكة جزماتي؛ النجمة السورية التي تقاوم الغربة في ألمانيا بالطبخ
كانت ملكة جزماتي طاهية شهيرة في العالم العربي، اضطرت إلى الفرار من دمشق. في مكان إقامتها الجديد في ألمانيا تتابع ممارسة مهنتها .. هذه المرة كمهمة خاصة .
حين حطت ملكة جزماتي في خريف عام 2015 في مطار تيجيل في برلين، كانت حقائبها مليئة بالتوابل التي حملتها من وطنها سورية. بالإضافة لحقائبها كانت الإمرأة الشابة تحمل كامل ذكرياتها.
لقد سيطرت الحرب على مدينتها دمشق، ما اضطرها إلى العبور إلى الأردن ومن ثم سلوك الطريق الطويل إلى منزلها الجديد في ألمانيا .
انتقلت إلى المنزل المشترك للاجئين في حي نويكولن في برلين والذي كان ينتظرها فيه زوجها محمد لمدة عام . لقد سبقها إلى ألمانيا بواسطة أحد قوارب اللجوء، بداية أقام في مخيم اعتيادي للاجئين قبل أن يحصل على فرصة للانتقال إلى ” ملجأ “، في منزل مشترك . لقد كان يتحدث مرارا وتكرارا لرفاقه في السكن عن فنون الطهي التي تجيدها زوجته .
تعد ملكة جزماتي نجمة مشهورة كطاهية في جميع أنحاء العالم العربي، فقد كان لها برنامج خاص بالطهي يبث من الأردن في أحد محطات التلفزة المعارضة لنظام الأسد ” أورينت ” .
هنا في ألمانيا، قامت ملكة جزماتي بجمع وصفات طبخاتها السورية في كتاب . إنها ليست مجرد وصفات تتابع في كتاب بل أيضا تتضمن قطع من ماضيها في الوطن . مجازيا تصف ملكة كيف أن رائحة ماء الورد والهيل تملأ الغرفة، وكيف يصدر حمص الفتة فحيحا هادئا حين ينقع . إن إدراك الرعب الذي حل في وطنها يبدو جليا في ثنايا كتابها : ” في الواقع، لقد كنا دائما بلدا مسالما، البلد الذي توجد فيه الأمهات والجدات اللاتي يجلسن لساعات طويلة حول طاولة المطبخ وهن يلففن ورق العنب، فقط احتفالا بقرار الزواج من قبل شخصين من الأسرة الواسعة ” .
استطاعت الامرأة الشابة تمويل معيشتها وأسرتها في ألمانيا من خلال الطبخ، لقد قامت مع زوجها في تأسيس شركة التموين ” الذواقة ليفانتي “. إن الطهي يعني لجزماتي قبل كل شيء نشاطا ثقافيا، إنها اللغة التي تتواصل بها في هذا البلد الأجنبي، طالما أنها لا تتحدث الألمانية.
كل عائلة في سوريا لديها قصتها الخاصة مع الفتوش ولكل منها طريقتها الخاصة في إعداده . السلطة تذكر جزماتي بيدي والدتها- المصدر: PR
وفي الوقت نفسه، يأتي العديد من السوريين إلى مسكن جزماتي، خاصة من أجل الكبة أو حتى من أجل ” بابا غنوج ” الذي تعده، إن طعامها جزءٌ من الوطن .
تقول جزماتي بأنه ينبغي على الجميع في زمن الحرب أن يحافظ على الأشياء أو القيم المتنوعة لبلدنا، وإن مهمتي هي الحفاظ على الطعام السوري الأصيل…الملح وحده يجلب ذكريات خاصة للناس .
حاولت جزماتي في كتابها ” ملكة – وصفات الشوق من وطني ” اضافة هذه الذكريات واللحظات الودية مع عائلتها للوصفات والصور، وكذلك الحفاظ على عبق الماضي ومحاكاة صخب الحي الدمشقي .
ربما لأنه من الواضح بالنسبة لملكة أن هذه الحياة الماضية لن تعود إلى سابق مسيرتها :لقد أصبح وطنها الآن مدمرا بشكل كبير و تشتت أسرتها في جميع أصقاع الأرض .
رابط المادة الأصلي: هنا.
صدى الشام