موائد السوريين "تتقشف" أكثر في رمضان مع غلاء الأسعار.. ومظاهره تغيب عن المنازل والأسواق


تستقبل العائلات السورية شهر رمضان وسط أوضاع اقتصادية صعبة، يزيدها سوءاً الارتفاع الكبير لأسعار المواد الغذائية الأساسية، حتى باتت الأسرة الواحدة تقتصر على صنف واحد من الطعام فقط عند الإفطار، كي تتمكن من سد احتياجاتها.

وعام وراء عام تغيب مظاهر رمضان داخل منازل العائلات السورية خصوصاً المتصلة منها بالطعام، أو إقامة "العزائم" الكبيرة بين العائلات، سيما وأن العائلة السورية أصبحت تقصتر في شراء حاجياتها على ما يسد رمقها في اليوم الواحد.

وتنقل صحيفة "تشرين" الموالية لنظام بشار الأسد، اليوم الأحد، عن سيدة أربعينية في دمشق قولها إنها "تكتفي بصنف واحد يومياً، وأنها حذفت سلعاً من حساباتها لعدم القدرة على الشراء كاللحوم"، بينما تساءلت سيدة خمسينية "كيف يمكن عيش طقوس رمضان في ظل غلاء السلع الجنوني واستمرار تهجيرنا من منازلنا؟ فالإيجار على سبيل المثال وحده يكسر ظهرنا، فكيف بأسعار السلع الغذائية، التي حتماً سيستغل بعض التجار حاجة المواطن إلى شرائها لزيادة أسعارها".

ويُلحظ الغلاء الفاحش في أبسط ما كان يشتريه السوريون لتزيين موائدهم الرمضانية، وهي التمور التي كانت تباع بسعر رخيص جداً، أما الآن فيتجاوز سعر الكيلو غرام الواحد لبعض أنواعها 2000 ليرة سورية، وهو ما يعتبر ثمناً باهظاً جداً للعائلات السورية التي لا يتجاوز الدخل الشهري لكثير منها 30 ألف ليرة.

ويتقاذف التجار والمسؤولون في نظام الأسد المسؤولية حول غلاء الأسعار في الأسواق السورية، فبينما يعزو تجار أسباب الغلاء إلى منع الاستيراد، تقول حكومة النظام إن السبب يكمن في الاحتكار الذي ينفذه بعض التجار لتحقيق مزيد من المكاسب.

من جانبه، ذكر موقع "اقتصاد" أسعار بعض السلع الغذائية في دمشق في أول أيام شهر رمضان، مشيراً إلى ارتفاع أسعار اللحوم بنحو 25 %، حيث وصل سعر كيلو اللحم "هبرة بلدي" إلى 7500 ليرة، ودجاج الشرحات إلى 2500 ليرة.

ويشار إلى أن "جمعية حماية المستهلك" بدمشق وريفها أصدرت في مايو/ أيار 2017 دراسة قالت فيها  إن "أسعار معظم المواد والسلع الغذائية تضاعفت منذ شهر رمضان الماضي، حيث ارتفعت أسعار بعض السلع والمواد بنسب من 50 في المئة، ووصلت إلى 460 في المئة".

وبيّنت الدراسة أنه في مجال الخضار، ارتفعت الأسعار لمادة البندورة بنسبة 122 في المئة، والباذنجان 125 في المئة، والبطاطا 62 في المئة، وسجل الليمون أعلى نسبة في زيادة الأسعار خلال العام الماضي، حيث وصلت نسب الزيادة السعرية إلى 460 في المئة.

كما بيّنت الدراسة أن اللحوم الحمراء ارتفعت بنسبة 70 في المئة، في حين الفروج بواقع 50 في المئة، والبيض 90 في المئة، وفي الزيوت بيّنت الدراسة أن سعر زيت الزيتون ارتفع بنسبة 128 في المئة، وزيت القلي 190 في المئة، في حين سجلت الأسعار زيادات سعرية لمادتي القهوة بواقع 409 في المئة، والشاي 133 في المئة.




المصدر