on
باسل شحادة… بسالة الشباب السوري لنيل الحرية
جيرون
اعتصم أمام السفارة المصرية منددًا بالقمع الذي يمارسه نظام حسني مبارك ضد المتظاهرين المصريين، وفي سقوطه احتفل مع أصدقائه، أمام السفارة المصرية في دمشق، في 28 كانون الثاني/ يناير 2011، متجاهلين تعليمات عناصر الأمن، وهاتفين للمرّة الأولى: “هبّي يا رياح التغيير”.
باسل شحادة مخرج سينمائي دمشقي، من مواليد عام 1984، عرفته الثورة السورية شجاعًا مبدعًا ومخلصًا، إذ تخلى عن أحلامه في متابعة دراسته الإخراج السينمائي في إحدى جامعات أميركا، ليكون داخل التاريخ. ويروي عنه أصدقاؤه قوله: “تخيل نحن كم مرة سنعيش ثورة في حياتنا، كيف لي أن أترك الحلم الذي بدأ يتحقّق؟ وماذا سأقول لأطفالي عندما يسألونني؟ هل أجيبهم عندما بدأت الثورة تركت وطني، وذهبت لأهتم بمستقبلي. أين هو هذا المستقبل من دون وطن حر؟”.
عاصر سلميّة الثورة؛ فكان المتظاهر السلمي المدني المسيحي الراقي الذي يعكس بعلمه وثقافته عمق الشارع وأبعاده، ويدحض رواية النظام، في تلك الفترة، القائلة إن الثورة هي احتجاج “طبقي عفن”.
دفعه كرمه ليعلّم شبابًا من جيله صنعةَ التصوير وتقنيات المونتاج، بهدف إيصال الصورة الحقّة عن إجرام النظام وانتهاكاته للمدنيين السلميين؛ وكان من أبرز تلامذته مخرج التقارير أحمد الأصم -المعروف بـ “أحمد أبو إبراهيم”- الذي صوّر كثيرًا من الفيديوهات والتقارير خلال الثورة.
انخرط في مظاهرات حماة، وحمص، وريف دمشق، وتطوع للعمل مراسلًا وشاهدًا في عدد من القنوات العالمية.
وضع بصمته في الحراك المدني؛ فأسس لمشروع (نقود الحرية) التي طُبع على أحد وجوهها عبارات وشعارات توعوية ضد النظام منها: “من يطلب الحرية والعدالة والمواطنة يُحررك لا يُهددك، فساندْه ولا تخذلْه. ما أتعس أولئك الذين يتلذذون بغرس الخوف والرهبة في الناس بدلًا من استمالتهم بالحب والعدل! ما يطلبه إخوتك في الوطن هو العدل والمواطنة”. كما لعب دورًا مهمًا في نقل صورة الثورة للدول الغربية.
بعد عودته من أميركا، أواخر 2011، استقر في حمص؛ ليصور ويوثق عمليات القصف والاقتحام التي شنها النظام على حمص، وأنتج فيلمًا قصيرًا بعنوان (سأعبر غدًا) يوثق الخطر الدائم الذي يهدد سكان المدينة في أثناء عبورهم الشوارع، بسبب قناصي النظام السوري، في أثناء سيطرته على المدينة.
توفي شحادة، في 28 أيار/ مايو 2012، مع مجموعة من الناشطين، بينهم أحمد الأصم في إثر قصف لقوات النظام على حي الصفافة في حمص التابع لحي باب السباع، ودُفن في حمص، كما أوصى.
المصدر