تحركات مشبوهة لـ (فواز الأخرس) دفاعاً عن نظام صهره


معتصم الطويل: المصدر

يتابع فواز الأخرس، والد أسماء الأسد، تحركاته المثيرة والمستميتة للدفاع عن صهره بشار الأسد، وفي إطار تلك التحركات أقام مؤتمرا للجمعية البريطانية السورية ، في دمشق خلال يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من نيسان/أبريل الجاري، بعنوان: “الحرب على سوريا.. تداعياتها وآفاقها”، الخميس على مدرج جامعة دمشق، وبحث “التداعيات والتحديات التي تواجهها سورية جراء الحرب الإرهابية، والآفاق المستقبلية والفرص التي يمكن أن تنتج بعد انتهاء هذه الحرب”.

ويعد المؤتمر الحدث الثاني من نوعه للجمعية منذ انطلاق الثورة السورية، بعد المؤتمر الذي عُقد في تشرين الأول من العام الماضي.

غيابٌ للبريطانيين

ولكن على عكس المؤتمر السابق غاب عن المؤتمر أو عن المشاركة حضور الشخصيات البريطانية واقتصر الحضور والمشاركة على جانب الحكومة النظام، وكان من الواضح التوجيهات الرئاسية لمشاركة المسؤولين في حكومة النظام بدءا من بثينة شعبان، مرورا برئيس وزراء حكومة النظام عماد خميس، وبقية الوزراء.

 جمعية فواز تفككت

وكانت الجمعية شهدت انسحابات كبيرة بعد استقالة جميع اعضاء مجلس الأمناء البريطانيين في عام 2012 احتجاجاً على القمع الوحشي للمظاهرات وعلى خلفية نشر صحيفة الغارديان رسائل الكترونية مسربة كشفت النقاب عن دور فواز الأخرس في إسداء النصائح لصهره بشار الأسد حول كيفية التعامل مع الأزمة.

وأقر حينها السير أندرو غرين، وهو سفير بريطاني سابق في دمشق، وعضو في رئاسة الجمعية السورية البريطانية صحة تلك التسريبات، وأعلن غرين وأمين الصندوق السيد بريان كونستانت Brian Constant سيغادران حالما ينتهيان من استكمال مهامهما، كما أن السير غيفن أرثر  Gavyn Arthurوهو  عمدة سابق لمدينة لندن بالإضافة إلى عضوين آخرين قد انسحبوا من الجمعية بالفعل.

وشهدت الجمعية أزمة منذ اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011، وفي شهر أيلول/ سبتمبر من ذات العام، وأعلن بنك أتش إس بي سي HSBC أنه لن يمثل الجمعية بعد اليوم، كما أن المليونير ورجل الأعمال الخيرية السوري البريطاني وفيق سعيد قد استقال من منصبه كمدير.

في المقابل، حاولت الجمعية دفن رأسها بالتراب محتفظة بسياسة التزام الصمت، والذي وصل إلى حد الدعم الضمني للنظام القائم في سوريا.

وفي عام 2012، استقال سفير بريطاني سابق آخر في سوريا، وهو أندرو غرين، من عضوية الجمعية، بعد تسريب رسائل بريد إلكتروني أرسلها مؤسس الجمعية، فواز الأخرس، إلى بشار الأسد ينصحه فيها بكيفية دحض أدلة على تعرض المدنيين للتعذيب من قبل قواته. كما شملت الاستقالات الأخرى أمين الصندوق بريان كونستانت، وعمدة لندن السابق جافين آرثر، على أثر تلك الاستقالات، صرح السيد غيث أرمزاني  Ghayth Armazaniوهو المدير التنفيذي للجمعية  قائلاً: “نحن بحاجة لأن نقرر بخصوص مستقبل الجمعية، وربما نكون بحاجة إلى إجراء انتخابات مبكرة لأنه من الواضح أننا نمر في ظروف صعبة”، في حين حذر البعض من انتخاب فواز الأخرس رئيساً للجمعية بعد مجموعة الاستقالات، وقال السيد كريس دويل Chris Doyle وهو مدير معهد التقارب العربي البريطاني “سيكون لانتخاب فواز الأخرس رئيساً للجمعية تأثيراً بالغ السوء على مصداقية الجمعية, من المفترض أن يكون قد استقال ورحل الآن”.

هل اشترى بشار الأسد السفير البريطاني بدمشق؟

فواز الأخرس الذي يحاول عدم الظهور الإعلامي، ولكن عمله المثير للجدل مازال مستمراً، ولذلك أكدت مصادر اعلامية غير مرة عن تورطه في دعم النظام بأي شكل من الأشكال، وتقول صحيفة الغارديان إن فواز الأخرس يقسم وقته ما بين المملكة المتحدة ودمشق، وأنه بات في بداية الثورة السورية ممراً غير رسمياً للصحفيين الذين يسعون لإجراء بمقابلات مع بشار الأسد.

ورغم كل هذا، التزم فواز بنصيحة مدير معهد التقارب العربي البريطاني، وابتعد عن رئاسة الجمعية، بل وقام بدعم بيتر فورد السفير البريطاني السابق في دمشق، للوصول الى ادارة الجمعية مؤخراً، وبالفعل صار الأخير مديراً في شباط 2017، وهذا ما فسر دفاعه المستميت على بشار الأسد إثر مجزرة الكيماوي الأخيرة على خان شيخون، حين علق مدافعاً في مقابلة مع بي بي سي، عن بشار الأسد، ونفى قيامه بهذه الأفعال.

ناشطون رجحوا تلقي رئيس الجمعية الجديد مبالغ مالية للدفاع وتلميع بشار الأسد، فيما ذكرت لم تستطيع صحيفة تلغراف التأكد او التثبت من تلقى فورد أموال من النظام، وقالت “تليغراف”، إن حسابات الجمعية السورية البريطانية لا تظهر ما إذا كان فورد يتلقى أي أموال أو مكافأة عن دوره في الدفاع عن نظام بشار الأسد.

وكانت الجمعية تأسست عام 2000 في لندن، وكان رئيسها فواز الأخرس، طبيب القلب، والذي تزوجت ابنته أسماء من بشار الأسد في وقت لاحق من ذلك العام، ومع ذلك فقد غطّت تلك الجمعية في سبات بعد اندلاع الحرب الدامية في سوريا في عام 2011، ومنذ ذلك الحين قتل أكثر من 400 ألف شخص، معظمهم على يد قوات النظام.





المصدر