جيرود محطة جديدة لتوقيع “تسوية” مع النظام


خالد محمد

أفاد ناشطون من مدينة جيرود، في القلمون الشرقي بريف دمشق، أن لقاءً بين وفد مكلف بالتفاوض عن الأهالي وضباطٍ روس، رافقهم ممثلون عن النظام السوري، عقد يوم الجمعة الماضي لقاء بهدف التوصل إلى اتفاق “تسوية وطنية” وتحديد مصير جيرود، في محاولة من النظام لاستنساخ “اتفاقات صلح” فرضها سابقًا على مناطق متفرقة، من ريف دمشق.

وقال الناشط عمار دكاك لـ (جيرون): إن “الاجتماع الذي تمّ بعد صلاة يوم الجمعة، في المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء، في ريف دمشق الشرقي، ضمّ كلًا من وليد عبد العال، وسامر عيسى، إلى جانب رئيس البلدية، وضباط روس وآخرين من الفرقة الثالثة، وهي إحدى أبرز التشكيلات العسكرية للنظام”، مبينًا أن “هناك لقاءاتٍ أخرى ستعقد في الأسابيع القادمة لمعرفة مزيدٍ من التفاصيل، إذ ما تزال المفاوضات حتى اللحظة مبهمة وغير معروفة التفاصيل”.

وأضاف: “على الرغم من توصل الجانبين إلى هدنة قبل أشهر، بالتنسيق مع مركز حميميم الروسي، إلا أن المباحثات التي استمرت ساعتين، ركّزت بمجملها على ضرورة خروج مقاتلي المعارضة من داخل المدينة، عبر التوصل إلى اتفاق “تسوية” جديد برعايةٍ روسية، يضمن سلامة أبناء مدينة جيرود، ويُجنبها أي معارك عسكرية محتملة قد تشهدها المنطقة”.

تأتي هذه التطورات، في ظل التقدم العسكري الكبير الذي أحرزته قوات النظام، على حساب تنظيم (الدولة الإسلامية)، في مناطق واسعة من ريف حمص الجنوبي الشرقي، ولا سيما المناطق المحاذية لمنطقة القلمون الشرقي، بما فيها منطقة محسة القريتين-المنفذ الرئيس للمنطقة- التي انسحب منها الأخير، قبل أيام لصالح النظام وحلفائه.

في السياق ذاته، أشار دكاك إلى أن مدن جيرود، الرحيبة، الناصرية، العطنة، وصولًا إلى تلال الأفاعي وزبيدة، والمنقورة الواقعة شرقًا في جبال القلمون الشرقي، باتت جميعها -في الوقت الراهن- محاصرةً بشكلٍ كامل، من قِبل قوات النظام والميليشيات الموالية لها؛ ما يعني عزل المنطقة عن البادية السورية، والأردن.

تخضع منطقة القلمون الشرقي لسيطرة فصائل من المعارضة، أبرزها (جيش الإسلام) و(قوات الشهيد أحمد العبدو)، وتعيش مدنها “هدنًا” غير معلنة مع قوات النظام منذ نحو عامين، حيث تركّزت معارك المعارضة، خلال تلك الفترة، في جبال القلمون الشرقي، ومنطقة البترا الصخرية، لوقف تقدم تنظيم (الدولة الإسلامية)، باتجاه مقارّها الرئيسة، وألحقت به خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

تقع مدينة جيرود، الخارجة عن سيطرة النظام، على بعد نحو 50 كيلومترًا، شمال شرق العاصمة دمشق، يسكنها نحو 40 ألف شخص، إضافةً إلى نحو 15 ألف نازح، غالبيتهم من النساء والأطفال، يعيشون أوضاعًا إنسانيةً صعبة للغاية، من جرّاء الحصار المفروض عليهم من قبل قوات النظام، منذ أواسط العام 2013؛ ما تسبب بنقصٍ كبير في المواد الغذائية، والرعاية الصحية، وعدم توفر المساكن المناسبة للكثيرين منهم.




المصدر