مبدأ أيزنهاور


جيرون

كثيرًا ما نسمع عن مبدأ أيزنهاور، ولعل أبرز ما نعرفه عن هذا المبدأ أنه خطةٌ، وضعها الرئيس الأميركي دوايت ديفيد أيزنهاور لملء الفراغ في الشرق الأوسط. فما هو هذا المبدأ، وما هي ظروف ظهوره إلى دائرة الضوء؟

قام الرئيس الأميركي دوايت ديفيد أيزنهاور -وهو الرئيس الرابع والثلاثون، وامتدت فترته الرئاسية من عام 1953 إلى عام 1961- بطرح خطة على الكونغرس الأميركي، تُفضي إلى تفويض السلطة الأميركية باستخدام مزيد من النفوذ العسكري في العالم، لمنع تمدد وهيمنة الاتحاد السوفيتي في العالم العربي، وفعلًا وافق الكونغرس على الخطة.

يقوم مبدأ (خطة) أيزنهاور -وقد جاء عقب العدوان الثلاثي على مصر- على بنود كثيرة، أبرزها بندان، هما:

1- تفويض الرئيس الأميركي بسلطة استخدام القوة العسكرية، في الحالات التي يراها ضرورية لضمان السلامة الإقليمية، وحماية الاستقلال السياسي لأي دولة، أو مجموعة من الدول في منطقة الشرق الأوسط، إذا ما طلبت هذه الدول مثل هذه المساعدة، لمقاومة أي اعتداء عسكري سافر تتعرض له من قبل أي مصدر تسيطر عليه الشيوعية الدولية.

2- تفويض الحكومة ببرامج المساعدة العسكرية لأي دولة أو مجموعة من دول المنطقة إذا ما أبدت استعدادها لذلك، وكذلك تفويضها بتقديم العون الاقتصادي اللازم لهذه الدول دعمًا لقوتها الاقتصادية وحفاظًا على استقلالها الوطني.

يرى كثير من الكتاب والمحللين أن مبدأ أيزنهاور جاء خطةً احترازية أمام مخاوف من احتمال قيام الاتحاد السوفيتي باستغلال العدوان الثلاثي كذريعة استراتيجية، تمكنه من دخول مصر، وجاءت هذه المخاوف على خلفية المواقف التي اتخذها، حينئذ، الرئيس المصري جمال عبد الناصر؛ إذ إنه اتخذ مواقف إيجابية من الاتحاد، فضلًا عن تكوينه قاعدة قوة، يستخدمها لإشعال المنافسة بين موسكو وواشنطن.

الهدف الآخر من وراء خطة الرئيس الأميركي هو تسهيل وجود بديل أمام الدول العربية عن سيطرة جمال عبد الناصر السياسية، على أمل أن يشجع هذا المبدأ الدول العربية على مواجهة النظام الشيوعي في المنطقة، من خلال خلق عزله يعيش فيها جمال عبد الناصر.

إلا أن مبدأ أيزنهاور لم يلقَ نجاحًا -كما كان متوقعًا له- إذ عدّه العرب تابعًا “الصهيونية الاستعمارية”، فضلًا عن تنامي شعبية جمال عبد الناصر، في الساحة العربية، زعيمًا وطنيًا مناهضًا للتدخلات الأجنبية، وساعيًا للاستقلال السيادي.

من المفيد ذكره هنا أن أيزنهاور، قبل توليه الرئاسة، كان يشغل منصب جنرال في الجيش الأميركي، وكان المهندسَ الرئيس لاجتياح الحلفاء لأوروبا، في أثناء الحرب العالمية الثانية، الاجتياح الذي أدى في النهاية إلى هزيمة ألمانيا النازية. وكان له دور كبير، عندما استلم الرئاسة، في إنهاء الحرب الكورية.




المصدر