دير الزور… موتٌ بطيءٌ تحت حكم (داعش) ومصيرٌ مجهولٌ لمن يحاول الهرب


مراد الأحمد: المصدر

أصبحت أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” مؤخراً شبه خالية من سكانها، لأسبابٍ عدة، أبرزها مضايقات التنظيم، والاعتقالات التعسفية، واحتكار التنظيم الاقتصاد والعمل، إضافة إلى وضع مدينة دير الزور كحقل تجارب للأسلحة المختلفة التي تستخدمها قوات النظام والقوات الروسية والتحالف الدولي، لتخسر دير الزور مؤخراً العديد من أبنائها إضافة إلى البنية التحتية.

كل ما سبق حذا بالمدنيين إلى الهجرة قسرا، رغم منع التنظيم المدنيين من الهروب من مناطق سيطرته، وتهديدهم بالعقاب.

وقال الشاب “مهند” من حي الحميدية، إن التنظيم منع مؤخراً الأهالي من مغادرة أحياء مدينة دير الزور إلا نحو ريف المدينة، مؤكداً أن “من تراوده نفسه بالهروب من مناطق سيطرة التنظيم، سواء كانت وجهته إدلب أو حلب، سينتظره القصاص في مدينة الرقة”.

وأضاف مهند في حديث لـ (المصدر)، أن عناصر التنظيم استدعوا عدداً من المدنيين وأبلغوهم هذا القرار، وتوعدوا كل هارب بالقصاص.

كما يعاني المدنيون الذين يحاولون الخروج من أرياف دير الزور نحو الحسكة، حيث يُطلق على رحلة الهروب هذه (رحلة الموت)، لما يكتنفها من خطورة في ظل ألغام تنتظرهم، وموت بطيء وعذاب يتربص بمن يتسنى له دخول الحسكة، حيث تُفرض عليه إقامة جبرية في مخيمات الهول ورجم الصليبي في ريف الحسكة.

وقال “أبو ملهم”، أحد أبناء حي الجبيلة في دير الزور، ونازح في مدينة الميادين: “لم نشهد سابقاً مثيلاً لهذا القصف الجنوني على مدينة الميادين، فهو الأعنف والأكثر دموية. لم يسعني تحمل صوت صراخ أطفالي، فقررت مغادرة المدينة نحو محافظة الحسكة، وبعد تأمين المهرب اصطدمت بالمبلغ الذي سيكلفني للفرد الواحد من عائلتي لإيصالنا إلى أطراف محافظة الحسكة، حيث طلب المهرب 200 ألف ليرة سورية، ما يعادل 400 دولار أمريكي على الفرد الواحد، وعدد أفراد عائلتي 6 أفراد، أي أنه عليّ تأمين مبلغ 2400 دولار لأهرب وعائلتي من الموت الوشيك”.

وأضاف “أبو ملهم” في حديث لـ (المصدر): “لا أملك ربع هذا المبلغ”، مؤكداً “من لا يملك المال الكثير مصيره الموت، أصبحت أرواحنا تباع وتشترى، فكيف لرب العباد أن يكشف عنا هذا الغمام الأسود؟”.





المصدر