مناطق المصالحات..فرق حسابات بين النظام والمعارضة

microsyria.com حسام محمد 

تعاني المناطق التي صالحت النظام السوري وهُجر ثوارها وأبنائها من حالة ضياع كبيرة وتشتت انتمائي وصل حتى في حالات عديدة إلى مرحلة السؤال “من نكون أو من نحن”، حيث أن النظام السوري لا يعترف بهم كطيف موالي له ولا شعب يقع تحت سلطانه، فيما قطعت المعارضة السورية العلاقة بهم منذ رحيل آخر باص تهجير عن تخوم مدنهم.

حتى بعضهم بات لا يدرك هو مع من أو يتبع لمن، حيث ترى هذه النسبة بأنهم باتوا خارج الخريطة السورية وخارج الحسابات والجميع تخلى عنهم، فيما جعلتهم هذه الأوضاع في حيرة من أمرهم وضياع يبدأ على مستوى الفرد ومعاناته ولا ينتهي عند حدود ضياع الانتماء للوطن أو للثورة أو للنظام.

رئيس إحدى المجالس المحلية السابقة في مناطق المصالحات “محمد أبو ياسر” قال لـ “هيومن فويس“: المصالحة التي أبرمت مع الأسد مقابل بقاء الأهالي في منازلهم ومناطقهم وعدم السماح بإحداث تغيير ديمغرافي، جعلهم يدفعون أثماناً باهظة.
وزاد “أبو ياسر”، رغم المصالحة مع الأسد وتهجير الثوار، إلا أن الأسد لا يعتبرنا مناطق تابعة له بل “أعداء مع وقف الحرب”، فلا خدمات ولا رعاية ولا أدنى الحقوق، وسحب لورقة الأمان والغذاء وتعمد إذلال الأهالي كلما انزعج ضابط تابع له أو احتاج أبناء هذه المناطق للخدمة العسكرية.

وأضاف المسؤول السابق، أما الائتلاف السوري أو أي جهة معارضة، جميعهم قطعت علاقته بنا مع تهجير الثوار والأهالي من ريف دمشق نحو الشمال السوري، ويسأل المصدر: “هل الائتلاف يعتبر أبناء مناطق المصالحات موالين للأسد أو شبيحة، أم يعتبرهن بأحسن الأحوال أعداء للثورة وأهلها”؟

وقال المصدر: كل مدينة من المدن التي واقفت على مصالحة الأسد قدمت ألاف الشهداء والضحايا والمعتقلين، وأن الأسد أجبرهم على “الركوع المرحلي” لكنه “لم ينتزع الثورة من قلوبهم”، متسائلاً: “نحن خرجنا بثورة كرامة وحرية ضد الأسد، وصحيح أننا في الوقت الراهن ضعفاء مهزومون ولكننا لم نستسلم، فعند انضمامنا لصفوف الثورة كان الأسد يمتلك جيوش وكتائب وكنا عزل دون عصا حتى، واليوم نحن نعاني أضعاف ما كنا نعانيه في تلك المرحلة ولكننا لم نبيع دماء شهدائنا، فلماذا الكل وخاصة أبناء الثورة السورية أداروا ظهرهم لنا وتركونا في غياهب الجب!

بدوره، قال “فايز الشامي” وهو ناشط إعلامي سابق صالح النظام السوري: من خرج نحو الشمال السوري ربما كان قراره صائب ولكن من بقي في بلدته ومدينته لم ولن يكون قراره مخطأ.

وأضاف الشامي، نحن نحمل الثورة في أنصع صورها، ولكن الجميع يظهر لنا وجهه “القبيح”، دون رأفة أو رحمة بألاف العائلات التي قبلت بـ “الذل مقابل أن ترى ولدها خارج سجون الأسد.