الغوطة الشرقية تشهد فصلًا جديدًا من اقتتال “الإخوة”


جيرون

شن جيش الإسلام، مساء أمس الثلاثاء، هجومًا على بلدة الأشعري الخاضعة لسيطرة (فيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام)، لتندلع بين الطرفين اشتباكات عنيفة استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين، من دون إحصاءات دقيقة حتى اللحظة.

وأكدت مصادر ميدانية، من الغوطة الشرقية، أن الهجوم يأتي في سياق الاقتتال الداخلي الدائر بين الفصائل، ضمن مساعي كل طرف لبسط السيطرة الكاملة على المنطقة، وهو انعكاس لخلافات دول إقليمية يدعم كلّ منها طرفًا، في إشارةٍ إلى الخلافات السعودية القطرية مؤخرًا.

وقال الناشط أحمد الدومي لـ (جيرون): “شن (جيش الإسلام) بعد الإفطار، انطلاقًا من بلدة مسرابا هجومًا على بلدة الأشعري، ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتليه وعناصر من (تحرير الشام) مدعومين بمقاتلي (فيلق الرحمن)، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الثقيلة، وسقط قتلى وجرحى، ولكن لا توجد معلومات دقيقة عن الأعداد بفعل التكتيم المنتهج من طرفي النزاع”.

وأضاف الدومي: “أن منطقة الأشعري تخضع بالكامل الآن لسيطرة جيش الإسلام، وهو ما يعني أن جولات الاقتتال لم تنتهِ وستتصاعد، وهي انعكاس لخلافات سعودية-قطرية، فمعروف أن جيش الإسلام تدعمه السعودية، في حين تدعم قطر فيلق الرحمن وتحرير الشام، والخلافات الأخيرة عادت لتترجم اشتباكات على الأرض داخل الغوطة، خدمةً لمشروعات لا علاقة لها بمصالح السوريين والمحاصرين داخل الغوطة الشرقية”.

بينما نفى وائل علوان -الناطق الإعلامي لفيلق الرحمن- في حديثة لـ (جيرون) المعلومات التي تشير إلى أن (جيش الإسلام) ما زال يسيطر على كامل بلدة الأشعري، وقال: “الأشعري تحت سيطرة مقاتلي الفيلق، نعم شن (جيش الإسلام) هجومًا غادرًا على البلدة، واستطاع بدايةً السيطرة على معظم مقارّنا مستغلًا عامل المفاجأة، إلا أن مقاتلينا امتصوا الهجوم، وشنوا عملية معاكسة استطاعوا خلالها استرجاع معظم المقارّ، وانحسرت سيطرة جيش الإسلام على نقطتين فقط، يجري العمل لاسترجاعها”.

وشدد علوان على أن ما يحدث “ليس له أي علاقة بخلافات إقليمية لدول داعمة للفصائل داخل الغوطة الشرقية، وأضاف “ما يحصل هو ترجمة لرغبة جيش الإسلام في بسط سيطرته على كامل الغوطة الشرقية، وإلغاء جميع الأطراف الأخرى. جيش الإسلام يريد ابتلاع الجميع، والآن جاري العمل لإنهاء بقية الفصائل، وعلى رأسها فيلق الرحمن، فيما عدا ذلك لا يوجد أي سبب، بل هي مجرد ذرائع واهية من جيش الإسلام، لتبرير جرائمه بحق الغوطة الشرقية وأبنائها”.

في حين قال الناشط عبد الملك عبود لـ (جيرون): “ما يحدث هو انعكاس لثقافة الغلبة، تلبية لمشروعات سياسية مدعومة إقليميًا، ولن يستطيع أيّ من الطرفين بسط سيطرته بالكامل على الغوطة الشرقية، وإقصاء الطرف الآخر؛ بالتالي فهذا الاقتتال لن ينجح إلا بتكريس التقسيم المناطقي داخل الغوطة، ويدفع ثمنه أبناؤها المحاصرين”.

وأوضح عبود “أن مسألة الاقتتال والتقسيم المناطقي انعكست على كافة مناحي الغوطة الشرقية الطبية والإغاثية والتعليمية وسواها، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا على المنطقة، قد يصل نهاية إلى تنفيذ مشروع التهجير القسري الذي يسعى النظام وحلفاؤه لتطبيقه على آخر معاقل الثورة في محيط العاصمة، إلى جانب الجنوب الدمشقي الذي ينتظر حافلات التهجير”. ولم تحظَ (جيرون) بتعليق من الناطق الإعلامي لـ (جيش الإسلام).

بالمقابل، استغلت قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها الاقتتالَ الداخلي بين فصائل الغوطة، وشنت هجومًا على محاور بلدة حزرما في المرج، في محاولة للتقدم واقتحام مواقع المعارضة، إلا أن مقاتلي الثانية صدوا الهجوم وكبدوا القوات المهاجمة خسائر في العتاد والأرواح، وأجبروها على التراجع إلى مواقعها. وفق ناشطين من المنطقة.

يذكر أن جيش الإسلام شنّ، في نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي، هجومًا واسعًا على مواقع سيطرة فيلق الرحمن وتحرير الشام في مناطق المرج والقطاع الأوسط، ووصل إلى مدينتي عربين وزملكا المعقل الأبرز لخصومه، قبل أن يعود وينسحب، بعد نحو أسبوعين، باتجاه معاقله في مسرابا ودوما؛ وسقط حينئذ عشرات بين قتيل وجريح من الطرفين نتيجة الاشتباكات، ولعب هذا الاقتتال دورًا رئيسًا في تهجير الأحياء الشرقية للعاصمة.




المصدر