من طهران إلى بيروت.. "هلال شيعي" يحاول بسط نفوذه عبر سوريا في مواجهة "الجيش السوري الحر"


تكبر المخاطرة مع محاولة إيران تأمين نفوذها من طهران إلى بيروت في "هلال شيعي" يمثّل النفوذ الإيراني، ويمر بالعراق وسوريا ولبنان.

وقال قائد في التحالف العسكري الشيعي الذي يحارب دعماً لنظام الأسد بسوريا: إن نشر قوات النظام والمقاتلين العراقيين الموالين للأسد في البادية "يعرقل كل مخططات الموك والأردن والأمريكي".

وأضاف القائد وهو ليس سورياً: "يسمونه الهلال والآن محورنا يصر على هذا الموضوع وسيتحقق".

وتصاعد التوتر في منطقة جنوب شرق سوريا المعروفة باسم البادية هذا الشهر حين انتشرت قوات لنظام الأسد مدعومة بفصائل عراقية شيعية.

وتزامن ذلك مع زحف قوات الحشد الشعبي الشيعي في العراق نحو الحدود السورية حيث وصلت إلى الحدود المتاخمة لشمال سوريا يوم الاثنين.

وقال قيادي كبير بفصيل شيعي عراقي مسلح إن عملية أوسع لاستعادة المنطقة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" ستبدأ يوم الثلاثاء وسيساعد ذلك جيش نظام الأسد.

وفي حين أن الولايات المتحدة حاربت في العراق لمساندة القوات الحكومية والفصائل الشيعية المسلحة المدعومتين من إيران فقد حشدت واشنطن في سوريا جهودها لمنع المزيد من توسع النفوذ الإيراني.

زيادة الدعم

ويذكر مقاتلون في المعارضة السورية أن الولايات المتحدة وحلفاءها يرسلون لهم المزيد من الأسلحة للتصدي لتقدم جديد في جنوب شرق البلاد لفصائل مدعومة من إيران تهدف لفتح طريق إمداد بري بين العراق وسوريا.

وأشار مقاتلون معارضون إلى أن المساعدات العسكرية زادت عبر قناتين منفصلتين هما برنامج تدعمه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) ودول بالمنطقة منها الأردن والسعودية ويعرف باسم غرفة عمليات الموك وآخر تديره وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).

وقال طلاس السلامة قائد "جيش أسود الشرقية" وهو واحد من الفصائل المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر المدعومة من البرنامج التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية: "صار في زيادة للدعم". وأضاف: "مستحيل نخليهم (نتركهم) يفتحوا هذا الطريق" بين بغداد ودمشق.

وأكّد قائد كبير في "مغاوير الثورة" المدعومة من "البنتاغون" إن الأسلحة تتدفق بانتظام على قاعدته قرب الحدود العراقية منذ أن بدأت القوات الشيعية الموالية لنظام الأسد الانتشار هذا الشهر.

وأضاف أن جهود تجنيد وتدريب مقاتلين محليين من دير الزور تسارعت في قاعدتهم بالتنف على الطريق السريع على مسافة نحو 20 كيلومتراً من الحدود العراقية.

ومضى القائد في "مغاوير الثورة" الذي طلب عدم نشر اسمه قائلاً: إن العتاد والتعزيزات تأتي يومياً لكن في الأسابيع القليلة الماضية جاء المزيد من المركبات العسكرية الثقيلة وصواريخ تاو والعربات المدرعة.

وظهرت مركبتان مدرعتان وصلتا حديثا إلى التنف في صور أرسلها مصدر من المعارضة المسلحة لوكالة "رويترز". وأظهر مقطع فيديو مقاتلين يفكون تغليف قذائف مورتر.

وفي رد مكتوب لم يذكر متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ما إذا كان دعم التحالف لـ"مغاوير الثورة" قد زاد.

تنافس بالمنطقة الشرقية

وتتنافس الأطراف على موقع الصدارة في المرحلة الرئيسة القادمة من المعركة ضد "تنظيم الدولة" والتي تهدف لإخراجها من محافظة دير الزور في شرق سوريا حيث انتقل كثير من عناصر التنظيم من الرقة والموصل.

وتعمل جماعات عدة من المعارضة المسلحة تحت لواء الجيش السوري الحر في منطقة البادية ذات الكثافة السكانية المنخفضة حيث استعادت أراضٍ من أيدي "تنظيم الدولة" هذا العام. واستهدفت ضربات جوية أمريكية في 18 مايو/ أيار مقاتلين مدعومين من إيران تقدموا صوب المنطقة.

وفي مايو/ أيار أيضاً أعلن نظام الأسد أن البادية ودير الزور أولويتان في حملته لبسط سيطرته مجدداً على المنطقة، حيث تساعده إيران وروسيا في ذلك.

وذكرت منظمة بدر العراقية أن تقدمها إلى الحدود السورية سيساعد جيش النظام في الوصول إلى الحدود من الجانب الآخر. وقال أمين عام منظمة بدر هادي العامري لتلفزيون "الميادين" الموالي لنظام الأسد: "لن نسمح للأمريكيين بالسيطرة على الحدود".

وقال الكولونيل "ريان ديلون" إن قوات التحالف "مستعدة للدفاع عن نفسها إذا رفضت القوات الموالية للنظام إخلاء" منطقة عدم اشتباك حول التنف.

وأضاف: "لاحظ التحالف قوات موالية للنظام تتحرك في محيط منطقة عدم اشتباك حول موقع التدريب في التنف في سوريا (..) تحركات القوات الموالية للنظام واستمرار الوجود المسلح للقوات داخل المنطقة غير مقبول ويهدد قوات التحالف".

الجدير بالذكر أن طائرات أمريكية أسقطت هذا الأسبوع منشورات على قوات موالية لنظام الأسد تأمرها بالانسحاب من منطقة التنف إلى تقاطع ظاظا على مسافة أبعد من الحدود.




المصدر