بعد نداء استغاثة… (المصدر) تحاور رؤساء مجلس محافظة حمص ومجلس الحولة الموحد

3 حزيران (يونيو - جوان)، 2017

6 minutes

أسامة أبو زيد: المصدر

أطلق مجلس الحولة الموحد في ريف حمص الشمالي مناشدة لمجلس محافظة حمص الحرة والحكومة المؤقتة والائتلاف، لدعمه وتأمين مصاريفه ورواتبه، وذلك من خلال شريط مصور نشره “مركز حمص الإعلامي” على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحدث رئيس مجلس الحولة الموحد الأستاذ “أسامة سعد الدين جوخدار” عن انقطاع الدعم عن المجلس منذ أكثر من عام ونصف.

وفي حوار أجراه موقع “المصدر” مع رئيس مجلس الحولة الموحد تحدث “جوخدار” عن عدم تلقيه أي دعم منذ بداية العام “2016-2017م” من قبل مجلس محافظة حمص الحرة، أو من الحكومة المؤقتة، إلا مبلغ خمسة آلاف دولار أمريكي في شهر شباط 2016م، وكان مخصصاً للنازحين اللاجئين إلى مدينة الحولة من ريف حماه الجنوبي، ترافق مع تنفيذ من قبل مجلس محافظة حمص الحرة.

وتابع “جوخدار” مجلس الحولة الموحد وبناءً على طلب من مجلس محافظة حمص الحرة يرفع دراسات لمشاريع ضرورية، ولم يتلق قبولاً لأيٍ من هذه المشاريع لدى المنظمات العاملة في الشأن الإنساني السوري، ولم يتم إرسال أي مبالغ تخصها منذ توقف الدعم.

وبيّن أن ريف حمص الشمالي الذي يضم مدينة الحولة وقراها هو المعقل الأخير للمعارضة السورية في محافظة حمص، ومع ذلك التقصير مستمر وبشكل سلبي بعدم وجود الدعم، رغم التواصل وكثرة التساؤلات لرئيس مجلس محافظة حمص ولرئيس الحكومة المؤقتة السورية، دون الحصول على مبررات واضحة بشأن توقف الدعم عن هذه المنطقة.

“الحكومة المؤقتة مسؤولة”

كما أوضح رئيس مجلس الحولة الموحد أنهم في المجلس يعترفون بمجلس المحافظة والحكومة المؤقتة كجهات مسؤولة عنهم، رغم اعتمادهم على أنفسهم بالإمكانيات الضعيفة المتوفرة التي تدار أمورهم بها.

رداً على سؤالٍ عن كيفية إدارة أمور المجلس المترافق مع توقف الدعم أجاب جوخدار “إن المجلس يقدم خدمات بالمستوى الأدنى وقد يصل لتحت الصفر، ونعمل بطريقة أشبه بالتسوّل بكل ما تعنيه الكلمة، من أجل تحصيل بعض الديزل لتشغيل مولدات الآبار، والحصول على بعض المبالغ من الجمعيات المحلية، لتشغيل شبكات الكهرباء والمياه والصرف التي تتضرر بسبب القصف المستمر”.

وعن المشاريع التي تنفذ في المنطقة دون التنسيق مع المجلس الموحد قال “جوخدار” ” إن من الواجب تنفيذ هذه المشاريع تحت مظلة وإشراف المجلس المحلي من أجل أن يبقى هذا الجسم ثابتاً ويبقى العمل ضمن التنسيق والتنظيم المتعارف عليه، ويوجد عدة مشاريع تقدم من قبل بعض المنظمات كمنظمة الدفاع المدني والطبية والخدمات، ولهم دعمهم المخصص ولكن ينقص التنسيق، وتأمين دعم ثابت لموظفي المجلس المحلي كي يقومون على عملهم على أتم وجه”.

ورجّح رئيس المجلس المحلي أن عملية عدم التنسيق مع مجلس المحافظة المترافقة مع عدم التنسيق والعمل تحت مظلة المجلس من ناحية الإشراف أشبه بالعمل على انهيار المجلس وهذا الجسم الثوري، والذي بانهياره سوف تخرج الكثير من الأمور خارج السيطرة في مدينة الحولة.

وختم “جوخدار” أن سبب إطلاقه هذا النداء وغيره من النداءات السابقة، هو فعل واجبه عسى أن يستجاب ندائه ويجد آذان صاغية لحاجة المجلس وحاجة الناس في منطقته، والعمل الذي يقوم به المجلس هو من أجل المصلحة العامة لا من أجل أي مصالح شخصية.

“الدعم انقطع منذ 2014”

بدوره أيّد “أمير إدريس” رئيس مجلس محافظة حمص الحرة في حديث لـ “المصدر” حديث رئيس مجلس الحولة الموحد وهو كلام ملامس للحقيقة.

وأضاف أن الدعم الرسمي لمجلس محافظة حمص الحرة الوارد من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة والحكومة السورية المؤقتة، قد انقطع منذ عام 2014م، ورغم ذلك تمكن مجلس المحافظة والمجالس المحلية الفرعية المرتبطة به، من تأمين بعض الدعم البسيط الذي لا يتوازى مع حجم الاحتياجات وذلك عن طريق بعض المنظمات والجهات الداعمة من خلال مشاريع تقدم لهم، إلا أنه قد لوحظ عزوف كبير للكثير من الجهات الداعمة عن العمل في المناطق المحاصرة وشديدة الحصار وذلك لأسباب تتعلق بهذه الجهات الداعمة.

وتابع “إدريس” أن مجلس محافظة حمص الحرة حاول مراراً وما زال يحاول دقّ جميع الأبواب وعرض الاحتياجات الكبيرة لعموم مناطق حمص الحرة بما فيها أماكن التهجير الجماعي والقسري، يترافق مع تأكيد على ضرورة العمل في المناطق المحاصرة لأن حجم احتياجاتها أكبر، وهذا يستدعي ضرورة الوقوف مع أهلها لتعزيز صمودهم البطولي في مواجهة أسلحة نظام الغدر والاجرام وعلى رأسها سلاح الجوع والحرمان.

“لدينا الإمكانية على التنفيذ”

وأكد “إدريس” استعداد مجلس محافظة حمص الحرة على إمكانية تنفيذ جميع المشاريع من خلال مجالسه الفرعية وغيرها من المؤسسات الثورية العاملة في محافظة حمص، والتي أثبتت خلال السنوات الماضية وجودها من خلال عملها في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة جداً.

وختم “إدريس” بتوجيه رجاء لجميع المنظمات الإنسانية الثورية التي تعمل لأجل الشعب السوري، أن تراعي عملية التنسيق مع مجلس محافظة حمص الحرة والمجالس الفرعية المرتبطة به لتنظيم العمل بشكل أكبر وتخديم المدنيين بشكل فعال أكثر.

هذا ويبلغ عدد سكان مدينة الحولة حوالي 65 ألف نسمة يضاف لهم نحو 10 آلاف نازحٍ إليها من ريف حماه الجنوبي، يعيشون معاناة كبيرة من جراء القصف والاستهداف والحصار والحرمان وأخيراً شح الدعم الفقر الشديد الذي أصاب هذه المنطقة.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]