ما أهم خمسة تأثيرات لانسحاب أمريكا من اتفاقية باريس للمناخ؟
3 يونيو، 2017
أثار قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ردود أفعال كبيرة، داخل أمريكا وخارجها.
وبحسب آلية الانسحاب الواردة في المادة 28 من اتفاق باريس، فان الانسحاب الأمريكي الفعلي سيسري في 2020. لكن “ترامب” حرص على التحديد أن بلده سيتوقف عن تطبيقه “اعتباراً من الآن”.
وبمعزل عن الصدمة الناجمة عن هذا الإعلان، فهو يثير مخاوف فعلية بشأن التمويل، سواء لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ التي يؤمن الأمريكيون 23 بالمئة من ميزانيتها، أو للمساعدات الدولية للدول الفقيرة على غرار “الصندوق الأخضر”.
فما هي أهم آثار هذا الانسحاب؟.
الانسحاب سيؤذي الاتفاقية والعالم
مما لاشك فيه أن قرار الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالانسحاب من اتفاقية باريس سيعقّد جهود العالم في تحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه بموجب الاتفاقية المذكورة، والتي تتلخص في تجنيب ارتفاع درجات الحرارة بأكثر من درجتين مئويتين.
فالولايات المتحدة مسؤولة عن 15 في المئة من مجموع الانبعاثات الكربونية عالمياً، ولكنها أيضاً مصدر رئيس للتمويل والتكنولوجيا التي تعتمد عليها الدول النامية في محاربة ارتفاع درجات الحرارة.
وقدرت الأمم المتحدة أن الانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس للمناخ يمكن “في اسوأ السيناريوات” أن يترجم ارتفاعاً إضافياً بـ0.3 درجة لحرارة الكوكب خلال القرن الحادي والعشرين.
كما أن هناك موضوع القيادة الأخلاقية التي قررت الولايات المتحدة التخلي عنها.
وسيكون لذلك عواقب للجهود الدبلوماسية الأمريكية الأخرى التي لا علاقة لها بالمناخ. وقال “مايكل برون”، الذي يعمل في نادي “سييرا” الأمريكي المدافع عن البيئة: “إن قرار ترامب خطأ تاريخي سينظر إليه أحفادنا بحزن صادم وحيرة حول كيفية أن يكون زعيم عالمي جاهلاً إلى هذه الدرجة بالواقع ومتخلياً عن الأخلاق.”
فرصة للصين
العلاقة الأهم التي أفضت إلى التوصل إلى اتفاقية باريس كانت تلك العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. فقد نجح الرئيسان “باراك أوباما” و”شي جينبينغ” في التوصل إلى قدر كاف من التفاهم أتاح لهما تشكيل ما عرف بـ”ائتلاف الطموحات الكبيرة” ضم دولاً صغيرة علاوة على الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الصين بسرعة – عقب إعلان “ترامب” – التزامها باتفاقية باريس وأصدرت بياناً مشتركاً مع الاتحاد الأوروبي تعهدت فيه بتكثيف التعاون في سبيل خفض كمية الانبعاثات الكربونية.
وقال “ميغيل ارياس كانيتي”، مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المناخ، “لا ينبغي لأي طرف أن يبقى متخلفاً، ولكن الاتحاد الأوروبي والصين قررا أن يواصلا التقدم إلى الأمام”.
ومن المرجح أن تصبح كندا والمكسيك لاعبتين أساسيتين في جهود الحد من ارتفاع درجات الحرارة في الأمريكتين.
خيبة أمل
كان قطاع المال والأعمال الأمريكي واحداً من أشد المؤيدين لبقاء الولايات المتحدة ضمن اتفاقية باريس. فمدراء شركات عالمية مثل “غوغل” و”أبل” ومئات الشركات الأخرى منها شركات نفطية كبرى كـ”أكسون موبيل” و”شل” كانوا حثوا “ترامب” على الالتزام بالاتفاقية.
وحرر المدير العام لـ”أكسون موبيل”، “دارين وودز”، رسالة إلى “ترامب” قال فيها إن الولايات المتحدة “تتمتع بموقف قوي للتنافس” طالما بقيت ضمن الاتفاقية، وإن استمرار التزام البلاد بها يعني “أنه سيكون للولايات المتحدة مقعد على طاولة التفاوض لضمان العدالة في الحقوق والواجبات.”
العودة للفحم
إن ابتعاد الولايات المتحدة عن استخدام الفحم الحجري لإنتاج الطاقة الكهربائية ظاهرة تشترك فيها كثير من دول العالم المتقدمة الأخرى. فالمملكة المتحدة على سبيل المثال ستتخلى كلياً عن استخدام الفحم الحجري لتوليد الطاقة الكهربائية بحلول عام 2025.
ومن الجدير بالذكر أن عدد فرص العمل في قطاع الفحم لا يتجاوز نصف عدد الذين يعملون في قطاع الطاقة الشمسية.
وبينما من المرجح أن تستمر دول نامية بالاعتماد على الفحم الحجري كمصدر للطاقة الكهربائية لعقود مقبلة، سيكون تأثير ذلك على نوعية الهواء المستنشق والغضب الشعبي إزاء التلوث من العوامل التي تحد من استخدام هذا المصدر الملوث.
كما يشجع تدني أسعار الطاقة المتجددة الاقتصادات الصاعدة على التوجه إلى المصادر الأقل تلويثاً. ففي مزادات أجريت مؤخراً في الهند، كان سعر الطاقة الشمسية أقل بنسبة 18 في المئة من معدل سعر الطاقة الكهربائية المتأتية عن حرق الفحم الحجري.
الانبعاثات الكربونية
ورغم قرار “ترامب” بالانسحاب من اتفاقية باريس، ستواصل الانبعاثات الكربونية التي تنفثها الولايات المتحدة بالانخفاض.
وتشير التقديرات إلى أن هذه الانبعاثات ستنخفض بوتيرة تبلغ النصف مما كانت تخطط له إدارة الرئيس “أوباما”.
أما السبب في ذلك، فيكمن في أن الولايات المتحدة تعتمد على الغاز الطبيعي في توليد الطاقة الكهربائية أكثر من اعتمادها على الفحم الحجري.
فثورة استخراج الوقود الحجري شهدت ارتفاعاً كبيراً في إنتاج الغاز وفي انخفاض كبير في سعره. علاوة على ذلك، فمنتجي الطاقة يفضلون الغاز لمرونته وانسجامه مع مصادر الطاقة المتجددة التي تشهد هي أيضاً نمواً سريعاً.
[sociallocker] [/sociallocker]