نازحو حماة… ذكرياتٌ رمضانيةٌ واستحضارٌ لأيامٍ خوالي

3 حزيران (يونيو - جوان)، 2017

3 minutes

خالد عبد الرحمن: المصدر

يستقبل نازحو محافظة حماة شهر رمضان مصطحبين معهم ذكرياتٍ رمضانيةٍ ماضيةٍ في سنوات سبقت اندلاع الثورة، الذكريات التي تجمع أفراد العائلات السورية مع بعضها على موائد الإفطار والسحور في أشهر رمضانية سابقة، لتتحول اليوم لآلام عن الغائبين بين الموت والسجون، وعبء المعيشة إثر الغلاء و مرارة النزوح.

وأصبح شهر رمضان بمثابة موعد سنوي للحسابات المالية لمصاريف العيش والطعام، مع تضاعف أسعار المواد الغذائية ضعفين أو ثلاثة مقارنة بما كانت عليه قبل 2011، وهذا ما منع الكثير من العائلات الحموية المهجّرة من تخزين اللحوم والخضروات والمواد الغذائية لموائدهم الرمضانية.

وقال “حسان”، أحد تجار مدينة قلعة المضيق غرب حماة، إن المدينة تشهد حركةً تجاريةً ضعيفةً نسبياً مع حلول شهر رمضان المبارك، في حين افتقدت المدينة اكتظاظ الزبائن الذي كانت تشهده في سنوات ما قبل الثورة، على الرغم من استضافتها لمئات العائلات النازحة.

وأضاف “حسان” في حديث لـ (المصدر)، أن أسواق المدينة كانت في مثل هذه الأيام تغص بالأهالي لشراء المستلزمات والأغراض الخاصة بالشهر الكريم، من اللحوم أو الدجاج، ومشروبات الإفطار المرطبة مثل “قمر الدين” و”العرقسوس” التي اعتاد السوريون شربها على موائد الإفطار.

وأردف بأن غالبية النازحين في المدينة هم من الطبقة الوسطى والفقيرة، وهم بالكاد يستطيعون إكمال قوت شهرهم من مصاريف الحياة اليومية، متسائلاً “كيف سيعيش أبناء هاتين الطبقتين في شهر رمضان و متطلباته الغذائية المختلفة عن باقي الشهور؟”.

ومن جانبه، قال “هيثم المصطفى” النازح من حماة في ريف إدلب، إن مصاريف رمضان هي بكل تأكيد مضاعفة عما سواه من المناسبات والشهور، مشيراً إلى أنه يضطر إلى العمل طيلة النهار لتلبية احتياجات عائلته الكبيرة، على الرغم من الإعاقة التي تسبب بها القصف على منزله.

وأضاف “المصطفى” في حديث لـ (المصدر)، أنه في سنوات ما قبل الثورة “كنا نعتبر شهر رمضان هو شهر الصيام والعبادة، وكنا ننتظر قدومه حيث كان بمثابة فترة استراحة من العمل نتفرغ فيها بشكل كامل للطقوس الرمضانية والطاعة”.

وتابع: “أما اليوم فأنا بالكاد أستطيع قيادة الدراجة النارية، ومع ذلك أجوب بها القرى المحيطة لأبيع المثلجات والبوظة للأطفال لأعود مساءً حاملاً غلة اليوم التي ربما لن تكفي لتأمين احتياجات المنزل على وجبة الإفطار والسحور وثمن الدواء”.

ويمر شهر رمضان هذا العام ،وإن كان الشهر الأقل دموية منذ اندلاع الثورة- تاركاً غصة في قلوب الحمويين، وهم يتابعون الهدنة التي شملت جميع المناطق باستثناء مناطقهم، ويشاهدون فرحة سكان المدن التي نزحوا إليها فيما يتقوقع النازحون على أنفسهم مستحضرين الأيام الخوالي.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]