الدفن في المنفى.. أجساد محرومة من العودة إلى مصر

4 حزيران (يونيو - جوان)، 2017
3 minutes

عشرات الأسر العربية التي تقطن في المدن التركية تعيش منفية بعيداً عن أوطانها وتحمل في جعبتها قصصاً وحكايات تستحق أن تُروى.

قصة أيمن علي وأسرته لم تنته بعد مغادرته مصر واستقراره في تركيا، وعدم تمكنه من العودة إلى بلده بسبب معارضته النظام. بل أخبر أحد فصولها لـ”العربي الجديد” عن ابنته البكر حبيبة التي توفيت بعد مغادرته مصر لرفضه الانقلاب العسكري، ودفن جثمانها في بلد المنفى في تركيا.

لم يتمالك الأب مشاعره وهو يروي ما حل بابنته حبيبة، والتي واجهت المرض في ظروف استثنائية قبل أن تفارق الحياة.

ويتحدث أيمن كيف وصل إلى تركيا منذ ثلاث سنوات، “بعد الهجرة شبه النهائية من مصر بعد استحواذ نظام عبد الفتاح السيسي على مقاليد الحكم، بانقلاب دموي”، ليواجه هو وأسرته حادثاً أليماً بسقوط ابنته الكبرى وكان عمرها 11 عاماً من الأرجوحة أثناء لعبها في إحدى الحدائق بمدينة إسطنبول.

واستطرد أيمن قائلاً: “توجهنا إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية لحبيبة، وتبين أن الانحراف في عمودها الفقري المصابة به منذ الولادة زاد بنسبة 60 درجة، تسبب في حدوث صعوبة في التنفس، وأثر ذلك على القلب”.

وأضاف: “توفيت ابنتي بعد إجراء عملية لها بكلفة 50 ألف ليرة”، موضحاً أن الأطباء أرجعوا سبب الوفاة إلى عدم وصول الدم إلى القلب نتيجة انسداد أحد الشرايين.

واندهش أيمن من الفروق في إنهاء الإجراءات بين بلده ودولة تركيا، مؤكداً أن بلدية إسطنبول أرسلت سيارة برفقة موظفين لاستخراج شهادة وفاة، وحدّدا مكان الجنازة والدفن بناء على المنطقة السكنية التي يقطن فيها.

ولفت إلى أنه فوجئ بأن المقبرة جاهزة للدفن دون دفع أي مبلغ مالي، إضافة إلى وثيقة ملكية المقبرة باسم ابنته حبيبة.

واختتم حديثه معرباً عن حزنه لعدم دفن ابنته في بلده مصر، نظرا لصعوبة عودته مرة أخرى، بسبب الإجراءات الأمنية القمعية.

والتقت كاميرا “العربي الجديد” عمر عبد الواحد وأسرته، والذي خرج من مصر أيضاً بعد الانقلاب، وتحدث عن دفن والدته في مدينة إسطنبول التي عانت من المرض المفاجئ بعد ظهور إصابتها بسرطان الكبد. وأعرب عن حزن عائلته الشديد في مصر لدفنها خارج البلاد.

وأشار إلى التعامل الإنساني مع أسر المتوفين، واهتمام السلطات المعنية في تركيا بكل التفاصيل المتعلقة بالميت، وتسهيل تحضير الجثمان ومكان الدفن وشهادة الوفاة وملكية المقبرة.

وقال: “عودتي إلى مصر في الوقت الحالي أمر مستحيل، بسبب عملي في إحدى القنوات المناهضة لنظام عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي يؤكد اعتقالي في حال عودتي”.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]