مع تنامي خطر "تنظيم الدولة".. دول جنوب آسيا تزيد من تعاونها لمواجهة التنظيم


صرح مسؤولون في مجال الدفاع في مطلع الأسبوع إن دول جنوب شرق آسيا تعتزم استخدام طائرات تجسس وطائرات بدون طيار لكبح التحركات عبر الحدود فيما يتنامى القلق من تزايد سطوة تنظيم "الدولة الإسلامية" في المنطقة.

وقالت إندونيسيا وماليزيا والفلبين إنها ستقوم بدوريات جوية مشتركة هذا الشهر على حدودها المشتركة في بحر سولو إضافة للدوريات البحرية الحالية.

وحثت السلطات في المنطقة على زيادة التعاون بين الدول لمكافحة تبعات المعركة المستعرة مع مرتبطين بـ"تنظيم الدولة" في جنوب الفلبين في أكبر تحذير من نوعه من أن التنظيم يرسخ قاعدة له في جنوب شرق آسيا.

وقال "لي لونغ مينه" الأمين العام لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لـ"منتدى شانجري-لا" الأمني الإقليمي السنوي في سنغافورة إن "جماعات إرهابية تستغل حدودنا المفتوحة لتسهيل عبور الأفراد والمواد".

وتضم المنطقة 600 مليون نسمة وتشمل في دولها إندونيسيا وهي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان. وأفادت السلطات في إندونيسيا وماليزيا أن آلافاً من مواطني البلدين متعاطفون مع "تنظيم الدولة" ومن المعتقد أن مئات سافروا إلى سوريا للانضمام لجماعات متطرفة.

وبيّن مسؤولون في المخابرات أن عشرات من المقاتلين من إندونيسيا وماليزيا عبروا إلى مينداناو في جنوب الفلبين في الأشهر الماضية عبر ممرات مائية ليس بها تواجد أمني ومليئة بالقراصنة. ومينداناو هي منطقة تضم عدداً كبيراً من الأقلية المسلمة في الفلبين ذات الأغلبية المسيحية.

وتعهدت رابطة آسيان والولايات المتحدة على هامش منتدى "شانجري-لا" بمساعدة الفلبين على مواجهة هجوم المتطرفين في مدينة ماراوي.

وقال وزير دفاع سنغافورة "نج إنج هين": "ما ظهر بقوة في اجتماع آسيان مع الولايات المتحدة كان تعهداً من أمريكا ومن دول آسيان بالاستعداد لمساعدة الفلبين (...) سواء كان ذلك عبر المعلومات والمخابرات أو أي طريقة أخرى".

وقامت إندونيسيا وماليزيا والفلبين بمساعدة سنغافورة المجاورة بدوريات بحرية في بحر سولو منذ العام الماضي بعد أن قامت جماعة أبو سياف المؤيدة لـ"تنظيم الدولة" بسلسلة من عملية الخطف.

وذكر وزير الدفاع الماليزي "هشام الدين حسين": "قررنا في تلك الدول الثلاث على الأقل تجنب اتهامنا بأننا لا نفعل شيئاً (..) نقوم بدوريات بحرية وجوية" مضيفاً أن الدوريات الجوية ستبدأ في 19 يونيو/ حزيران.

وتابع قائلاً: "إذا لم نفعل شيئاً سيصبح لهم تواجد في المنطقة".

وقال وزير الدفاع الإندونيسي "رياميزارد رياسودو" إن بلاده ستبحث نشر طائرات بدون طيار وطائرات مراقبة على حدودها مع الفلبين.

وتأتي تلك الإجراءات وسط مخاوف من محاولة المقاتلين الفرار من هجوم للجيش في الفلبين إلى دول مجاورة.

ومن بين إجراءات أخرى قال مسؤولون من سنغافورة وماليزيا إنهم كثفوا عمليات مراقبة وتبادل لمعلومات المخابرات التي تخص أفراداً بعينهم في أعقاب القتال في ماراوي.

وكان خبراء أمنيون قد حذروا من أن دول جنوب شرق آسيا معرضة لانتشار "تنظيم الدولة" لدى مواجهة التنظيم لانتكاسات في سوريا والعراق.




المصدر