مجلس التعاون يعمق قطيعته مع قطر


حافظ قرقوط

أعلن كلٌّ من المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، صباح اليوم الإثنين، قطع العلاقات الديبلوماسية مع قطر، في حين وصفت الدوحة القرارَ بأنه “غير مبرر”.

رافق قرار قطع العلاقات عدة إجراءات إضافية من كل دولة، حيث أُغلقت الحدود البحرية والبرية، وكذلك المجال الجوي من قبل الدول الخليجية الثلاث، وأعطوا مهلة 14 يومًا للمواطنين القطريين المتواجدين على أراضيهم لمغادرتها، بحسب (رويترز)

كما أُوقفت كافة الرحلات الجوية، من الدوحة وإليها، من قبل تلك الدول بالإضافة إلى مصر، وأمهلت البعثات الديبلوماسية القطرية مدة 48 ساعة للمغادرة، في حين سُحِب سفراء الدول الأربع من الدوحة.

وقد أعلن اليمن لاحقًا قطعَ علاقاته الديبلوماسية مع قطر، كما قال التحالف العربي الذي تقوده العربية السعودية إنه قد أنهى مشاركة قطر فيه. وذكرت الرياض في بيان أن ذلك جاء لحماية الأمن الوطني السعودي “من مخاطر التطرف”، وأضافت أن الدوحة تحتضن وتدعم “جماعة الإخوان المسلمين و(داعش) و(القاعدة)”، وكذلك تدعم “الجماعات المدعومة من إيران” التي تعمل في السعودية واليمن والبحرين.

أما الإمارات فقد بررت قرارها بأن “السلطات القطرية، لم تلتزم باتفاق الرياض لإعادة السفراء، والاتفاق التكميلي له 2014″، ونقضها لبيان “القمة العربية الإسلامية الأميركية بالرياض” التي اعتبرت أن “إيران دولة راعية للإرهاب في المنطقة، وأن الدوحة تتدخل بالشؤون الداخلية لدولة الإمارات وغيرها”.

وذكرت البحرين بدورها أن ذلك الإجراء أتى بسبب إصرار الدوحة “على زعزعة الأمن والاستقرار في مملكة البحرين والتدخل بشؤونها والاستمرار في التصعيد والتحريض الإعلامي، ولتمويلها الجماعات المرتبطة بإيران”.

من جهتها ذكرت القاهرة أن قرارها يأتي نتيجة “لدعم قطر تنظيمات إرهابية، على رأسها تنظيم الإخوان المسلمين”، وإيواء “قياداته الصادرة بحقهم أحكام قضائية”، وتدخلها في “الشؤون الداخلية لمصر”.

بالمقابل أبدت الدوحة استغرابها، وأوضح بيان عن الخارجية القطرية أن هذه الإجراءات “غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات، لا أساس لها من الصحة”، وشددت أن “حملة التحريض” تقوم على “افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة”، معتبرة أن ذلك يدل “على نوايا مبيتة للإضرار بالدولة”. وأضاف بيان الخارجية أن الدوحة ملتزمة بميثاق مجلس التعاون الخليجي “وتحترم سيادة الدول، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف”.

يُذكر أن قطيعة ديبلوماسية مماثلة حصلت بين الدول الخليجية الثلاث: السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى عام 2014، إذ سُحِب السفراء، لكنه لم يتطور إلى مرحلة إغلاق الحدود والأجواء، ومنع المواطنين من الإقامة والعبور.

بدأت الأزمة الأخيرة بين تلك الدول، في 24 أيار/ مايو الماضي، بعد أن بثتْ وسائل إعلام قطرية كلمة، قالت إنها للشيخ تميم بن حمد، أمير قطر، اعتُبرت خروجًا عن سياسة مجلس التعاون الخليجي، فيما نفت قطر ذلك، وأكدت أن الكلمة مفبركة، وناجمة عن اختراق لمواقعها الإعلامية.

تشير هذه النزاعات البينية بين دول المنطقة، إلى ضعف المنظومة العربية بشكل كامل، سواء على مستوى مجلس التعاون الخليجي، أو على مستوى جامعة الدول العربية، ولا شك أن اهتزاز الموقف العربي في هذه الفترة الحرجة، سيكون له ارتداداته على مستقبل المنطقة، ومع هذه الحروب المدمرة التي اندلعت بوجه الربيع العربي من ليبيا إلى اليمن وسورية -بغية إفشاله- إضافة إلى ما يجري في العراق، ومن تصاعد الإرهاب والتطرف في أكثر من مكان.




المصدر