الجنوب السوري على صفيح ساخن.. فما خيارات الأردن للرد على اقتراب الميليشيات الإيرانية من حدودها؟


أمجد عساف - خاص السورية نت

تشهد محافظة درعا في جنوب سوريا تطورات ميدانية تنذر بتصعيد دولي وشيك تتوضح معالمه أكثر من خلال سير المعارك الدائرة هناك، لا سيما زج إيران لمزيد من ميليشياتها الطائفية من "الحرس الثوري" "وفيلق القدس" التابع له، وميليشيا "حزب الله"، وهو ما يعد تجاوزاً لخطين أحمرين، الأول لقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، والثاني للأردن.

ورغم التحذيرات الأردنية السابقة من أن عمّان لن تقبل بوجود ميليشيات طائفية على حدودها، فإن الميليشيات التابعة لإيران تساند قوات النظام في هجوم عسكري على مواقع المعارضة في درعا، فيما تقدم لهم روسيا الدعم الجوي.

وحتى الآن لم تستطع قوات النظام والميليشيات المساندة لها التقدم في مناطق المعارضة، ووفقاً لما ذكرته غرفة عمليات "البنيان المرصوص" في بيان لها فإن المواجهات في حي المنشية أودت أول أمس بحياة 10 من ميليشيا "حزب الله" بينهم القيادي علي ياغي.

وتحمل العمليات العسكرية للنظام وميليشياتها أهدافاً إيرانية في الجنوب السوري، فمن جهة إيقاف زحف فصائل المعارضة السورية باتجاه أحياء مدينة درعا الخاضعة للنظام، ومن جهة أخرى التقدم نحو الحدود مع الأردن وتهديدها بشكل مباشر، سيما وأن الميليشيات الإيرانية تبعد عن الحدود مع الأردن فقط 2 كيلو متر، خلال وجودها في مدينة درعا وحي سجنة.

وفي القنيطرة تتواجد ميليشيات إيرانية في منطقة "مثلث الموت"، وللميليشيات الإيرانية رغبة كبيرة في الاقتراب من الحدود والسيطرة عليها، ليزداد نفوذها الإقليمي في المنطقة.

وكذلك لا يمكن فصل تحركات قوات النظام والميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري، عن الممر الجغرافي الذي تسعى إيران إلى إيجاده، والذي يبدأ من إيران مروراً بالمحافظات الشيعية في العراق، ثم الطريق الصحراوي في محافظة الأنباء، لينتقل عبر شرق سوريا ويدخلها إلى دمشق ثم لبنان حيث توجد ميليشيا "حزب الله"، وسيكون هذا الممر لو "أصبح واقعاً" قريباً من الحدود الإدارية لدرعا.

ويهدف هذا الممر إلى تأمين الدعم العسكري لنظام الأسد وميليشيا "حزب الله" وتسهيل مدهما بالمقاتلين والسلاح، فضلاً عن أنه يمنح إيران طريقاً مباشر إلى معقل الحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت.

ما خيارات الأردن؟

على الرغم من أن قائد الجيش الأردني محمود فريحات، قال بداية يونيو/ حزيران الجاري إن القوات الأردنية لن تدخل إلى الأراضي السورية، إلا أن الموقف الأردني الحاسم من تواجد الميليشيات الإيرانية سينجم عنه رد فعل عسكري كما يقول خبراء عسكريون، خصوصاً إذا ما واصلت تلك الميليشيات تقدمها نحو الحدود.

إذ أن الأردن لن يصمت طويلاً على اقتراب الميليشيات الإيرانية من أراضيه، لا سيما وأنه يعتبرها إرهابية وتشكل خطراً عليه، وهو ما يشير لمواجهة قريبة محتملة لإبعاد ذلك الخطر.

ووفقاً لما علمته "السورية نت" من مصادر عسكرية في الجنوب السوري فضلت عدم الكشف عن اسمها، فإن الخيار الأقرب للتنفيذ للرد على تقدم الميليشيات الإيرانية على الحدود السورية الأردنية، هو زيادة الدعم المقدم من قبل الأردن والدول الأخرى الموجودة في غرفة "الموك" إلى فصائل المعارضة المصنفة على أنها "معتدلة" وتنضوي تحت راية الجبهة الجنوبية، وذلك لإجبار الميليشيات الإيرانية على التراجع ومنعها من اقتحام مدينة درعا.

أما الخيار الثاني المتوقع فهو أن يجدد التحالف الدولي غاراته الجوية على مواقع الميليشيات التابعة لإيران والتي تقترب من قاعدة عسكرية للتحالف عند معبر التنف. سيما وأن التحالف قصف الشهر الماضي قافلة عسكرية لميليشيات إيرانية بعدما حذرها من الاقتراب من قواته ورفضت الانصياع.

واللافت في المعارك الجارية حالياً في درعا، أن روسيا أحد الأطراف الراعية لاتفاق أستانا 4 الذي نص على تشكيل مناطق "تخفيف تصعيد" يمثل الجنوب السوري إحداها، تلعب دوراً كبيراً في تقديم الدعم الجوي للميليشيات الإيرانية وقوات النظام التي تقترب من الحدود مع الأردن.

وقصف سلاح الجو الروسي خلال الساعات الـ 48 الماضية أحياء مدينة درعا بأكثر من 60 غارة جوية ، في حين ذكرت صفحة "القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية" على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بأن "الوجود العسكري الروسي سيقتصر في تلك العمليات على الدعم الجوي".

لكن المجريات على أرض الواقع تنفي صحة ما تدعيه الصفحة التي تقول إنها ناطقة عن قاعدة حميميم، فقد ذكرت مصادر ميدانية لـ "السورية نت" أنها شاهدت قبل يوم من بدء العملية العسكرية على مدينة درعا سيارات عسكرية ترفع الأعلام الروسية كانت متجهة عبر الطريق الدولي ( دمشق - عمان ) إلى مدينة خربة غزالة شرقي درعا.

وتشير التطورات الحاصلة في الجنوب السوري إلى أن المنطقة باتت على صفيح ساخن  ربما يشتعل في أي لحظة ، فروسيا تدعم إيران للتوغل في درعا باتجاه الأردن، ونظام الأسد يحشد عسكرياً مدعياً نيته استعادة السيطرة على كامل المحافظة، والمعارضة تحاول جاهدةً صد النظام والميليشيات الإيرانية وإفشال مشروع طهران التوسعي في الجنوب السوري.




المصدر