معبر التنف وتقليم أظافر إيران


أحمد مظهر سعدو

ما يجري في البادية السورية من محاولات يومية لنظام الأسد، ومن معه من ميليشيات إيرانية وطائفية عراقية ولبنانية، من أجل السيطرة على معبر التنف، يجعل من المعركةَ هناك استراتيجيةً، يؤمل منها قطع الطريق على النظام السوري ومن معه، وهذا ما فعلته -وسوف تفعله- الولايات المتحدة والتحالف الدولي، لمنع ذاك التواصل، وتقليم أظافر إيران الممتدة في تلك المنطقة؛ ومن ثم لجم المشروع الإيراني.

يرى الكاتب حسن النيفي أن “قوات النظام تهدف، من وراء السيطرة على التنف، إلى تأمين جسور دائمة بين العراق وسورية، حرصًا منها على استمرار تدفق الميليشيات الطائفية، لتقديم الدعم لنظام الأسد، وكذلك يحرص (حزب الله) على جعل منطقة ريف دمشق المحاذية للحدود اللبنانية تحت نفوذه، وجعلها منطقة امتداد استراتيجي له، وكذلك يسعى نظام الأسد والميليشيات الطائفية العراقية، على أن تكون المساحة الجغرافية المحيطة بالتنف تحت نفوذه؛ ليتمكن من استثمارها لوجستيًا، ولكن هذه الرغبة لدى النظام والميليشيات الطائفية على السواء لا تلقى ترحيبًا حتى من حلفائهم الروس، فضلًا عن المعارضة الشديدة والواضحة التي يبديها التحالف الدولي، وأعتقد أن التحالف سيستهدف قوات النظام إنْ هي أصرت على الزحف تجاه المعبر “.

 أوضح النيفي أنه “يمكن التأكيد أن هذا الإجراء العملي من جانب التحالف -إن تمّ بالفعل- يأتي انسجامًا مع سعي الإدارة الأميركية الجديدة إلى لجم إيران عن التمدد وممارسة المزيد من الضغوطات عليها”.

المعارض السوري محسن حزام تحدث عن الأهمية الاستراتيجية للتنف بقوله: “لا تسمح أميركا أن تصل قوات النظام والميليشيات الإيرانية الى المعبر، لسببين الأول حماية الحدود الأردنية، والثاني طرد قوات (تنظيم الدولة) من البادية السورية بغية السيطرة على الخط الواصل بين العراق وسورية لمنع التمدد الإيراني، ومحاصرته في الداخل السوري وتجفيف منابع الدعم عنه، خدمة لهذا السياق جاءت الضربة الأميركية الأخيرة على رتل الميليشيات الإيرانية المتجه نحوه”.

يتوقع حزام أن “القوات المشتركة الأسدية والإيرانية لن تتجرأ على الاقتراب من التنف أو الصدام مع قوات التحالف، خاصة أن هناك قوات أميركية خاصة، أُنزِلت داخل المعبر، بالإضافة إلى الحشود الأردنية على الحدود، إن ذلك مستبعد لأنه صدام مباشر مع أميركا، لا تقدر عليه روسيا، وليس بمقدورها تحمّل تبعاته”.

الباحث الدكتور محمد نور حمدان قال، لـ (جيرون): إن “اصطدام الميليشيات الإيرانية مع قوات التحالف ليس واردًا بل إنه مستحيل، لأن للنظام وإيران خطوطًا مرسومة دوليًا، لا يمكن تجاوزها وهم يعرفون ماذا يفعلون، ولا يدخلون في مغامرات جنونية ضد التحالف الدولي”.




المصدر