مثلث الموت جنوب سوريا جبهة مفتوحة تتصارع عليها القوى .. فلماذا تكتسب هذه الأهمية؟
8 حزيران (يونيو - جوان)، 2017
بيبرس الحوراني – خاص السورية نت
تمثل جبهة “مثلث الموت” في جنوب سوريا، واحدة من أكثر المناطق أهمية في البلاد، وساحة لمواجهات تخوضها قوات المعارضة السورية ضد قوات نظام بشار الأسد والميليشيات المساندة لها، فيما تُعد السيطرة على تلك المنطقة بمثابة تقدم ميداني استراتيجي يفتح الباب أمام إنجازات عسكرية أخرى لكونه يصل بين 3 مناطق حيوية في الجنوب السوري.
ما الذي يجعلها مهمة؟
تربط جبهة “مثلث الموت” بين أرياف درعا، ودمشق، والقنيطرة، ولخطوط الجبهة هناك أهمية كبيرة من حيث الموقع والنقاط الهامة، وتعتبر منطقة “مثلث الموت” خط دفاع رئيسي عن ريف دمشق الغربي، والسيطرة عليها تعني الوصول إلى مناطق كناكر – سعسع – بيت جن – غباغب (جنوب وجنوب غرب دمشق).
ترتبط محافظة درعا بمحور مثلث الموت بقرى (كفر ناسج – كفر شمس – عقربا – دير البخت – الطيحة – دير العدس)، وهي جميعاً محور قتالي ساخن حالياً، ولا يزال نظام الأسد والميليشيات الأجنبية (الإيرانية) يحشدون على هذا المحور.
وتسيطر قوات المعارضة السورية على بلدات كفر شمس، وكفرناسج، وعقربا، والطيحة، فيما يسيطر النظام وقوات من ميليشيا “حزب الله” على بلدة دير البخت.
وفي المواجهات الدائرة حالياً بدرعا تعتبر بلدة دير العدس من أهم خطوط التماس بين المعارضة والنظام الذي يتمركز مع مقاتلين إيرانيين في شمالها، في حين تتواجد في أطرافها الجنوبية فصائل من الجيش السوري الحر كـ”فرقة الحمزة، وألوية قاسيون، وألوية الفرقان، وجيش الأبابيل”.
محور ريف دمشق
يرتبط بمثلث الموت من محور ريف دمشق الجنوبي الغربي عبر قرى وبلدات (الهبارية – سبسبة – حمريت – السلطانية – الدناجي – دير ماكر – ماعص – كويسة)، بالإضافة لبعض التلال الاستراتيجية أهمها تل مرعي.
وذكرت مصادر عسكرية في درعا لـ”السورية نت” أنه مؤخراً رُصدت تحركات لعناصر ميليشيات “حزب الله” وقوات إيرانية باتجاه الغوطة الغربية قادمة من مطار دمشق الدولي، وتمركزوا قرب قرية دير العدس، ورجحت المصادر أن يكون عددهم نحو ألف مقاتل بينهم ضباط إيرانيون.
ويقود “لواء الفاطميون” (يضم مقاتلين أفغان وعراقيون شيعة تدعمهم إيران) العمليات العسكرية في بلدة دير العدس القريبة من ريف دمشق الغربي.
التلول والقطع العسكرية
وتحتوي منطقة “مثلث الموت” على تلال استراتيجية، تتمركز بها قوات النظام وتتخذها كمقار عسكرية وبعضها قريب من الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي.
ومؤخراً قُسمت التلول العسكرية بين جيش النظام وبين المليشيات الشيعية المساندة له على محور المنطقة الجنوبية، ومن أبرز ما تسيطر عليه الميليشيات الشيعية “التل 121” وفيه مقر القيادة للمليشيات الشيعية ويقدر عددهم بأكثر من 1000 مقاتل.
كذلك تسيطر الميليشيات على تل ذبيان الواقع في الجهة الغربية لمدينة الصنمين، ويشرف التل على بلدتي قيطة وكفر شمس، وكان من أهم طرق إمداد قوات المعارضة في مدينة الصنمين، إلى أن تمكنت قوات النظام من السيطرة على مشارفه وقطع طرق إمداد المعارضة عن الصنمين بالكامل، وهو يشكل حالياً حامية ونقطة ارتكاز لقوات الأسد وميليشياته في منطقة “مثلث الموت”.
مقرات عسكرية
ولا يزال نظام الأسد يسيطر على مواقع عسكرية في “مثلث الموت”، أبرزها الفرقة التاسعة والتي تقع في مدينة الصنمين عند منتصف المسافة بين العاصمة دمشق ومحافظة درعا، وتتوسط العديد من القرى والبلدات المحيطة بها، في ريف درعا الشمالي والشمالي الغربي.
وهي مركز توزيع لكل القرى والبلدات المحيطة من الناحية العسكرية اللوجستية وقيادة الفرقة، وتمتد من بداية الصنمين إلى جهة الغرب 5 كم، ويقودها العميد أحمد العقدة، وفيها
مراكز أمنية عديدة للنظام، كما أنه يحيط بالصنمين العديد من المواقع العسكرية عدا عن الفرقة التاسعة كاللواء 79، واللواء 15، إلى الجنوب الغربي منها.
وتعد الفرقة التاسعة طريق إمداد حيوي لقوات النظام والميليشيات الأجنبية المساندة لها في منطقة مثلث الموت، وسط محاولات من قوات الجيش السوري الحر للسيطرة جزئياً عليها أو استهدافها.
أيضاً تسيطر قوات النظام على اللواء 15 ميكا، الواقع في مدينة إنخل بريف درعا الشمالي الغربي ويقوده النقيب رواد العبد الله، وهو لواء مجهز بتسليح ضخم وتحميه سواتر ترابية كبيرة، وتخصصه مشاة ومدرعات ودبابات، ويتراوح عدد أفراده بين 300- 400 عنصر بينهم ضباط.
وتعد كتيبة بلدة جِدية الواقعة شمال إزرع من أهم المواقع التي يستخدمها النظام لقصف مواقع المعارضة في خربة غزالة، وبصر الحرير، وصيدا، وغيرها من المناطق في ريف درعا.
ويزيد النظام من تحصيناته العسكرية في اللواء 79 دفاع جوي ويحيط به مقر للأمن العسكرية ونقاط عسكرية لقصف مواقع المعارضة.
وبالإضافة إلى ذلك، يملك النظام ألوية للدبابات كـ”اللواء 33، 34″، بالإضافة إلى الفوج 189 المعني باستهداف مواقع المعارضة بقذائف الهاون.
ويشار إلى أن قوات النظام بمساندة الميليشيات الأجنبية الموالية لها تخوض مواجهات كبيرة مع قوات المعارضة التي تسعى لاستكمال السيطرة على كامل حي المنشية بمدينة درعا.
وبشكل عام تنذر التطورات في محافظة درعا في جنوب سوريا بتصعيد دولي وشيك تتوضح معالمه أكثر من خلال سير المعارك الدائرة هناك، لا سيما زج إيران لمزيد من ميليشياتها الطائفية من “الحرس الثوري” “وفيلق القدس” التابع له، وميليشيا “حزب الله” واقترابهم من الحدود مع الأردن، وهو ما يعد تجاوزاً لخطين أحمرين، الأول لقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، والثاني للأردن.
[sociallocker] [/sociallocker]