هل تستطيع قطر تجاوز "الحصار الثلاثي" بعد تأزم العلاقات مع دول خليجية؟


تملك دولة قطر، أدوات تمكنها من مواجهة حصار ثلاثي عقب إعلان عدة دول عربية مؤخراً، قطع علاقاتها معها بدعوى "تمويل الإرهاب"، رغم النفي القطري المستمر واعتبار ما يحدث محاولة للوصاية عليها، وفق ما ذكره تقرير لوكالة الأناضول.

وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وليبيا، الإثنين 5 يونيو/ حزيران 2017، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، بينما لم تتخذ الدولتان الخليجيتان الأخريان، الكويت وسلطنة عمان، الخطوة نفسها.

الحصار الثلاثي من الدول الخليجية المجاورة، السعودية والإمارات والبحرين، برياً وبحرياً وجوياً، تقف أمامه 6 أسلحة قطرية، هي حجم الاحتياطي النقدي، وقاعدة العديد الأمريكية، والبدائل الاستيرادية، والحياد الكويتي العماني، وصغر حجم التبادل التجاري مع المقاطعين، واعتماد صادراتها على الغاز الذي تصدره بحراً عبر موانئها.

صندوق الثروة السيادي

بأصول تقدر بنحو 335 مليار دولار، في صندوق الثروة السيادي، الذي أنشأته الدوحة في 2005 إضافة إلى احتياطي نقدي يبلغ 43.6 مليار دولار، تبدو قطر قادرة على تفادي أزمة اقتصادية، بحسب تقرير لوكالة الأناضول.

ويعد الاحتياطي كبيراً، بالنظر إلى عدد مواطني الدولة البالغ مليونين و700 ألف، وفق وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، في نهاية أبريل/نيسان 2017.

ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، عن مسؤول في مصرف قطر المركزي قوله إنهم يراقبون القطاع المالي عن كثب وسيوفر سيولة إضافية، إذا احتاجت السوق إليها.

وحول انخفاض الريال القطري مقابل الدولار الأمريكي، في السوقين الفورية والآجلة، الثلاثاء، قال إنه "يرجع إلى المضاربة" وأن بلاده لديها احتياطيات نقد أجنبية ضخمة يمكن أن تستخدمها لدعم عملتها.

تبادل تجاري ضئيل مع المقاطعين

وتعتمد دول مجلس التعاون الخليجي كثيراً، على صادرات النفط والغاز لذلك فإن علاقات التجارة والاستثمار بينها ضعيفة، مما سيحد من التداعيات الاقتصادية للأزمة.

وحسب وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية، فإن التبادل التجاري لقطر مع دول مجلس التعاون الخليجي الست 12 بالمائة من إجمالي حجم التبادل التجاري للدوحة مع دول العالم وسجل 10.5 مليار دولار في 2016.

الغاز والموانئ المجهزة

وتستطيع قطر، أكبر مُصدر للغاز المسال في العالم، عبر موانئها، مواصلة تصدير الغاز الطبيعي المسال، الذي حقق لها فائضاً تجارياً بلغ 2.7 مليار دولار في أبريل/ نيسان، واستيراد السلع التي كانت تأتيها براً عبر الحدود السعودية، المغلقة حالياً، عن طريق البحر.

وفي قطر موانئ بحرية أهمها ميناء العاصمة الدوحة "مسيعيد"، وفي مدينة راس لفان الصناعية، الذي يعتبر أهم ميناء لتصدير النفط والغاز في البلاد، إضافة إلى أسطول ناقلات نفطية وغازية.

الحياد الكويتي العماني

ولم تقطع الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة، الأمر الذي يرجح قيامهما بدور وساطة لرأب الصدع في البيت الخليجي، ما يمكن قطر من زيادة وارداتها الغذائية من البلدين.

الكويت، تبدو منخرطة في محاولات نزع فتيل الأزمة؛ إذ دخلت، منذ نحو 10 أيام وقبل التصعيد الجديد، الإثنين، على خط الوساطة بين السعودية والإمارات، من جهة وقطر من جهة أخرى.

كما أن موقف الكويت المغاير، في عدم إعلان قطعها للعلاقات مع قطر، يجعلها مؤهلة بشكل أكبر لقيادة وساطة لنزع فتيل الأزمة.

وسحبت كل من السعودية والإمارات والبحرين سفرائها من قطر عام 2014، على خلفية اختلاف مواقف البلدان من قضايا إقليمية، وانتهت بعودة السفراء للدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته.

قاعدة العديد الأمريكية

القاعدة الأمريكية الواقعة على بعد نحو 30 كيلومتراً جنوب غربي الدوحة، تعد من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية الخارجية، ويعمل فيها نحو 11 ألف عسكري أمريكي، وتضم أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج، والممتد على مسافة 3.8 كيلومترا، وتتخذ القاعدة موقعاً لتجهيز 120 مركبة جوية.

ولليوم الثاني على التوالي، أثنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الثلاثاء، مجددا على قطر لاستضافتها قوات أمريكية.

ورفض المتحدث باسم البنتاجون، جيف ديفيز، الرد على سؤال عما إذا كانت قطر تدعم الإرهاب، وهو اتهام وجهته لها دول خليجية وقال: "لست الشخص المناسب الذي يُسأل عن ذلك، أعتبرهم (القطريون) مضيفين لقاعدتنا المهمة للغاية في العديد".




المصدر