المستثمرون الأوروبيون مرتاحون لفوز ماكرون


يعبر المستثمرون الأوروبيون والسويسريون عن ارتياحهم لانتخاب إيمانويل ماكرون رئيساً جديداً لفرنسا، كما أن فوز المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في الانتخابات الإقليمية الألمانية أضفى ارتياحاً على أجواء أوروبا السياسية، ما يخول القارة العجوز النظر إلى المستقبل بتفاؤل. وصحيح أن لدى سويسرا عملة وطنية مستقلة، لكن موقعها الجغرافي في قلب أوروبا، يجعلها شريكة في الأحداث والقرارات السياسية والاقتصادية التي تتخذها دول الاتحاد الأوروبي. وأفاد مراقبون ماليون في مدينة زوريخ بأن 87 في المئة من المستثمرين السويسريين والأوروبيين، يرون أسواقاً مالية ذات أوضاع مستقرة أو متجهة نحو النمو والانتعاش حتى نهاية فصل الصيف، علماً أن 81 في المئة من هؤلاء المستثمرين أعربوا عن تفاؤلهم في الربع الأول من العام الحالي، ويبدو أن النسبة التي تؤمن بمستقبل اقتصادي وسياسي واعد سترتفع باضطراد حتى نهاية السنة.
وفي ما يتعلق بالمستثمرين السويسريين، فإن 53 في المئة منهم يتوقعون ارتفاعاً في مؤشرات البورصات الأوروبية بين 3 و10 في المئة حتى نهاية فصل الخريف المقبل، في حين يتوقع 5 في المئة منهم أن تتجاوز هذه المؤشرات 10 في المئة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. واعتبر 33 في المئة من المستثمرين السويسريين أن أسواق المال في أوروبا ستبقى مستقرة، أي ستعاني من تقلبات صعوداً ونزولاً في قيمة المؤشرات المالية بمعدل لا يتجاوز 3 في المئة.
ولافت أن 13 في المئة من المستثمرين السويسريين، مقارنة بـ19 في المئة قبل شهر واحد، متشائمون حيال أوضاع أسواق المال الأوروبية. ومن بين هؤلاء، 11 في المئة يتوقعون تراجعاً يتراوح بين 3 و10 في المئة في قيمة مؤشرات البورصات الأوروبية خلال الصيف، بينما يرى 2 في المئة منهم، أن قيمة هذه المؤشرات ستنهار أكثر من 10 في المئة.
وعلى صعيد اليورو، ثاني عملة يتم التعامل بها على الأراضي السويسرية بعد الفرنك السويسري، توقع 49 في المئة من المشغلين في بورصة زوريخ أوضاعاً مستقرة لليورو أمام الدولار في عهد ماكرون. ولكن 31 في المئة منهم توقعوا ارتفاع قيمة اليورو أمام الدولار اعتباراً من آب (أغسطس) المقبل. وأشار 67 في المئة من المشغلين السويسريين والأوروبيين، إلى أن انتخاب ماكرون أعطى منحى إيجابياً لصلابة النموذج الأوروبي وجاذبيته والذي تعرّض أخيراً إلى عدد كبير من الانتقادات والمضاربات، كما أن فوزه أعاد إلى أوروبا دولة فرنسا «العظمى» التي ستمارس دوراً حيوياً في تقوية كتلة دول الاتحاد الأوروبي من جهة، وإقناع بعض الدول الأوروبية التي تريد الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، على غرار بريطانيا، البقاء ضمن فضاء شنغن الذي تعتبر سويسرا جزءاً منه، والذي يعرض منافع عدة على جميع المواطنين.



صدى الشام