‘«ميرور»: كل ما تريد معرفته عن الحزب الذي سيتحالف معه «المحافظون» في بريطانيا’

10 حزيران (يونيو - جوان)، 2017
6 minutes

«الحزب الديمقراطي الوحدوي» هو الحزب المعادي للإجهاض، والمؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت)، ومكون من مُنكرِين للتغير المناخي، لا يؤمنون بحقوق المثليين، والذي قد تحتاجه تيريزا ماي لدعم حكومتها المتداعية. هكذا بدأت صحيفة «ميرور» البريطانية تقريرها عن الحزب المغمور المجهول لأغلب البريطانيين، ناهيك عن غير البريطانيين، والذي أصبح تحت دائرة الضوء على نحوٍ مفاجئ بعد نتيجة الانتخابات الأخيرة.

أصبح الحزب الذي يقع مقره في أيرلندا الشمالية، خامس أكبر الأحزاب تمثيلًا في مجلس العموم البريطاني بعد حصوله على 10 مقاعد. ومن المرجح أن يتوجه إليهم المحافظون؛ بحثًا عن المساعدة في تشكيل حكومة لديها أي فرصة في تمرير التشريعات.

الطريقة الوحيدة كي يتمكن المحافظون من الحكم بفعالية هي دعم «الحزب الديمقراطي الوحدوي» الذي يعرف اختصارًا بـ(DUP)، وهو ما سيتخذ على الأرجح هيئة تحالف غير رسمي في مجلس العموم للإبقاء على الحكومة، وتمرير التشريعات المختلفة.
من بعيد يبدو الحزب كما لو كان يضم محافظي أيرلندا الشمالية بسبب موقفه المنتمي إلى وسط اليمين، لكنه أكثر من ذلك. يدعم الحزب البريكسيت، لكن ليس بريكسيت «خشن»؛ لأنه لا يرغب في حدودٍ قوية مع أيرلندا. وتعهد بالإبقاء على الضمان الثلاثي للمعاشات، ومدفوعات الوقود الشتوي، واللذين أراد المحافظون التخلص منهما.

يقدم برنامج الحزب الانتخابي 30 نقطة من الأولويات والمهام فيما يتعلق بمفاوضات الـ«بريكسيت» القادمة، تعبر عن القضايا الرئيسية التي شغلت صدارة الجدال حتى الآن، بما في ذلك الإبقاء على منطقة السفر المشتركة، وضمان حدود خالية من التوترات، وتسهيل التجارة عبر الاتحاد الأوروبي.

ويردف التقرير بأن برنامج الحزب يتعهد أيضًا بما يلي: «إعطاء الأولوية للإنفاق على الصحة، وخلق المزيد من الوظائف وزيادة الدخل، وحماية ميزانيات الأسر، ورفع معايير التعليم للجميع، والاستثمار في البنية التحتية».

 

يمكن تلخيص خطة الحزب المكونة من خمس نقاط عبر 10 عناصر، تضم كل منها مجموعةً واسعة من الأهداف والأفكار:

1. المزيد من الوظائف وزيادة الدخل.

2. خدمة صحية على مستوى عالمي.

3. التعليم– توفير فرص النجاح لكل طفل.

4. إعادة بناء أيرلندا الشمالية.

5. مكافأة العمل الجاد.

6. شوارع أكثر أمنًا، وعدالة أكثر ذكاءً.

7. خلق مجتمعات أقوى.

8. صديق للفلاح والتراث الوطني.

9. تغيير السياسات والحكومة في أيرلندا الشمالية.

10. الافتخار بأيرلندا الشمالية.

بالإضافة إلى الدعوة لأن تنعكس «الظروف الخاصة لأيرلندا الشمالية» على وضعها بالكامل، يقترح الحزب أن تصبح المنطقة «مركزًا للتجارة من الجمهورية الأيرلندية إلى السوق البريطانية الأوسع».

من المرجح أن يطلب الحزب مزيدًا من الأموال لأيرلندا الشمالية في مقابل دعم المحافظين. فيما يركز الحزب على الاستثمار في البنية التحتية لتعزيز التنافسية الاقتصادية، ودفع صناعة الإنشاءات المحلية. كما يرفض زواج مثليي الجنس، ولا يؤيد حقوقهم، ويرفض حق النساء في اختيار إجراء عملية إجهاض، ما يجعله أكبر حزب مؤيد للحمل القسري في المملكة المتحدة، حسب تقرير «ميرور»، بالإضافة إلى إنكاره التغير المناخي.

رغم ذلك فقد تورط الحزب في فضيحة أصبحت تعرف باسم «المال مقابل الرماد»، إذ استخدم دوره في حكومة أيرلندا الشمالية لوضع مخطط لدعم الوقود الحيوي، يمنح المشاركين فيه أموالًا أكبر من التكلفة التي يتحملونها، ما يعني أن المشاركين كانوا يحققون ربحًا فقط عبر تدفئة منازلهم. انتهى الأمر بتحمل خزينة أيرلندا الشمالية نصف مليار جنيه إسترليني لصالح هؤلاء الذين كان لديهم علم بالمخطط، وجرى تحقيق كبير فيما إذا كان أعضاء الحزب وداعموه قد استفادوا شخصيًّا من البرنامج.

يذكر التقرير أيضًا أن للحزب صلاتٍ تاريخية قوية بالمجموعات المسلحة المؤيدة للملكية. بالتحديد، أُسست مجموعة «أولستر ريزيستانس» الإرهابية من قبل مجموعة من الأشخاص أصبحوا بعد ذلك سياسيين بارزين في الحزب. كان رئيس الوزراء السابق لأيرلندا الشمالية بيتر روبنسون، والذي كان زعيمًا للحزب ورئيسًا للوزراء حتى العام الماضي، عضوًا نشطًا في تلك الجماعة الإرهابية.

ويوضح التقرير أنه عندما تم فصل سياسي يدعى إينوك باول من حزب المحافظين عقب تحوله إلى فاشي، انتقل باول إلى أيرلندا الشمالية. هناك، كان مدير حملته شاب يدعى جيفري دونالدسن، والذي يقول على موقعه الإلكتروني:

«عملت إلى جانب اسمين من أعظم الأسماء في يونيسم بالقرن العشرين. بين عامي 1982 و1984 عملت في حملة إينوك باول، وتمكنت من قيادة حملتي السيد باول لعامي 1983 و1986؛ إذ تم الاحتفاظ بالمقعد الانتخابي رغم أن الدائرة كانت تحتوي على أغلبيةٍ قومية». دونالدسن الآن هو أقدم نواب الحزب في مجلس العموم.
لكن على الرغم من ذلك – يختتم التقرير- يبدو أن دور الحزب باعتباره صانع ملوك قد فاجأ القائمين عليه، إذ تعطل موقعه الإلكتروني في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، مع اندفاع البريطانيين إلى معرفة المزيد عنه.

 

رابط المادة الأصلي: هنا.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]