قوات "سوريا الديمقراطية" تهاجم الفرقة 17 بالرقة.. و"تنظيم الدولة" يحمي خط دفاعه المهم شمال المدينة


توغلت ميليشيا قوات "سوريا الديمقراطية" في الأحياء الغربية لمدينة الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، وذلك ضمن المعركة المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أمريكا للسيطرة على المدينة، فيما تحاول الهجوم على قاعدة عسكرية يسيطر عليها التنظيم.

وسيطرت قوات "سوريا الديمقراطية" التي تشكل الميليشيات الكردية النسبة الأكبر منها على حي الرومانية، الواقع في الجهة الغربية من الرقة، إلا أنها تواجه صعوبة في التقدم شمالاً حيث تنوي السيطرة على القاعدة العسكرية "الفرقة 17" الواقعة على المشارف الشمالية للمدينة وعلى معمل السكر المجاور لها، وهذه المنطقة يدافع عنها التنظيم لأنها تمثل خطه الدفاعي في المنفذ الشمالي للرقة.

وكان مقاتلو "تنظيم الدولة" سيطروا على الفرقة 17 التي كانت قاعدة عسكرية لقوات الأسد في العام 2014، وإثر ذلك قتل التنظيم العشرات من عناصر النظام فيما لا يزال مصير آخرين مجهولاً.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الميليشيات الكردية نفذت هجوماً عنيفا ليل السبت الأحد على الفرقة "في محاولة لكسر تحصينات تنظيم الدولة الإسلامية، بالتزامن مع ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي". وأشار إلى "أن أصوات الانفجارات لم تهدأ طوال الليلة الفائتة، نتيجة للقصف العنيف والمكثف من قبل طرفي القتال في الفرقة 17".

ومنذ الإعلان عن المعركة للسيطرة على مدينة الرقة، سيطرت الميليشيات الكردية على أحياء المشلب والسباهية والرومانية، وأصبحت الميليشيات تستخدم حي المشلب كقاعدة انطلاق لعملياتها العسكرية الجديدة نحو شمال وجنوب الرقة، ويعد الحي من أكثر الأحياء السكانية عمراناً، فيما تدور اشتباكات في حي الصناعة المجاور لحي المشلب.

ويأتي إعلان الميلشيات الكردية عن معاركهم ضد "تنظيم الدولة" في الرقة، في وقت أكدت فيه روسيا على لسان قائد قواتها في سوريا سيرغي سوروفيكين، أن الميليشيات الكردية (وحدات حماية الشعب) اتفقت مع قيادات من التنظيم على انسحاب الأخير من مدينة الرقة دون اشتباكات، وفقاً لوكالة الأناضول.

وأشار "سوروفيكين"، في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة موسكو، إلى أن بعض وسائل الإعلام تداولت أنباءً عن وجود اشتباكات عنيفة في المنطقة بهدف تضليل الرأي العام العالمي.

وذكر أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والميليشيات الكردية والمتعاونين مع قوات التحالف، اتفقوا مع قيادات التنظيم على (خروجهم من الرقة دون اشتباكات) "بدلا من القضاء على عناصر التنظيم". وفق قوله.

وأشار "سوروفيكين" إلى أنه وفقا للاتفاق بين الطرفين فإن عناصر "تنظيم الدولة" انتقلوا من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها إلى مناطق أخرى. وتابع: "وفقاً لبيانات موثوقة فإن عناصر داعش قاموا بالاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل (وحدات حماية الشعب الكردية) العامود الفقري لها، مطلع يونيو (حزيران) الجاري، وانتقل بموجبها عناصر التنظيم من منطقتي التاديا، والحمام اللتين تبعدان 19 كيلو مترا عن مركز المحافظة، نحو تدمر (وسط سوريا)".

معاناة المدنيين

من ناحية ثانية، يزداد الوضع الإنساني للمدنيين المحاصرين في الرقة سوءاً، وتقدر  الأمم المتحدة وجود نحو 160 ألف نسمة حالياً داخل المدينة التي تتعرض لقصف متواصل من التحالف الدولي، مستخدماً فيها سلاح الفوسفور الأبيض.

وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، يوم الجمعة الفائت، عن استشهاد 25 طفلاً وإصابة آخرين، نتيجة اشتداد المعارك في الرقة، مؤكدةً أن  أكثر من 40 ألف طفل آخرين محاصرين في خط الاشتباكات.

ومنذ بدء المعارك للسيطرة على الرقة يوم 6 يونيو/ حزيران، وصل عدد الشهداء من المدنيين الذي عُرف بمقتلهم إلى نحو 60 شخصاً، فيما يرجح ناشطون أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك. وتوجد صعوبة في معرفة ما يجري داخل المدينة بسبب الحظر الذي يفرضه "تنظيم الدولة" على عمل وسائل الإعلام في مناطقه.




المصدر