ما حقيقة الوضع الميداني في الرقة.. وماذا عن حال المدنيين المتبقين فيها؟


دخلت معركة الرقة بين ميليشيا "قوات سوريا الديقمراطية" وتنظيم "الدولة الإسلامية" يومها السابع، وسط غموض وشح في المعلومات القادمة من المدينة، باستثناء ما تورده بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو البيانات الصادرة من قبل التحالف الدولي، و"قوات سوريا الديمقراطية".

حاولت "السورية نت" تقصي التطورات الميدانية من جهة، والواقع المعيشي للسكان المتبقين داخل المدينة من جهة أخرى، وذلك عبر التواصل مع عدد من المدنيين، أو من خلال ناشطين.

المعلومات التي حصلت عليها "السورية نت" تؤكد عدم صحة الأخبار التي تم تداولها سابقاً والمتعلقة بسيطرة "سوريا الديمقراطية" على حي الرومانية غربي المدينة بشكل كامل، أو منطقة الفروسية في الجهة الشمالية الغربية من الرقة.

وأفاد سكان محليين والناشط الميداني محمد أبو قيس، بأن حي الرومانية تعرض صباح اليوم الاثنين لغارات جوية من قبل طائرات التحالف، ما يدلل على عدم السيطرة الكاملة عليه من قبل "سوريا الديمقراطية"، وأشار "أبو قيس"، إلى أن الأخيرة انسحبت من بعض أجزائه بعد ساعات من السيطرة عليه أمس الأحد، بسبب شن هجوم معاكس من قبل عناصر "تنظيم الدولة".

ونوه الناشط الميداني، إلى أن الحي الوحيد الذي خسره التنظيم بشكل شبه كامل، هو حي المشلب شمال شرق الرقة، أما بقية الأحياء فلا توجد سيطرة كاملة على أي منها، ومنها حيي الصناعة والرومانية، وكذلك كلية العلوم التي أعلن عن فقدان "تنظيم الدولة" السيطرة عليها ظهر اليوم، لكن هناك أنباء تفيد بأن الاشتباكات ما زالت جارية فيها.

الواقع المعيشي                                 

الأوضاع المعيشية للسكان تدهورت بشكل كبير خلال الأيام الثلاثة الماضية وسط ارتفاع في الأسعار وشح في المواد الغذائية، ويتزامن ذلك مع حركة نزوح بشكل متفاوت خلال ساعات اليوم، مع ارتفاع وتيرتها أثناء توقف القصف المدفعي، والغارات الجوية، بحسب ما ذكرته مصادر لـ"السورية نت".

سكان محليين قدروا عدد المدنيين المتبقين داخل أحياء مدينة الرقة حالياً بنحو 100 ألف (قبل أشهر يقدر العدد بنحو نصف مليون)، وهؤلاء لم يتمكنوا من الخروج لأسباب عدة، من أهمها عدم وجود الإمكانيات المادية المساعدة، والمخاطر الكبيرة التي تهدد حياة النازحين سواء عبر القصف الجوي الذي يستهدف المعبر المائي لنهر الفرات خاصة (جنوب المدينة)، أو بسبب إمكانية التعرض للاعتقال والمحاسبة من قبل عناصر "تنظيم الدولة".

يقول أبو ابراهيم لـ"السورية نت"، إن العامل المادي كان أحد أسباب عدم خروج جميع أفراد عائلته، منوهاً إلى أن أقل مبلغ طلب لخروج الشخص الواحد من قبل السائقين هو 200 دولار، و"هو مبلغ كبير جداً، لذلك عمدنا إلى إخراج الأطفال والنساء إلى مدينة معدان (70 كم عن المدينة)، وبقينا أنا واثنين من أبنائي الشباب".

وأشار أبو ابراهيم، إلى أن أهم ما يعاني منه السكان، هو قصف المدفعية وقذائف الهاون، والذي حصد عشرات المدنيين خلال الأيام الثلاثة الماضي "مع سقوط أكثر من 50 قذيفة في اليوم الواحد على مختلف الأحياء، مضيفاً أنه تم دفن بعض الشهداء المدنيين داخل حدائق المدينة بسبب تعذر دفنهم في المقابر المتواجدة خارجها.

بسام العلي، أحد المدنيين الذين  وصلوا حديثاً إلى مدينة منبج، أكد لـ"السورية نت"، أن الوضع المعيشي والأمني في مدينة الرقة سيء جداً، مبيناً من جهة أخرى، أن أغلب المدنيين النازحين توجهوا إلى ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة التنظيم.

وذكر العلي، أن القليل من المدنيين تمكنوا من العبور إلى مناطق خارج سيطرة "تنظيم الدولة"، رغم أن التشديد على المدنيين من قبل التنظيم لمنعهم من النزوح إلى خارج مناطق سيطرته خف بشكل كبير، مبرراً ذلك بانشغال عناصر "تنظيم الدولة" بجبهات القتال المتشبعة التي أصبحت في عقر داره.

ويوم الثلاثاء الماضي، أعلنت  "قوات سوريا الديمقراطية" بدء هجومها لانتزاع السيطرة على المدينة الواقعة في شمال سوريا من "تنظيم الدولة".

وقال "بريت ماكجورك" المبعوث الأمريكي إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في وقت سابق، إن من المهم أنه بات لـ"قوات سوريا الديمقراطية" موطئ قدم الآن في الرقة.




المصدر