مخيم (الزوغرة) في جرابلس… سكانٌ يرثى لحالهم ومناشداتٌ تبحث عن مجيب


زين العمر: المصدر

يضم مخيم “الزوغرة” قرب مدينة جرابلس حوالي “7500” شخص ضمن “1750” أسرة حتى تاريخ الثامن من حزيران الجاري، جميعهم مهجرون من حي الوعر الحمصي ضمن الاتفاق المبرم مع قوات النظام وبضمان من الطرف الروسي.

اختار هؤلاء ترك منازلهم والنزوح إلى حياة المخيمات، ليواجهوا فيها ظروف حياة صعبة في جميع النواحي الخدمية والإغاثية والطبية وحتى التعليمية الغير موجودة أصلاً.

ويقول بعض القاطنين في المخيم إن إدارته مكونةٌ من مجموعة من المخاتير لا تتوافر فيهم صفة الكفاءة، فغالبهم لا يملك شهادة الإعدادية وبعضهم لا يجيد حتى القراءة والكتابة ولا يعتمدون عمل بطريقة علمية أو مؤسساتية، في حين أن المخيم بحاجة ماسة لمجلس إدارة منظم كسلطة تعمل فوق سلطة المخاتير لتدير شؤونه بشكل صحيح منظم.

ووصف مصدرٌ من داخل المخيم واقعه السيء بادئاً بالشق الخدمي والكهرباء، حيث يوجد في كامل المخيم مولدة واحدة كبيرة 100 كيلو فولط أمبير تستعمل لمبنى الإدارة والإضاءة والمطبخ، يستفيد منها فقط 15 في المئة من أهالي المخيم الموجودين في القطاع القريب وباقي المخيم لا يوجد لديه كهرباء ولا حتى إنارة ليلية، وقد تم في مطلع حزيران تقديم مولدة أخرى من مجلس مدينة جرابلس المحلي وفي حال تفعيل هذه المولدة يصبح حوالي 25 في المئة من المخيم يملك كهرباء ليلاً لحوالي 6 ساعات يومياً، مع العلم أن الكهرباء غير منتظمة بسبب كثرة التحميل عليها وبالتالي لا تحقق الفائدة المطلوبة.

أما المياه فوصفها “المصدر” أنها المعاناة الأشد وقعاً على سكان المخيم خصوصاً في شهر رمضان المبارك وارتفاع درجات الحرارة والصيام، حيث يغذي المخيم بئر واحد ركب عليها مضختان ولا يوجد صنابير ماء إلا في 35 في المئة من المخيم الذي بلغت مساحته كيلو متر مربع واحد، وبالتالي يبقى ثلثا المخيم ينتظرون صهاريج الماء التي تحتاج الوقت والتعب والسير لمسافات طويلة والاصطفاف في طوابير الماء، كما يساعد على تغذية المخيم صهاريج ماء سعة الواحد منها 25 برميل (5500 لتر) وعددها ثلاثة إلا أنها لا تكفي لحوالي 5000 شخص وتسبب كثيراً من المشاكل عند التعبئة والاصطفاف وتكلف الناس الكثير من الوقت والجهد، كما أن مشكلة الماء قد سببت تعب كبير للعائلات التي لا تملك معيل كعوائل الشهداء والمعتقلين.

وتحدث مصدرنا عن الصرف الصحي الحمامات فثلث المخيم تقريباً مخدّم بكرافانات مخصصة أن تكون دورات مياه، وحمّامات، لكن عدم توافر الماء يتسبب في خروج هذه الحمامات عن الخدمة نهائياً بشكل دائم، وهذا الواقع دفع الكثير من الناس لتحمل أعباء مالية كبيرة قد تصل من 40-100 ألف ليرة سورية من أجل بناء حمام خاص لكل عائلة.

وعن النقل يوجد في بوابة المخيم مكرو باصات تتحرك ذهاباً وإياباً إلى جرابلس فقط مما يلبي جزء بسيط من أهالي المخيم ولو توفر خطوط نقل باتجاه مدينة الباب وغيرها لكان وضع النقل أفضل لوجود فرص العمل والأسواق الضخمة، بحسب ساكنين في المخيم.

إغاثياً، قام المجلس المحلي لمدينة جرابلس ومنظمة آفاد التركية بتوزيع سلات إسعافيه (بطانيات واسفنجات ومواد غذائية) وهذا الأمر لا يسير على ما يرام بسبب اعتماد إدارة المخاتير للأمر، وهذه الإدارة تعتمد العمل بطرق عشوائية غير منضبطة وخاصة بعد وصول الدفعات الأخيرة من المهجرين، يترافق مع عدم وجود دعم مقبول للجانب الإغاثي في المخيم فلم يوزع على عوائل المخيم إلا حصة غذائية واحدة تفتقر لكل المكونات الضرورية للعائلة (مربى البندورة / سمنة /ملح….) إلا أن عائلات من خارج المخيم وغيره من المخيمات قد سلمت خمس سلات ومعونات، وذلك بسبب الأريحية التي تعمل بها المنظمات على عكس العمل في مخيم الزوغرة والذي يتسم بالتضييق من قبل مجلس مدينة جرابلس ومنظمة الآفاد.

كما يوجد في المخيم مطبخ تقوم عليه منظمة “ihh” لكن الإقبال عليه ضعيف غالبا، بسبب اعتماده على طبخ الأرز والبرغل والشوربة فقط، ولم يعد الناس يرغبون بها بعد حصار دام عليهم قرابة أربع أعوام. فيما كان الخبز أفضل حالاً في المخيم فهو يوزع يومياً مجاناً لجميع سكان المخيم.

وعن النظافة تحدث “المصدر” عن عمال يعملون على تنظيف المخيم وهذه خطوة جيدة جداً. أما عن الوضع التعليمي تحدث المصدر بعدم وجوده أصلاً فلا شيء يذكر في هذا الخصوص.

أما الوضع الطبي فإن مجلس جرابلس لم يقدم ما يذكر طبياً في المخيم باستثناء الأدوية التي قدمت لفترة محدودة وهناك نية بقطعها بسبب الاستهلاك الكبير لها حسب “المصدر” وفي مبادرة قام بها أحد العاملين في الشأن الطبي بدعوة الممرضين وكل من يعمل في المجال الطبي من حي الوعر بتنظيف أحد الهنغارات ليكون مستوصف مع تأمين سيارة اسعاف بالتعاون مع فرقة السلطان مراد.

كما تم تسجيل ارتفاع في عدد حالات التسمم والتهابات الأمعاء نتيجة استخدام مياه الآبار غير النقية المترافقة مع ارتفاع كبير لدرجات الحرارة وقد ظهر مؤخراً حالات أمراض جلدية سببها الأساسي قلة الاستحمام بسبب قلة المياه وصعوبة تحصيلها كما تم تسجيل حالات جرب في المخيم.

يضيف “المصدر” بأن ما يزيد معاناة الناس مما سبق ذكره هو عدم السماح للمنظمات الإنسانية الثورية ممارسة العمل وتقديم المساعدة للناس داخل المخيم فوجود التعقيدات والممارسات التي تفشل العديد من المشاريع تزيد الأمر تعقيداً.

كل ما سبق ذكره دفع أهالي المخيم لتوجيه نداءات ومناشدات إنسانية لمن يستطيع الوقوف بجانبهم داخل المخيم، وأن العشرات من العائلات باتت تفكر في العودة إلى حي الوعر المسيطر عليه من قبل نظام بشار الأسد بعد ما عانوه في مخيم الزوغرة، على أمل أن يتحسن حال المخيم ويقوم القائمون عليه على رعاية الناس وتأمين حاجاتهم الضرورية اللازمة للحياة اليومية.





المصدر