on
هدوء حذر يلف مدينة الباب بعد ليلة دامية
جيرون
تشهد مدينة الباب اليوم هدوءًا حذرًا، بعد اشتباكات دامية، وقعت يوم أمس الأحد، بين عدد من فصائل الجيش الحر المشاركة في عملية (درع الفرات)، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى، بعضهم مدنيون.
وقال الناشط الإعلامي محمد نور: إن “الهدوء الحذر عاد للمدينة، بعد تدخل (كتلة النصر) التي تضم فصائل (فيلق الشام، فرقة الصفوة، الفوج الأول، جيش النخبة، تجمع أحرار الشرقية، الفوج الخامس، جيش الأحفاد)، وتحكيم الشرع لفض النزاع”.
وأضاف أن الكتلة أصدرت، يوم أمس الأحد، بيانًا عبرت فيه عن أسفها لما حدث من اقتتال؛ وأرسلت رتلًا عسكريًا لفض النزاع وحقن دماء المسلمين على حد وصف البيان، إذ أُعطيت الأطراف المتنازعة مهلةً، حتى الساعة 11 ليلًا من مساءِ أمس لوقف الاقتتال، والاحتكام لمحكمة شرعية لحلّ الخلاف. وهو ما تمّ.
وكانت الاشتباكات العنيفة اندلعت، بعدما هاجم المجلس العسكري لمدينة الباب، وفصائل (لواء المنتصر بالله، وفرقة السلطان مراد، ولواء النصر وفيلق الشام، والجبهة الشامية، وفرقة الحمزة) هاجموا مجموعةً كانت تابعة للفوج الأول، فُصِلت قبل شهر، على خلفية اتهامها بالتبعية لـ “هيئة تحرير الشام”، وهو ما أكده المجلس العسكري في مدينة الباب، وفرقة الحمزة في بيانين منفصلين.
وذكرا أن عناصرها كانوا يتجولون في مدينة الباب، وهم يلبسون أقنعة ويهتفون بحياة الجولاني، وأن الهجوم كان للقضاء على خلية تابعة لـ “هيئة تحرير الشام” ولا علاقة لها بـ “حركة أحرار الشام”.
من جهتها اتهمت “حركة أحرار الشام”، في بيان لها أمس، (فرقة الحمزة) و(فرقة السلطان مراد) بـ “الهجوم الغادر على مقرات الحركة في قرى عبلة وعولان وقباسين التابعة لمدينة الباب، واستخدموا خلال الهجوم الأسلحة المتوسطة والثقيلة”.
وذكرت الحركة في بيانها أنها تدخلت كقوة فصل بين المجلس العسكري للباب، ومقاتلي الفوج الأول، لكن عناصرها تعرضوا “للاعتداء وفق مسلسل مخطط له من البغي المنظم، يشمل مقارّ لنا في المنطقة بغية استئصال الحركة”. على حد وصف البيان.
في السياق ذاته أشار المكتب الإعلامي لـ “حركة تحرير الشام” إلى أن المجموعة التي كانت تتبع “الفوج الأول” تعرضت للهجوم؛ بسبب نيتها الانضمام للحركة.
بالمقابل ردت كتلة (السلطان مراد) وتضم (فرقة الحمزة) على اتهامات الحركة في بيان جاء فيه: “إننا لم نتعرض بسوء للحركة، وقبلنا بتدخلهم كطرف محايد لفض النزاع، وإذ بالحركة تصبح طرفًا في النزاع ضد “المجلس العسكري لمدينة الباب”، حيث تفاجئنا بقيام مجموعات تابعة للحركة بالانسحاب من نقاط رباطها في جب العاصي، والهجوم على مقارّنا وحواجزنا في قرى سوسيان، وعبلة، وما حولها، حيث احتجزت عناصرنا، واستولت على أسلحتهم، وتبعًا لذلك قامت الكتائب والألوية بالرد على الهجوم وإعادة المقارّ”.
وفي تعليق على الأحداث الجارية في مدينة الباب، قال الصحفي سعيد غزول: إن هناك توجهًا لفصائل الجيش الحر لإنهاء وجود حركة (أحرار الشام) في مدينة الباب بشكل كامل، وغالبًا من منطقة “درع الفرات” في مرحلة لاحقة.
وأضاف غزول أن مدينة الباب تتجه لسيناريو مشابه لما يحدث في غوطة دمشق، لكن الفارق هنا أن الحركة تتواجد في ريف مدينة الباب، والمطلوب إنهاؤها في الريف الشمالي والشرقي، وعلى ما يبدو أن هناك توجهًا إقليميًا لإجبار الحركة على أن تكون ضمن الجيش الحر، وأن تحسم موقفها، إما مع الجيش الحر، أو مع “هيئة تحرير الشام”.
يذكر أن مدينة الباب تخضع لسيطرة فصائل المعارضة المشاركة في عملية “درع الفرات” المدعومة من القوات المسلحة التركية، وذلك بعد طرد تنظيم (داعش) من المدينة التي تعدّ المدينة الأكبر، في ما بات يعرف بمنطقة “درع الفرات”.
المصدر