السويداء… احتجاز عناصر أمن ومحاصرة مبنى الشرطة


جيرون

قال ناشطون من محافظة السويداء، وصفحة (السويداء 24) الإخبارية إن عددًا من أبناء المحافظة ورجال دين، انتشروا ظهر اليوم قرب مبنى المحافظة وسط مدينة السويداء، فيما أطلق عناصر من فرع الأمن الجنائي النار في الهواء، حيث تسود حالة من الترقب، بعد أحداث يوم أمس.

وشهدت مدينة السويداء، يوم أمس الإثنين، توترًا أمنيًا على خلفية محاصرة الأهالي مبنى قيادة الشرطة العسكرية وسط المدينة؛ بهدف إطلاق سراح المعتقل جبران مراد. وقد أحرق المعتصمون الدواليب في مدخل المبنى وأمامه، وحاولت قوات الأمن تفريق المعتصمين بإطلاق النار في الهواء، وما تزال المحافظة تعيش حالة من التوتر والحذر حتى اليوم.

وذكرت صفحة (السويداء 24)، على (فيسبوك)، أن المحتجين حاصروا المبنى عدة ساعات، و”تدخل رجال دين ووجهاء لاحتواء التوتر”، ووعد النظام بإطلاق سراح الشاب جبران اليوم، كونه أحيل إلى العاصمة دمشق.

وكانت قوات الأمن اعتقلت مراد، يومَ الجمعة الماضي، وهو من مدينة القريا جنوب السويداء، وفي اليوم التالي (السبت) احتجز أقرباؤه وأصدقاؤه رجلَي أمن -أحدهما مساعد أول في الاستخبارات العسكرية، وعنصر آخر- من أحد حواجز النظام في منطقة الكوم على الطريق بين القريا والسويداء، كردة فعلٍ على اعتقال مراد، وطالبوا بإطلاق سراحه مقابل الإفراج عنهما.

وبعد مماطلة النظام بالإفراج عنه، احتجز أقارب مراد وأصدقاؤه 5 عناصر آخرين من الأمن. بدأت سلسلة التفاوض بين الطرفين لإطلاق سراح الجميع، إلا أن النظام سارع بتوجيه تهمة دعم الإرهاب إلى مراد، مستندًا على وجوده سابقًا بمحافظة درعا؛ ما صعّد التوتر ودفع بالأهالي لمحاصرة قيادة الشرطة العسكرية بالمحافظة.

وأشار (تجمع أحرار السويداء) إلى أن الصفحات الأمنية في المحافظة، تسوّق بين الأهالي أن مراد يتبع (جبهة النصرة)، وتنشر صورًا له “في إحدى قرى درعا في بداية الثورة، وهو يحمل لافتة كتب عليها “سوريا شريان واحد، لا، ولن، يقطعه العابرون”.

وأوضح التجمع على صفحته في (فيسبوك)، أن مراد اعتُقل أكثر من مرة، وهُدد بالتصفية الجسدية، بعد أن اغتال النظام عددًا من ناشطي السويداء، في ظروف مختلفة عام 2012؛ ما اضطره للهروب إلى درعا، لكنه لوحق من قبل جبهة النصرة، فغادر إلى الأردن، ثم عاد إلى القريا بعدما خف الضغط الأمني في المحافظة.

وأضاف التجمع: “يعلم الجميع أي مصير سيلاقي جبران في الأفرع الأمنية؛ مما اضطر أقارب ومحبي جبران ومجموعة من المشايخ الى اختطاف 7 عناصر من الأفرع الأمنية لمبادلتهم بجبران، ولكن مماطلة عصابات الأمن اضطرت الأهالي للاحتشاد أمام مبنى المحافظة”.

وأشاع النظام في وقت لاحق، أن الأهالي أحرقوا مبنى الشرطة في المحافظة، إلا أن (تجمع أحرار السويداء) نفى ذلك، ونفى إشاعات الأمن عن محاصرة قوات النظام مدينة القريا الليلة الماضية، حيث كانت الغاية منها ترهيب الأهالي، وإثارة البلبلة بين السكان، من خلال تركيز موالي النظام على جملة “لا نريد للسويداء أن يتم تدميرها كبقية المحافظات”، ومن يحاصر قيادة الشرطة “مخربون”، يريدون “جر المحافظة إلى الدمار”.

يرى أهالي المحافظة أن النظام يتعمد إطلاق سراح المتهمين بجرائم قتل واحتيال، وتهريب محروقات وسلاح بالتعاون مع تنظيم (داعش) في بادية السويداء الشرقية، والتغطية على عمليات الخطف وتجارة المخدرات في الشوارع عمدًا لهدم البنية الاجتماعية، بالمقابل يقوم بالتضييق على مثقفي المحافظة ووجهائها وناشطيها المدنيين ومنعهم من أداء دورهم الإيجابي.

ويرى البعض أن نشر النظام لشائعة انتماء مراد لـ (النصرة)، يتزامن مع هجمة شرسة على محافظة درعا، وأن الشائعة تهدف منع أي محاولة تعاطف من السويداء مع جارتها وشقيقتها درعا. ينتمي الشاب إلى أسرة مسالمة ولم يرفع بوجه النظام إلا الشعارات السلمية.




المصدر