"سوريا الديمقراطية" تواجه مقاومة شرسة من "تنظيم الدولة" في الرقة.. ودعوات دولية لحماية المدنيين


يدافع تنظيم "الدولة الإسلامية" اليوم الثلاثاء بشراسة عن مواقعه في أحد الأحياء المحاذية للمدينة القديمة في الرقة أمام تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" والتي تهدف للسيطرة على المدينة بدعم من قوات التحالف الدولي.

وتخوض "قوات سوريا الديمقراطية"، منذ أسبوع معارك داخل الرقة تزامنا مع إعلانها "المعركة الكبرى لتحرير" المدينة.

وقالت المتحدثة باسم حملة "غضب الفرات" لاستعادة الرقة جيهان الشيخ أحمد لوكالة "فرانس برس" أن "اشتباكات عنيفة تدور مع داعش الذي يلجأ بشكل كبير إلى الألغام والقناصة ويرسل بين الحين والآخر السيارات المفخخة".

ومنذ دخولها إلى المدينة في السادس من الشهر الحالي، تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" من السيطرة بشكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية في حين أكدت مصادر خاصة لـ"السورية نت" عدم صحة مايتم تناقله عن سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" على حي الرومانية بالكامل.

وتسعى هذه القوات اليوم لبسط سيطرتها الكاملة أيضا على حي الصناعة شرق المدينة والمحاذي للمدينة القديمة حيث يتحصن "تنظيم الدولة" فيه بشكل كبير.

وبرغم غارات التحالف الدولي على مواقعهم، يتصدى عناصر "تنظيم الدولة" بشراسة لتقدم "قوات سوريا الديمقراطية".

وأوضح مدير "المرصد السوري لحقوق الانسان" رامي عبد الرحمن أن "حي الصناعة لا يزال غير آمن بالكامل بسبب الهجمات المتكررة من قبل عناصر التنظيم".

المدنيون "أولوية"

ويشكل حي الصناعة في حال السيطرة عليه، بحسب المرصد، بداية المعركة الحقيقة في الرقة إذ أن "قوات سوريا الديموقراطية ستدخل منه إلى وسط المدينة انطلاقاً من المدينة القديمة".

وأكد عبد الرحمن "سيشهد وسط المدينة معركة الرقة الرئيسية"، مشيرا إلى الأنفاق الكثيرة التي حفرها التنظيم في هذا الجزء من المدينة حيث يتحصن عدد كبير منهم.

وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما وأن "تنظيم الدولة" يعمد إلى استخدام المدنيين كـ"دروع بشرية"، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته.

وأوضح أبو محمد، من حملة "الرقة تذبح بصمت" التي تنشط سراً داخل المدينة وتوثق انتهاكات التنظيم، أن "غالبية سكان الأحياء الواقعة عند أطراف المدينة فروا منها، بعضهم غادر الرقة تماماً وبعضهم الآخر نزح إلى أحياء وسط المدينة حيث يقيمون في مدارس خالية أو في منازل أقرباء لهم".

ويضيف "يجدر مراعاة الكثافة السكانية في وسط المدينة حفاظا على أرواح المدنيين".

وكان يعيش في مدينة الرقة التي استولى عليها "تنظيم الدولة" في 2014، نحو 300 ألف مدني، بينهم 80 ألف نازح من مناطق سورية أخرى. إلا أن الآلاف فروا خلال الأشهر الأخيرة من المدينة ليبقى فيها 160 ألف شخص وفق تقديرات الأمم المتحدة.

ويعاني أهل الرقة حالياً من أوضاع معيشية صعبة، نتيجة انقطاع الكهرباء والنقص في المياه وإغلاق المحال التجارية وخاصة الأفران، إضافة إلى القصف بالمدفعية وقذائف الهاون، والذي حصد عشرات المدنيين خلال الأيام الثلاثة الماضي.

ومع تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" أكثر في حملة الرقة وتصاعد حدة المعارك، سجل ارتفاع في حصيلة الضحايا المدنيين جراء غارات التحالف الدولي.

ووثق "المرصد السوري" استشهاد أكثر من 60 مدنياً في مدينة الرقة نتيجة المعارك والغارات الجوية منذ بدء الهجوم على المدينة الأسبوع الماضي.

ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الثلاثاء التحالف الدولي و"قوات سوريا الديمقراطية" إلى "جعل حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان من الأولويات أثناء استرداد الرقة من تنظيم الدولة".

وطلبت المنظمة الدولية "اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين (...) وتوفير المرور الآمن للمدنيين الفارين وتقديم الدعم الكافي للنازحين".

وقالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش"، "ليست معركة الرقة من أجل هزيمة داعش فحسب، إنما أيضا لحماية ومساعدة المدنيين الذين عانوا من حكم داعش ثلاث سنوات ونصف".

ومنذ سيطرة "تنظيم الدولة" على مدينة الرقة، يعيش سكانها في خوف دائم من أحكام التنظيم المتشددة. ويغذي هؤلاء الشعور بالرعب في مناطق سيطرتهم من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات من قطع الأطراف والجلد وغيرها التي يطبقونها على كل من يخالف أحكامه أو يعارضها.

وأضافت لما فقيه أن على التحالف الدولي والقوات المقاتلة أن "تظهر بوضوح أن أرواح وحقوق (...) المدنيين في الرقة هي أولوية موازية من أولويات الهجوم".

وبدأت "قوات سوريا الديمقراطية" في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر حملة "غضب الفرات" لطرد "تنظيم الدولة" من الرقة. وتمكنت من السيطرة على مناطق واسعة في محافظة الرقة وقطعت طرق الإمداد الرئيسية للتنظيم إلى المدينة من الجهات الشمالية والشرقية والغربية، قبل أن تشن هجومها مباشرة عليها.




المصدر