الولايات المتحدة تنشر نظام المدفعية بعيدة المدى في جنوب سوريا للمرة الأولى


أعلن مسؤولون أميركيون في وزارة الدفاع الأميركية اليوم الثلاثاء لشبكة CNN أن الجيش الأميركي قام بنقل نظام صواريخ المدفعية العالي المتنقل (هيمارس) من الأردن إلى جنوب سوريا للمرة الأولى ووضعه بالقرب من قاعدة تدريب التحالف في التنف.
ويمثل نظام هيمارس، الذي يمكن أن يطلق صواريخ يصل مداها إلى 300 كيلومتر، تعزيزاً كبيراً للقوة القتالية الأمريكية بالقرب من التنف، وهو موقع تم تسليط الضوء عليه في أعقاب سلسلة من الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات التحالف ضد القوات الموالية للنظام في المنطقة.
ففي حين أن هذا هو أول انتشارٍ لهيمارس في جنوب سوريا، قال مسؤول أمريكي لشبكة CNN إنَّ هذه ليست هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هيمارس في البلاد، فقد تم نشر هذا النظام في الشمال لمساعدة قوات سوريا الديموقراطية في هجماتها ضد داعش. كما استخدم المارينز الأمريكيون مدافع الهاويتزر M777 لدعم وحدات قوات سوريا الديموقراطية التي تقاتل داعش في شمال سوريا.
وقد استُخْدِمَ نظام هيمارس سابقاً لضرب أهداف داعش من مواقع إطلاق النار في تركيا والأردن. كما تم نشر هذا النظام في العراق لضرب مواقع داعش هناك.
أصبحت المنطقة المحيطة بمنطقة التنف نقطة نزاع في الأسابيع الأخيرة بين القوات الموالية للنظام وقوات التحالف التي تقدم المشورة للقوات المحلية التي تقاتل تنظيم داعش.

الأسبوع الماضي، أسقطت طائرةٌ أميركية من طراز F-15E طائرةً من دون طيار من طراز شاهد 129 تابعة للنظام الإيراني تحمل ذخائر “دود” بالقرب من قوات التحالف التي تقوم بدوريات قرب التنف، وفقاً لما صرح به مسؤولون أمريكيون. وكانت هناك غارتان أمريكيتان إضافيتان على مواقع الميليشيات وعلى مركبات داخل منطقة نزع السلاح حول القاعدة، بالإضافة إلى غارة جوية أخرى في مايو/ أيار.
وفي أعقاب الضربة الأولى ضد القوات الموالية للنظام في مايو/ أيار، قال متحدث باسم التحالف العسكري الذي يقاتل داعش إن الجيش يعزز موقعه هناك.
وقال الكولونيل ريان ديلون للصحفيين في البنتاغون في وقت سابق من هذا الشهر “لقد قمنا بزيادة قوة قتالنا في تلك المنطقة”.
وأضاف “لقد قمنا بتعزيز حضورنا وبصمتنا وأجرينا استعداداتٍ تامة لأي تهديدٍ يمكن أن تقوم به القوات الموالية للنظام”.
وقال مسؤولٌ في وزارة الدفاع إن نقل نظام “هيمارس” كان رداً على تصرفات القوات الموالية للنظام التي تقوم بنشر مدفعية خاصة بها بالقرب من محيط “منطقة نزع السلاح” التي تحيط بـِ “التنف” وتبلغ مساحتها خمساً وخمسين كيلومتراً. وفي حين لم تتمكن المدفعية الموالية للنظام من الوصول إلى القاعدة، إلا أنها قد تصل إلى مركز قتالي أصغر يستخدمه مستشارو التحالف وحلفاؤهم المحليون.

بيد أن مسؤولاً ثانياً قال إنه ليس من الواضح ما إذا كان نشر نظام هيمارس رداً مباشراً على التهديد الذي تقوم به القوات الموالية للنظام.
وكانت شبكة CNN قد ذكرت في وقتٍ سابقٍ أن القوات الموالية للنظام أقامت عدداً من البؤر الاستيطانية ونقاط التفتيش في المنطقة القريبة من منطقة نزع السلاح. وقال مسؤولون أميركيون لشبكة CNN إنهم يعتقدون أن ميليشياتٍ مواليةٍ للنظام تدعمها إيران تقوم بتشكيل سلسلة من نقاط التفتيش في إطار محاولة إقامة طريق بري استراتيجي من إيران إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط.
يقول مسؤولون عسكريون أميركيون إن المسائل الأمنية ستبقى هادئة ولن يتطلب المزيد من العمل العسكري الأمريكي. كما أصر كبار المسؤولين، وبشكل علني، على أن الاشتباكات مع المقاتلين المؤيدين للنظام تأتي في إطار الدفاع عن النفس فقط، وأن الولايات المتحدة والتحالف سيظلان يركزان على محاربة داعش.
قال وزير الدفاع جيم ماتيس أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء: “إنها ضرباتٌ للدفاع عن النفس، والقائد على الأرض لديه السلطة لاتخاذ كل ما يلزم من إجراءاتٍ، وأنا أؤيد ذلك”.

 

رابط المادة الأصلي: هنا.



صدى الشام