الحملة على قطر تنافس سورية في الإعلام الروسي


نالت أزمة العلاقات الدبلوماسية مع قطر منذ اندلاعها، حصة هامة من المشهد الإعلامي الروسي، متصدرة عناوين الصحف والأخبار التلفزيونية، لتنافس حتى الملف السوري الذي يعد الشغل الشاغل للإعلام الروسي منذ قرابة عامين.

ووسط التزام القيادة السياسية الروسية الحياد حيال الأزمة، تغيرّت لهجة الإعلام الروسي تجاه قطر نحو الأفضل، ليركز على الشراكة الاستثمارية بين موسكو والدوحة، مذكّرا بأن قطع العلاقات جاء بعد زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الرياض، وأن تقارب قطر مع إيران هو السبب الحقيقي للأزمة وليس مزاعم “دعم الإرهاب”.

وخصص الإعلام الروسي مساحة عريضة لتغطية زيارة وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إلى موسكو يوم السبت الماضي والذي أجرت قناة “روسيا 24” حوارا معه عنونته بصفحتها على “يوتيوب” بـ”الحياة مستمرة: قطر رفضت المساعدة الروسية”.
وتشير رئيسة شركة “سمي مونيتور” المتخصصة في رصد وسائل الإعلام، أولغا فيليبينكو، إلى أن سورية لا تزال من الملفات المحورية بوسائل الإعلام الفدرالية، ولكن أزمة قطر مع عدد من الدول العربية باتت أيضاً من أهم القضايا في الآونة الأخيرة.

وتقول فيليبينكو في حديثها لـ”العربي الجديد”: “يختلف عدد حالات ذكر سورية في وسائل الإعلام الروسية من شهر لآخر، ولكنه لا ينخفض إلى ما دون 100 ألف ذكر شهريا في جميع الأحوال. لم يقلّ اهتمام الإعلام الروسي بسورية في النصف الأول من عام 2017 عنه في نفس الفترة من العام الماضي، وبالتالي، لا يمكن القول إن سورية تتراجع إلى المشهد الخلفي. أما حالات التراجع على المدى القصير، فتعود إلى عدم وقوع أحداث كبرى”.

وحول عدد حالات ذكر أزمة قطر، تضيف المحللة الإعلامية الروسية أنه “يقارب وتيرة تغطية الأحداث في سورية، ولكنه يتخلف عنها قليلا بواقع 30 ألف ذكر منذ بداية يونيو/حزيران مقابل 36 ألف ذكر لسورية”.

وبالتزامن مع ذلك، ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الروسية المقرر إجراؤها في العام المقبل، يزداد اهتمام الإعلام الروسي بالأحداث الداخلية مثل التظاهرات المناوئة للفساد التي شهدتها بعض المدن الروسية في العيد القومي “يوم روسيا” في 12 يونيو/حزيران، وما أسفرت عنه من اعتقال المئات، بمن فيهم زعيم المعارضة أليكسي نافالني.

وتباينت التغطية بين تساؤل وسائل الإعلام الليبرالية حول مدى تأهب المعارضة لمواصلة فعالياتها مع اقتراب موعد الانتخابات، مقابل وصف التظاهرات بأنها “أعمال استفزازية” و”غير مصرح بها” في الإعلام الموالي للدولة.

وفي هذا الإطار، تتوقع فيليبينكو أن تتصدر انتخابات الرئاسة المشهد الإعلامي الروسي مع اقترابها، ولكنها في الوقت الحالي تتخلف عن الملف السوري وحتى القطري “كماً ونوعا”، إذ يتعامل الإعلام معها ضمن سياق ما وليس كموضوع رئيسي.



صدى الشام