on
بالكاميرا يحاول كشف كذبهم.. شاب بفرنسا يلاحق المتسولين باسم السوريين
كثيرون هم الذين استغلوا ظروف لجوء السوريين، سواء من أبناء جلدتهم، أم من غيرهم، فعملوا على تشويه صورة السوري بطرق عدة، فمنهم من هاجر إلى أوروبا على أنه سوري، رغم تحدره من جنسيات عربية وحتى من غير عربية، ومنهم من أخذ يتسول في شوارع أوروبا على أنهم سوري.
أنس الأيوبي، المقيم في فرنسا، أكد أن له قصة طويلة مع الشحاذين بدأت عند وصوله لفرنسا، فقد لفت انتباهه كثير ممن يتجمعون في الشوارع يتسولون على أنهم لاجئون سوريون. ومع الوقت اكتشف أنهم من "غجر سوريا" أو ما يعرف بـ "النَوَر" و"القرباط"، موجودين في فرنسا منذ زمن بعيد. والأسوأ أنهم اعتمدوا التسول كمهنة لهم.
فبعد البحث والتحري من قبل أنس تبين أنهم قبل ذلك تسولوا باسم العراقيين، والآن استغلوا الظرف السوري، فتراهم يتراكضون وراء الناس في الشوارع يروون قصصاً كاذبة عن جوعهم وفقرهم، فيتعاطف معهم بعض الناس، ويردهم بعضهم الآخر.
وبحسب موقع "اقتصاد مال وأعمال السوريين" أشار أنس إلى أن هذه الظاهرة مزعجة جداً، وهي تشوه صورة السوري، وخاصة أن الدولة الفرنسية تعطي للاجئين راتباً شهرياً ومساعدات أخرى، فالسوري أصلاً ليس بحاجة للتسول ناهيك عن أن السوري لا يشحذ، مهما كلف الأمر، على حد قوله، لذلك بدأ بحملات توعية ضد هؤلاء المتسولين منذ أكثر من سنتين من خلال تصوير فيديوهات يحاور فيها المتسولين ويكشف حقيقتهم.
وقد نوه أنس بأن الكثير من الشباب السوري تعاون معه في ذلك وقد تعرض أحياناً للضرب من المتسولين فهم أشبه بالعصابات المنظمة ويكسبون قوتهم من الشحاذة، ولهم شخص يوزعهم على الجوامع وخاصة في رمضان، حيث تتفاقم هذه الظاهرة بشكل هستيري، إضافة إلى محطات المترو والشوارع المزدحمة. والحكومة الفرنسية لا تعمل أي شيء لإيقافهم عند حدهم، حسب وصفه.
وقد أوضح أنس أن الموضوع بدأ يتطور، فقد بدأ أفراد من العرب وغير العرب، التسول على أنهم سوريون. وآخر فيديو صوره أنس كان لسيدتين من رومانيا لا يتقنون من العربية غير كلمة "سوريا" و"السلام عليكم"، ومع ذلك يشحذون على أنهم سوريون.
ويضيف أنس أنه ما زال يقوم بحملات التوعية وخاصة في صفوف الجاليات العربية التي تعد الأكثر تعاطفاً معهم، وقد تعرف إلى سيدة مغربية أيضاً تنشط في نفس المجال وأخبرته أنها كانت إحدى المتعاطفات مع هؤلاء المتسولين فقد كانوا يخبرونها أنهم أتوا حديثاً من سوريا، لكنها لاحقاً اكتشفت وجودهم في فرنسا منذ زمن بعيد، فتعاونت مع أنس في حملاته ضدهم.
وشرح أنس معلومة مهمة أن هؤلاء الغجر منهم أناس يعملون في مهنة صناعة الأسنان، فقد كانوا موجودين أيضاً في سوريا، ويعملون بالمهنة نفسها، ولا يتسولون إلا أن قسماً منهم اختص بمهنة التسول، كي لا نعمم، على حد قوله.
ويضيف أنس أنه تعمق أكثر بهم وجمع معلومات عن طريقة حياتهم. وكانت المفاجأة أنهم يكسبون في الشهر وسطياً 1000 يورو، وهذا يظهر في أعراسهم الباذخة، فالعريس يقدم ذهباً للعروس فيما يفوق الـ3 كغ عند الزواج، وذلك لأنها ستشحذ له ويعود له ما دفعه أضعافاً مضاعفة، إضافة إلى أنهم يعيشون بطريقة فارهة جداً ويملكون سيارات وبيوتاً، والمشكلة عند أنس أنهم يشحذون باسم اللاجئ السوري الذي خرج خوفاً على نفسه وأسرته من بطش النظام.
يختم أنس حديثه بأنه مستمر في حملته على المتسولين ويأمل أن يشاركه السوريون في ذلك، بمختلف أنحاء أوروبا، حتى لا يشوه أحد صورة السوريين هناك.