on
تقرير عن الأسبوع الثاني من شهر حزيران/ يونيو 2017
مركز حرمون للدراسات المعاصرة
المحتويات
مقدمة
أوّلًا- مؤشر العنف في سورية
- عدد الضحايا وتوزعهم
- القصف
- التهجير القسري
- أخبار اللجوء
- خريطة السيطرة العسكرية
ثانيًا- المستجدات المحلية والدولية في ما يتعلق بالملف السوري
1- المستجدات المحليّة
2- المستجدات الدولية في ما يتعلق بالملف السوري
ثالثًا: الملحقات
- الملحق رقم (1): قائمة الإرهاب التي أصدرتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر
- الملحق رقم (2): بيان إدارة معبر “باب السلامة”، الجمعة (9/6/2017)
- الملحق رقم (3): بيان كتلة “السلطان مراد” حول أحداث مدينة الباب في محافظة حلب
يتضمن تقرير مرصد حرمون رصدًا وإحصاء وتصنيفًا ورسومًا بيانية، بغية تسهيل الاطلاع، وإجراء المقارنات، واستخلاص النتائج، على المهتمين.
مقدمة
المتابع للوضع السوري منذ بداية الثورة، وبمراحل الصراع المتعددة، يلاحظ أن الثابت الوحيد عند معظم الأطراف الخارجية المتصارعة على سورية هو رفض حصول الشعب السوري على حريته وسيادته على مصيره؛ يتبدى ذلك عبر دعمها لقوى استبدادية جديدة، واتفاقها ميدانيًا على سحق الجيش الحر منذ بداية تشكله، وهو ما نلاحظ استمراره حاليًا. ولعل أبرز ما في مسيرة تنظيم “الدولة الإسلامية” المتوحشة تركيزه على قتال الجيش الحر كأولوية على ما عداه، ومثله جبهة النصرة (ومسماها الحالي “هيئة تحرير الشام”) التي قضت على العديد من القوات التابعة للجيش الحر، وآخر إنجازاتها بهذا الخصوص هجومها على “الفرقة 13”. مع العلم أنهما (الدولة، والنصرة) فعلا ذلك بينما كانا يسلمان سلطة الأسد المنطقة تلو الأخرى بعد أن “ينظفاها” من كل أثر للثورة وأهدافها. وهو ما لم يكن دومًا يجري عبر الاتفاق البيني، لكنه كان دومًا يثبت أن المستبدين يشقون الطريق نفسه.
وفي هذا السياق، يأتي تقدم قوات النظام إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وسيطرتها على قريتين بريفها الغربي (دبسي فرج وفخيخة،90 كم غرب مدينة الرقة)، بإسناد جوي روسي بعد انسحاب تنظيم “الدولة الإسلامية” منها. وبهذا التقدم، باتت قوات النظام تتقاسم السيطرة على الريف الغربي للمحافظة مع “قوات سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على مدينة الطبقة (55 كم غرب مدينة الرقة) وبعض القرى بمحيطها وصولا إلى قرية أبو عاصي، وبين تنظيم “الدولة” الذي يسيطر على القرى المتوسطة بين الطرفين من قرية أبو عاصي وصولًا إلى دبسي فرج.
بينما توالت الوقائع خلال الأسبوع الماضي التي تؤكد رفض أغلب السوريين الاستبداد عليهم، رغم الكوارث التي ألمت بهم، والناتجة عن محاولة الطغاة تركيعهم بالحديد والنار. فخرج مدنيون، الجمعة (9/6/2017)، في وقفة احتجاجية مناهضة لـ “هيئة تحرير الشام” في مدينة سراقب (18كم شرقي مدينة إدلب)، شمالي سورية، على خلفية الأحداث الدائرة في مدينة معرة النعمان. وندد المحتجون بممارسات “تحرير الشام” ضد المدنيين وفصائل الجيش السوري الحر في مدينة معرة النعمان (45 كم جنوب مدينة إدلب)، مطالبين إياها بإطلاق سراح المعتقلين لديها ووقف الهجوم على الفصائل. بينما اعتصم العشرات من أبناء محافظة السويداء يومي 12- 13/6/2017، أمام مبنى “قيادة الشرطة” في السويداء، للمطالبة بإطلاق سراح الناشط السياسي “جبران مراد”، الذي اعتقل الجمعة 9/6/2017، من قبل حاجز لفرع “الأمن السياسي” في مدينة السويداء على خلفية نشاطاته السياسية في الثورة السورية. وسبق الاعتصام أمام مبنى “قيادة الشرطة” قيام “”بيرق العز” و”بيرق الفهد” (وهي قوى محلية ترفض زج السويداء في الحرب، لذلك ترفض استخدام أبناء المحافظة وقودا لحروب سلطة الأسد)، وأقرباء المعتقل، بأسر عناصر أمن لمبادلتهم بالمعتقل. وترافق الاعتصام مع إطلاق المعتصمين النار في الهواء، وإشعال الإطارات أمام مبنى “قيادة الشرطة”، والتهديد باقتحامه بقوة السلاح وأسر قائد الشرطة. كما اجتمعت عدة فعاليات مدنية في مدينة حرستا (11 كم شرق العاصمة دمشق)، الجمعة (9/6/2017)، مطالبة بوقف الاقتتال الحاصل بين الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وعلى عهدها استمرت قوى الحرب في قتل السوريين، وتدمير بيوتهم، وتهجيرهم، واعتقالهم في ظروف غير إنسانية. وبالتفاصيل، تركز القصف على محافظات درعا وحماة ودير الزور والرقة وحمص وريف دمشق. ورصدنا هذا الأسبوع 11 مجزرة؛ نفذت منها سلطة الأسد وحلفاؤها مجزرتين، وارتكبت قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية 5 مجازر، وارتكبت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) 3 مجازر، وارتكبت قوات حرس الحدود التركية مجزرة واحدة. وبلغ عدد الضحايا هذا الأسبوع 183 ضحية من المدنيين، بينها 42 طفلًا و12 امرأة؛ قتلت منهم سلطة الأسد وحلفاؤها 46 ضحية، من بينها ضحية واحدة قضت تحت التعذيب في سجون سلطة الأسد، بينما قتلت قوات التحالف الدولي 63 ضحية، وقتل تنظيم الدولة الإسلامية 40 ضحية، من بينها ضحية واحدة قضت في سجون التنظيم، و4 ضحايا قتلوا جراء تفجيرات بعبوات ناسفة أو ألغام أرضية مجهولة الجهة المنفذة، بينما قتلت قوات سورية الديمقراطية (قسد) 24 ضحية، وقتلت قوات حرس الحدود التركية 6 ضحايا. أما بالنسبة إلى جرائم التهجير القسري فشهد هذا الأسبوع حركة نزوح كبيرة من أحياء مدينة درعا، وأحياء مدينة الرقة أيضًا، ويعود هذا إلى القصف العنيف والمركز الذي تتعرض له المدينتان، ولاسيما القصف بالذخائر المحرمة دوليًّا؛ حيث قصف النظام وحلفاؤه أحياء مدينة درعا بمادة “النابالم”، وقصفت قوات التحالف الدولي أحياء مدينة الرقة بمادة “الفوسفور الأبيض”.
المصدر