في إدلب… جرائم شبه يومية وسط غياب الرقيب


شاهين الأحمد: المصدر

ارتفعت نسبة الجريمة في ريف إدلب شمال سوريا، خلال العام الحالي 2017، حيث تم تسجيل العديد من الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وبدوافع متعدّدة مع انتشار السّلاح في ظلّ الحرب الدّائرة في البلاد.

وذروة الجرائم كانت في شهري أيار الماضي وحزيران الجاري، حيث تم تسجيل سلسلة جرائم راح ضحيتها العديد من المدنيين.

جرائم قتل

وعثرت فرق الدفاع المدني في الشّهر الماضي على ثلاث جثث قرب قرية قورقانيا، كما عثرت أيضاً الشّرطة الحرّة على جثة شخص على الطريق الواصل بين مدينة حارم ورأس الحصن.

وفي الشهر الجاري تم العثور على ثلاث جثث لرجلين وامرأة قرب مدينة معرة مصرين في الريف الشمالي لإدلب، وقبل أيّام عثر مدنيّون على جثة في الأراضي الزراعية تعود لشخص من كفرنبل يدعى “شحود محمد تعتاع” يعمل سائق سيارة أجرة، بعد يوم من فقدانه وسرقة سيارته.

جريمة أخرى وقعت مساء أمس، عندما أقدم شخص نازح من مدينة كرناز شمال حماة، واسمه “عبد الكريم سليم الحسين” على قتل شخص آخر نازح من مدينته كرناز يدعى “حسام ديب الأسعد”، بإطلاق النار عليه بشكل مباشر دون معرفة الأسباب.

وتمكنت القوة الأمنية في محافظة إدلب من إلقاء القبض على شخص تسبب بمقتل طفل وجرح والدته ظهر اليوم الخميس، وأكدت القوة الأمنية أن القتل كان عن طريق الخطأ أثناء عبث الشخص بالسلاح.

وسبق هذه الحادثة مقتل شخص يدعى “عبد الله محمد الكلاوي” في مدينة الدانا في الريف الشمالي لإدلب، أثناء انفجار قنبلة يدوية كانت بيده، كما تم العثور على جثة شخص على أطراف إدلب، دون معرفة الفاعلين.

اختطاف

وتم اختطاف قائد أحد الفصائل العسكرية ويدعى “أحمد عبد الوهاب الموسى”، وسرقة سيارته، على الطريق بين بلدة جوزف وبلدة بسامس في جبل الزاوية، إضافة إلى حوادث خطف أخرى كثيرة حدثت في ريف إدلب خلال الأشهر الماضية.

ومساء أمس الأربعاء تم اختطاف المدعو “سيفو أبو شكحة” من أبناء مدينة البارة بريف إدلب، والمقيم في مزرعته الواقعة بين مدينة كفرنبل ومدينة البارة، وتم سلبه سيارته بعد اقتياده إلى حرش بلدة كفرومة حيث تركوه هناك.

الأسباب

ويرى الكثير من السّوريين بأن الأسباب التي تقف وراء الجرائم وفي الدرجة الأولى غياب القانون والمحاسبة، وكذلك بسبب فوضى السلاح وانتشاره بشكل كبير بين الناس، فنادراً ما تجد منزلاً في محافظة إدلب لا يوجد فيه سلاح، إضافة إلى تعدّد دور القضاء في المحافظة، والتي بدورها تتبع لفصائل عسكرية ثورية متعدّدة، ما يساهم في زيادة المشكلة.

وتأتي الجرائم الجّنائية في آخر سلم اهتمامات الفصائل الثورية، بعد التجاذبات الفصائليّة الأخيرة في إدلب، وحالة الفقر لكثير من السّوريين ولاسيما المهجّرين والنّازحين، والغلاء الكبير في الأسعار في البلاد، مع انتشار البطالة وترك العديد من السّوريين لوظائفهم في مناطق النظام، خوفاً من الاعتقال.

لم يشفع للسّوريين وقف الغارات الجوية والقصف، حتى تجفّ دمائهم، فالفوضى أيضاً هي أداة قتل جديدة، ولعلّ انضمام كل الفصائل الثورية إلى تشكيل واحد له قبول بين المدنيّين، وتنظيمه للأمور المدنية في المناطق واستلامه الجوانب الأمنية والقضاء والوقوف على حاجات الناس، ربما تكون حلاً للسوريين في مناطق خرجت عن سيطرة النظام.





المصدر