زراعة الحشيش تنتشر في منبج برعاية ميليشياتٍ تحكم المدينة


زياد عدوان: المصدر

بعد سيطرة الميليشيات الكردية وعلى رأسها ميليشيا (ي ب ج) الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) وميليشيات مجلس منبج العسكري على المدينة أواخر العام الماضي، سعت تلك الميليشيات لإيجاد مصدر لكسب الأموال من أجل إعطاء الرواتب للعسكريين المنضمين لها ووضعها في حساباتها البنكية في دول أوروبية.

وقال مصدرٌ خاصّ لـ “المصدر” في مدينة منبج إن الحشيش المخدر كان أحد تأمين التمويل لهذه الميليشيات التي عمدت إلى زراعة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بهذه النبتة، وعملت على تسويقه وبيعه ضمن آلية ممنهجة ومنظمة بإشراف العديد من القياديين التابعين لها، وزادها في ذلك سلبها العديد من الأراضي الزراعية وطرد أصحابها الأصليين من مدينة منبج بذرائع مختلفة لإجبارهم على التخلي عن ممتلكاتهم.

وأشار المصدر الذي رفض الكشف عن نفسه خوفاً على حياته بأن ملف زراعة الحشيش في مدينة منبج وقراها يخضع لإشراف القيادي في ميليشيا مجلس منبج العسكري “أبو أمجد” ومساعدته القيادية “استريان” وهي من كرد “باكور كردستان” في تركيا، ويعمل تحت إمرة القياديان العديد من العناصر ممن يشرفون على مراقبة الزراعة وحراسة تلك الأراضي الزراعية ومراقبتها باستمرار مع وضع حراسة مشددة عليها.

وبدأت زراعة الحشيش في مدينة منبج في منتصف تشرين الأول من العام الماضي وخصصت أراض زراعية غرب وجنوب المدينة بنحو هكتار، ونقلت كمية إلى مدينة القامشلي فيما نقلت كميات إلى مدينتي عفرين وكوباني (عين العرب)، وخلال العام الجاري تمت زراعة نحو 11 هكتاراً توزعت جنوب وغرب المدينة، وأشرف على زراعة الأراضي الجديدة القيادي في ميليشيا (ي ب ج) مظلوم حجي، الذي يبيع جزءاً من مادة الحشيش لميليشيات النظام في المربع الأمني في محافظة الحسكة.

ومازالت زراعة الحشيش في تطور مستمر حيث استطاعت الميليشيات الكردية كسب مبلغ يقدر بنحو 87 ألف دولار خلال شهري كانون الثاني وشباط من العام الجاري، وذكر “رائد الموسى” وهو عنصر ضمن ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية بأن ميليشيات قسد تسعى لزراعة مساحات أكثر بالحشيش في مدينة منبج وقراها وذلك لخصوبة الأراضي الزراعية ولقربها من نهر الفرات الذي يغذي معظم أراضيها، وقد عملت الورش على استجرار العديد من الأقنية المائية وقنوات الري وحولت مجراها للأراضي المزروعة بالحشيش، كما أن الوارد المالي من خلال زراعة الحشيش بلغ نسبة كبيرة وهذا ما دفع قوات سوريا الديمقراطية للاهتمام بزراعة الحشيش، ويتم حاليا العمل لتصدير قسم منه لإقليم باكور كردستان في تركيا.

وتضيق الميليشيات الكردية الخناق على المدنيين مالكي الأراضي الزراعية في مدينة منبج وقراها من أجل تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم الزراعية من أجل زراعتها بالحشيش، وذلك من خلال فرضهم الضرائب المستمرة والمضايقات الأمنية.

وتتمتع الأراضي الزراعية في مدينة منبج بخصوبتها الأمر الذي استغلته الميليشيات الكردية لفرض هيمنتها على مساحات شاسعة من تلك الأراضي الزراعية لتقوم لاحقا بزراعتها بالحشيش، وقد طردت العديد من العائلات التي تملك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة مطلع العام الجاري، بعد رفضهم بيع ممتلكاتهم من أراضي، وبسبب عدم وجود إعلام حيادي في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية تواصل انتهاكاتها بحق المدنيين دون أي رادع إنساني أو دولي.





المصدر