بعد أن كان خطاً أحمر… التجنيد الإجباريّ يطال (الحزام العربي) في الحسكة

19 يونيو، 2017

رزان العمر: المصدر

اقتحمت ميليشيات “الأسايش” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) خلال اليومين الماضيين قرية “تل الصدق” قرب مدينة المالكية بريف الحسكة واعتقلت شباب القرية ثم ساقتهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري، في خطوةٍ هي الأولى من نوعها، حيث كانت تعتبر قرى عرب الغمر أو الحزام العربي في الحسكة خطاً أحمر بالنسبة لهذه الميليشيات.

وذكرت شبكة الخابور أن الميليشيا اعتقلت كل شباب القرية ممن تتراوح أعمارهم بين 18عاماً إلى 35 عاماً رغم رفض معظمهم وامتناعهم عن ركوب السيارات الأمر الذي رد عليه عناصر الأسايش بالضرب وإصابة ثلاثة شبان بجروح طفيفة.

وأشار المصدر إلى أن هذه العملية هي الأولى من نوعها في قرى المغمورين التي يعتبرها (ب ي د) مستوطنين في قراهم وغير مشمولون بواجب “الدفاع الذاتي” الذي تفرضه على بقية المناطق التي تسيطر عليها.

في السياق، أفاد مراسل “المصدر” في الحسكة أن بعض المسؤولين في الإدارة استعانوا بدوائر النفوس التابعة لحكومة النظام في كل منطقة للحصول على إحصائية دقيقة عن “عرب الغمر” في المنطقة، إضافة لتشكيل لجان من الكومين وبيت الشعب وممثل من هيئة الدفاع في كل قرية من قرى المغمورين لتسجيل أسماء المكلفين بواجب الدفاع الذاتي، وتبليغ المكلفين خلال مدة أقصاها شهر للالتحاق بشعب التجنيد التابعة للإدارة.

وقرى عرب الغمر أو ما يُعرف باسم (الحزام العربي) هي عشرات القرى التي يقطنها عرب هجرهم نظام حزب البعث منذ عام 1965 من ريف الرقة ودير الزور بهدف إحداث تغيير ديموغرافي في الحسكة وزيادة نسبة العرب إلى الكرد. وامتد الحزام بطول 300 كيلو متر وعرض 10-15 كيلو متر، من الحدود العراقية في الشرق إلى مدينة رأس العين في الغرب.

واغتنمت سلطات البعث في ذلك الوقت فرصة بناء سد الفرات ومشروع إعادة توزيع الأراضي الزراعية كي تستولي على أراضي الفلاحين الأكراد لإقامة مزارع نموذجية مزودة بالمياه والمدارس والحماية الأمنية وتمليكها لفلاحين عرب غمرت مياه السد قراهم، وبالفعل تم توطين أكثر من أربعة آلاف أسرة عربية في الشريط الحدودي وتوزيع أكثر من 700 ألف دونم من الأراضي المصادرة عليهم.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]