‘تقرير مصوّر: ندوة مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة في برلين حول نكبة حزيران’

19 يونيو، 2017

جيرون

عقدَ مركزُ (حرمون) للدراساتِ المعاصرةِ، في برلينَ بألمانيا، يومَيْ العاشرِ والحاديَ عشرَ، من شهرِ حَزيرانَ/ يونيو، عامَ ألفَينِ وسبعةَ عشرَ، عقدَ ندوةً حواريةً مفتوحةً، بعنوان (نصفُ قرنٍ على حربِ حَزيران/ يونيو 1967)، شارك فيها أكثرُ من عِشرينَ باحثًا سوريًّا وعربيًّا.

ونُوقشتْ، خلالَ الندوةِ التي حضرَها جمهورٌ كبيرٌ مِنَ السوريينَ والعربِ المقيمينَ في ألمانيا، جملةٌ مِن القضايا المتعَلقةِ بالنكبةِ العربيةِ الكُبرى، أسبابِها ونتائجِها وتبعاتِها، وسياساتِ النظامِ السوريِّ تُجاهَ سكانِ الجولانِ المحتلِّ، والتكاليفِ السياسيةِ للصراعِ العربيِّ الإسرائيليِّ، وسياساتِ “إسرائيلَ” لقضمِ الأراضي العربيةِ المحتلةِ، والصمتِ الدولي حِيَالها، والدورِ الأميركيِّ في دعمِها.

وفي افتتاحِه الندوةَ، اعتبرَ الدكتورُ حازم نهار، المديرُ العامُ لمركزِ (حرمون) للدراساتِ المعاصرةِ، أنّ الهزيمةَ المزمِنةَ والمستمرّةَ أمامَ “إسرائيلَ” هي نتيجةٌ طبيعيةٌ لأنظمةٍ، هيّأتْ باستمرارٍ مُناخًا ملائِمًا لولادةِ هزائمَ جديدةٍ؛ فقدْ شكَّلتْ أنظمةُ الاستبدادِ -وما تزالُ- الأرضيةَ المولِّدةَ لجميعِ الهزائمِ عبرَ قهرِها لشعوبِها، ورأى أنَّ الأسوَأَ، من هزيمة حزيران/ يونيو، هو الوعيُ الزائفُ والمُضلِّلُ الذي أنتجَ الهزيمةَ، خصوصًا وعيُ الأنظمةِ الحاكمةِ والحركاتِ القوميةِ والشيوعيةِ العربية.

وقُدِّمتْ، خلالَ الندوةِ، أوراقٌ ودراساتٌ متعددةٌ، تتناولُ ترابطَ النكبةِ بالواقعِ السياسيِّ والاجتماعيِّ والعسكريِّ والإعلاميِّ، وتحدّثَ ميشيل كيلو عن أسبابِ هزيمةِ حزيرانَ ونتائجِها، وتحدثَ يوسف سلامة عن الركودِ التاريخيِّ والهزائمِ العربية، فيما قدّمَ اللواءُ محمد الحاج علي عَرضًا تفصيليًا عن أسبابِ سقوطِ الجولانِ، وسيرِ العملياتِ العسكريةِ فيه، كما تناولَ بدرُ الدينِ عرودكي هزيمةَ حزيرانَ، بعيونِ مُعاصِرِيها.

وتنوعَت الموضُوعاتُ المُناقَشَة، إذ تحدّثَ أحمد طعمة عن الإسلاميينَ بعدَ حربِ سبعةٍ وستين، وحازم نهار حولَ سياساتِ النظامِ تُجاهَ الجولانِ وسكانه، وسمير سعيفان عنِ التكاليفِ الاقتصاديةِ للصراعِ العربيّ–الإسرائيليّ، وسلام الكواكبي عن الصمتِ الدوليِّ والدورِ العربيِّ في تبريرِ هذا الصمتِ، وباسل العودات حولَ الإعلامِ الرسميِّ وهزيمةِ حزيرانَ، ومحمود يزبك عن هزيمةِ 1967 وإسقاطاتِها على الوضعِ  الفلسطينيِّ، ونزار أيوب عنِ السياساتِ التي تنتهجُها سلطةُ الاحتلالِ في الجولانِ، ويوسف سلامة عنِ الركودِ التاريخيِّ والهزائمِ العربيةِ، وتيسير خَلَف عن هزيمةِ حزيرانَ في الروايةِ الرسميةِ السوريةِ، وطارق عزيزة عن بعضِ المقدماتِ السياسيةِ للهزيمةِ، ونزيه بريك عن مساعي “إسرائيلَ” لإدامةِ الاحتلال.

وخلصَتْ الندوةُ إلى أنهُ لا وجودَ لقضيةٍ وطنيةٍ سوريةٍ من دونِ وجودِ الدولةِ الوطنيةِ السوريةِ، الدولةِ الديمقراطيةِ، دولةِ المُواطنةِ واحترامِ حقوقِ الإنسانِ؛ وختمتْ بالتشديدِ على أنّ الجولانَ كان سوريًّا، وسيَظلُّ سوريًّا مهمَا طالَ الزمن.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]