نظام الأسد يهدم قطاع التعليم في سوريا لتجنيد المزيد من المقاتلين عنوة في صفوفه


لم ينجو قطاع التعليم في سوريا من حملات التجنيد الإجباري التي تنفذها قوات نظام بشار الأسد، من أجل ترميم النقص في الكوادر البشرية، لمواصلة المعارك ضد المعارضة والمدن الخارجة عن سيطرة النظام، حتى باتت أعداد كبيرة من المعلمين تموت على جبهات القتال تاركة ورائها آلاف الأطفال دون تعليم.

ويشير مراسل "السورية نت" في ريف حمص، يعرب الدالي، إلى أن نتائج التجنيد الإجباري للموظفين في قطاع التعليم تظهر واضحة خصوصاً في الأرياف، حيث تسبب نقص الكوادر التدريسية في غياب الطلاب عن المدارس.

بلال عز الدين وهو موظف سابق في مديرية التربية بحمص، وقد خسر وظيفته بسبب مشاركته في الاحتجاجات التي شهدتها الثورة السورية، يقول في تصريح لـ"السورية نت" إن "المدرسين من أحياء موالية للنظام أصبحوا يرفضون الذهاب إلى المدارس في الأرياف، خاصة إذا كانت من طائفة مختلفة، وهذا سبب في نقص في الكوادر التدريسية في الأرياف وكانت هذه المشكلة على طاولات نقاشهم في التربية قبل فصله".

ويشير إلى أن النظام كان قد عالج تلك المشكلة بتوظيف شباب لم يتخرجوا بعد من جامعاتهم أو يحملون شهادة "بكلوريا" من أجل التدريس لتعويض النقص. وأضاف عز الدين أن الخسائر الكبيرة للنظام في المعارك جعلته يضطر إلى سحب هؤلاء المعلمين مجدداً إلى صفوف قواته عنوة، وهو ما أعاد فجوة الكوادر التدريسية، لا سيما وأن كثيراً من المعلمين اعتقوا أو هُجروا.

إغلاق للمدارس

ويؤكد مراسل "السورية نت" أن نتيجة النقص في الكوادر التدريسية، فإن قرى  بأكملها أغلقت المدارس، وخاصة في ريفي حماة الجنوبي، وحمص الغربي والجنوبي الغربي، وهي مناطق لا تزال خاضعة لسيطرة نظام الأسد.

المدرس جمال مدير أحد المدارس في ريف حماة الجنوبي، قال لـ"السورية نت" إنه "خلال شهرين فقط من فتح باب سحب الاحتياط  تم اعتقال أربع من المدرسين لديه، وغياب ثلاثة آخرين خرجوا من المنطقة خوفاً من اعتقالهم وهذا ماتسبب في فراغ كبير".

وأضاف: "أصبح الطلاب يتسربون من المدرسة بسبب الغياب المتكرر للمعلمين، فهم لا يتلقون في اليوم سوى حصتين أو ثلاث حصص، مما يدفع أهاليهم إلى نقلهم إلى مدارس في حماة المدينة وهذا يترتب أعباء أكبر بسبب التنقل وتكاليفه".

ووفقاً لمراسلنا فلم يكن الخيار أمام بعض الأهالي سوى نقل أولادهم إلى مراكز المدن، أو العودة إلى مناطق المعارضة كي يتلقى أطفالهم التعليم. ومن بينهم أبو محمد رجل يسكن في حسياء جنوب غرب حمص. وقال لـ"السورية نت" إنه نقل "أطفاله إلى مدارس في ريف حمص الشمالي (حيث تسيطر قوات المعارضة) ويفكر بالعودة إلى السكن هناك".

وأشار أنه كان قد نزح إلى حسياء بسبب القصف على ريف حمص الشمالي، أما اليوم فيعزز اتفاق "خفض التوتر" من رغبة أبومحمد في العودة كي يتعلم أطفاله، فهو لديه طفلان الأول في التعليم الأساسي والآخر في التعليم الثانوي ولديه أطفال في الابتدائية.

ويشار إلى أن المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة تشهد حالياً فصلاً دراسياً بإدارة مديرية التربية الحرة (تابعة للمعارضة).




المصدر