الوجود السوري في الأردن… الفقر ينهش الجميع
21 حزيران (يونيو - جوان)، 2017
عاصم الزعبي
ذكرت مفوضية شؤون اللاجئين أنّ الأردن يُعدّ من أكثر البلدان تأثرًا بنتائج النزوح القسري في العالم، وبخاصة النزوح السوري والعراقي واليمني، وأنّ هناك لاجئين آخرين من أماكن تعدّ الأكثر اضطرابًا في العالم، بما في ذلك السودان والصومال، وأن 93 بالمئة، من اللاجئين في الأردن، يعيشون تحت خط الفقر.
وجاء في بيان للمفوضية، نقلته وسائل إعلام محلية، أن الأردن يعدّ ثاني أكبر مستضيف للاجئين في العالم، مقارنة بعدد سكانه، وبنسبة تبلغ لاجئ واحد مقابل كل 11 مواطنًا أردنيًا، وأن 93 بالمائة من اللاجئين في الأردن يعيشون تحت خط الفقر، مع محدودية وقلة فرص كسب الرزق أمامهم.
وأكد أن الأردن يحتضن نحو 735 ألف لاجئ، وطالب لجوء، مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين، وأن هؤلاء غير قادرين على العودة إلى بلادهم، ولا يريدون أكثر من الحماية وفرصة تعود بالنفع على أسرهم، والمجتمعات المضيفة لهم.
وأشار البيان إلى التحول في استراتيجية استضافة اللاجئين عام 2016، وخاصة في ما يتعلق بفرص كسب العيش للاجئين في الأردن. فبعد مؤتمر المانحين في لندن، لدعم سورية والمنطقة الذي عقد في شباط/ فبراير 2016، خفف الأردن القيود على اللاجئين السوريين، للحصول على فرص عمل في بعض مجالات توظيف العمالة الوافدة، التي تحول دون حصول تنافس مع سوق عمل الأردنيين، وقد تم إصدار وتجديد نحو 50 ألف تصريح عمل حتى الآن، إضافة إلى التحسينات في عقود العمل.
من جهته أشاد ستيفانو سيفير/ ممثل مفوضية شؤون اللاجئين في الأردن، بالخطوات التي اتخذها الأردن، بعد مؤتمرات لندن وبروكسل للمانحين، من خلال موافقة الحكومة الأردنية على تمديد فترات سماح متتالية للسوريين للحصول على تصاريح عمل دون أيّ رسوم.
وكان الاتحاد الأوروبي قد تبرع، الثلاثاء 20 حزيران/ يونيو، بمبلغ 90 مليون يورو، لمنظمة (يونيسيف)، بهدف تزويد الأطفال والشباب السوريين المعرضين للخطر في كل من الأردن ولبنان وتركيا، بإمكانية الحصول على خدمات التعليم والحماية.
وقال أنتوني ليك/ المدير التنفيذي لـ (يونيسيف): إن المنظمة ستواصل من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي (صندوق مدد)، تزويد مئات الآلاف من الأطفال والشباب بإمكانية الحصول على الخدمات الأساسية، وعلى رأسها التعليم، والتدريب المهني، والدعم النفسي–الاجتماعي، والحماية من الزواج المبكر، وعمالة الأطفال، وتمكين الناس في أمور حياتهم.
وأضاف المدير ليك أنّ نحو مليونيْ طفل سوري لاجئ، يعيشون في الأردن ولبنان وتركيا، وأن صندوق (مدد) أظهر نتائج إيجابية على الأطفال المتضررين من النزاع في سورية، من خلال مساعدتهم على العودة للمدارس والتعليم، وتزويدهم بالدعم الذي يحتاجونه، ليس لإعادة بناء حياتهم فحسب، وإنما لإعادة إعمار سورية.
وأكد ليك أنْ لا بدّ من الاستفادة من هذا الزخم، من أجل الوصول إلى المزيد من الأطفال والشباب، لأن الاستثمار في مستقبل سورية يعتمد على الاستثمار في أطفالها وشبابها.
في هذا الشأن، قال يوهانس هان/ مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار الأوروبية وتوسيع المفاوضات: “لقد حقق التعاون بين الاتحاد الأوروبي و(يونيسيف) نتائج ملموسة بالفعل، إذ يلتحق عدد متزايد من الأطفال بالمدارس ويتلقون خدمات الحماية، والخدمات النفسية–الاجتماعية، ولا مجال للتقاعس أبدًا؛ فثمن الفشل لن يقع على أطفال سورية فحسب، بل على المنطقة والعالم أجمع”.
جاءت تلك المساهمة من الاتحاد الأوروبي، في وقت تواجه فيه (يونيسيف) أكبر أزمة تمويل عرفتها المنظمة منذ أن بدأت في الاستجابة للأزمة السورية، منذ ما يزيد عن ستة أعوام.
يُذكر أن عدد اللاجئين السوريين الذين يعيشون في الأردن بلغ نحو 1,3 مليون، منهم 675 ألف شخص مسجَّلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين كطالبي لجوء، يعيش نحو 11 بالمائة منهم في مخيمات اللجوء الموزعة على الأراضي الأردنية، فيما يتوزع الباقون في المدن الأردنية.
[sociallocker] [/sociallocker]