“أسود الشرقية” يحبط محاولات إيران العسكرية والسياسية


جيرون

صدّت فصائل المعارضة العاملة في البادية السورية يوم أمس الأربعاء، محاولة تقدم جديدة لقوات النظام وميليشيات إيران، على محور بئر قصب وتل دكوة. وتسعى طهران إلى تحجيم دور قوات المعارضة في محاربة (داعش) لكسب موقف سياسي، يجعلها في طليعة القوى التي تحارب “الإرهاب” وعسكري يؤمن لها الوصول البري إلى البحر المتوسط.

حول التطورات الأخيرة لمعركة (الأرض لنا)، قال سعد الحاج الناطق الإعلامي باسم جيش (أسود الشرقية)، لـ (جيرون): “حاولت ميليشيات رديفة للنظام، أمس الأربعاء، التقدمَ من ناحية بئر قصب بريف دمشق الشرقي من محوري الهيجاني ودكوة، وتصدّت لها قوات المعارضة بكمين مُحكم في أرض صخرية، ودمّرت لها عربة BMB وقتلت 14 عنصرًا منهم”، وأضاف مؤكدًا أن “قوات النظام مدعومةً بطيران روسي تحاول منذ أيام التقدمَ من هذه الناحية، إلا أن الفصائل تصدّها وسط انعدام أي دعم أميركي لوجستي أو مادي”.

في السياق ذاته، أكد طلاس السلامة القائد العام لـجيش (أسود الشرقية) أن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لا تقدم أي دعم  للفصائل على الأرض، وتكتفي بالتحذيرات والتنبيهات وقال لـ (جيرون): “استقدام واشنطن الأخير لمنظومة صواريخ (هيمارس) من الأردن يُعدّ تطورًا في قواعد الاشتباك، وتحمل مدلولات إعلامية أكثر منها عسكرية، فالدعم الأميركي لحلفاء واشنطن على الأرض في منطقة شمال شرق سورية ميليشيا (قوات سورية الديمقراطية) منقطع النظير، ويتمثل بتزويدهم بأحدث العربات والآليات، بينما في منطقة البادية الوضع أقل من ذلك بكثير”.

من جانب آخر، رأى السلامة أن مناطق “خفض التصعيد” التي أُقرّت في أستانا ساعدت النظام على اقتحام البادية، وأسعفته في تعزيز قواته المتهالكة في أكثر محور، وقال: “بعد أن فرغ النظام من سيطرته الكلية على مدينة حلب، وأنهى تواجد المعارضة في عدة مناطق ولا سيّما محيط العاصمة دمشق، حشد قواته العسكرية واستقدم مجموعات كبيرة من باقي المناطق مستفيدًا من مُخرجات مؤتمر أستانا بمناطق منخفضة التصعيد، واقتحم مناطق البادية من عدة محاور، يسانده الطيران الروسي، لكن تحضيراتنا الجيدة وإدراكنا للوقائع ساعد على إفشال مخططات النظام، وربما تكون هذي أحد أسباب إصرار روسيا على تأجيل اجتماع أستانا الأخير”.

وأضاف: “مشروعنا باتجاه محافظة دير الزور قائم ومستمر. لن يثنينا عن ذلك أي تغير في المعادلات، وما زال في جعبتنا العسكرية كثيرٌ من الخطط البديلة، نحن متأكدون من مقدرتنا على قتال تنظيم (داعش) إذا توفّر لنا بعض الدعم”.

وحول الضربة العسكرية الإيرانية الأخيرة لمواقع في دير الزور، علق السلامة: “تحمل الضربة الإيرانية بصواريخ بالِستية متوسطة المدى، استخُدمت أول مرة منذ 30 عام، رسائل عديدة أهمها جس نبض الخطوط الحمراء للولايات المتحدة الأميركية، حيث تُشير الوقائع أن الموقف الأميركي ما زال متجاهلًا للتوغل الإيراني في سورية، ولا يوجد أي مؤشر على إيقافه، واختيار محافظة دير الزور لتنفيذ الضربة تحمل رسائل أن هذه المحافظة أيضًا ضمن الأهداف التي تسعى طهران للسيطرة عليها، لموقعها الجغرافي على الحدود العراقية، وملاصقتها للبادية السورية التي تُعد الباحة الخلفية لمعظم المحافظات السورية”.




المصدر