تتلقى دعماً لإطعام الآلاف فتُنهب معظم التبرعات.. المبادرات التطوعية في رمضان سرقة بعلم من مخابرات الأسد


علي الأمين - خاص السورية نت

تنتشر في رمضان مبادرات إنسانية في مناطق نظام بشار الأسد، لمساعدة الفقراء والمحتاجين بتقديم وجبات إفطار لهم، حيث تلقى تلك المبادرات تفاعلاً إما عبر تقديم الدعم المادي لها من رؤوس أموال خاصة، أو تطوع الشباب للعمل بها حباً بالمساعدة.

وجرت العادة في دمشق - كما غالبية المدن والمحافظات السورية- بقيام الفعاليات الخيرية والمبادرات الأهلية والمنظمات الإغاثية بتنظيم موائد الافطار الجماعي في ساحات المساجد والحدائق العامة حيث عابري السبيل، ومن تقطعت بهم السبل يجدون فيها ما يسد رمقهم ويسكت جوعهم.

ومن بين تلك المبادرات مطبخ "ساعد" الخيري الذي تقيمه جمعية "ساعد" في رمضان، حيث تطوع عدد من الشباب والشابات مؤخراً كي تطلق الجمعية مبادرة "خسى الجوع" للعام الخامس على التوالي.

وتعمل "ساعد" كما يصور إعلام نظام الأسد في مجال تنمية المجتمع وترسيخ الانتماء والمواطنة الفاعلة، عبر المشاركة في التطوير من خلال التعاون مع المجتمع الأهلي.

وعليه يحاول إعلام نظام الأسد الترويج للمبادرات الرمضانية ليحث التجار من أهالي دمشق للتبرع خلال شهر رمضان، دون أن يعلموا بأن هذه المبادرات باب سرقة واسع تحت عناوين تخاطب المشاعر والعواطف.

ومع تعاظم أزمة النازحين السوريين الذين تركوا منازلهم ويقدر عددهم بـ 6.5 مليون شخص، ازداد استغلالهم وسُرقت المساعدات المقدمة لهم، سواء المقدمة من التجار أم المنظمات الدولية.

سرقات كبيرة

عبد الرزاق وهو الاسم المستعار الذي اختاره لنفسه أحد الشباب الفاعلين في مبادرة "ساعد"، أكد أن المبادرة تتلقى مساعدات عينية ومادية ضخمة جداً، إلا أن ما يتم تقديمه في مطبخ المبادرة بالقرب من الجامع الأموي لا يتجاوز 15% من المواد التي تتلقاها الجمعية.

وبحسب معلومات حصلت عليها "السورية نت" وتطابقت مع رواية عبد الرزاق، فإن جمعية "ساعد" حصلت قبل رمضان على نحو 220 كيس رز و356 كيس برغل، ونحو 2 طن رب البندورة، و300 كغ ملح طعام، إضافة إلى المساعدات المادية التي تم استلامها دون وصول مالية.

أما عبد الكريم (اسم مستعار) من مبادرة "سكبة رمضان" التابعة لفريق بادر التنموي فقد قال: "تم تحضير نحو 3000 وجبة إفطار وصلت إلى 23 منطقة في دمشق، أنجزت بجهود نحو 40 متطوعاً بين التحضير والطهي والتبريد والتوزيع، والجميع يعلم بأن المبادرة تلقت مساعدات أهلية يكفي لتحضير نحو 22 ألف وجبة"، وذلك وفقاً لحسبة بسيطة أجراها زميله في المبادرة والمسؤول عن استلام المساعدات من المتبرعين".

دورٌ للمخابرات

وفي تصريح لـ"السورية نت" قال أحد متطوعي تلك الحملات فضل عدم الإشارة إلى اسمه أن تلك المبادرات "تحظى بغطاء أمني من قبل عدة فروع أمنية، إذ تحصل على الموافقة الرئيسية من فرع الأمن السياسي".

وأضاف أن "مديرة إحدى أكبر مبادرات دمشق موظفة في مكتب وزير المصالحة الوطنية علي حيدر وهي المذيعة رين الميلع، ما يجعل انتقادهم من قبل المتطوعين أمراً بالغ الخطورة، رغم أن المتطوعين أنفسهم يتم انتقائهم بعناية وليس بشكل عشوائي وطوعي كما تدل الكلمة".

يبش

وذكرت مصادر من داخل تلك الجمعيات لـ"السورية نت" أن يوجد عشرات حالات التزوير والقوائم الوهمية يومياً للأشخاص الذي سيستلمون المساعدات، مشيرين إلى أنه لا أحد يقوى على مساءلة المسؤولين عن هذه التجاوزات لكنهم مدعومين من شخصيات متنفذة داخل نظام الأسد.

وفي وقت سابق أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وجود تقارير تفيد بأن بعض المساعدات الغذائية الطارئة والمساعدات الإنسانية لا تصل إلى المدنيين في سوريا بسبب استيلاء القائمين عليها.

وكان فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة قال في وقت سابق أن "يونيسف" تشعر يونيسيف بقلق "شديد إزاء تقارير عن عدم وصول بعض إمداداتها الإنسانية إلى وجهتها المقصودة".

وخلال 2016 استولت قوات الأسد على المساعدات التي ألقتها الطائرات  الروسية في دير الزور قبل أشهر، وادعت موسكو أنها كانت مخصصة للمدنيين المحاصرين، وذكرت  مصادر محلية حينها لـ"السورية نت" أن قوات النظام توجهت مباشرة إلى أماكن سقوط المظلات، ومنعت الأهالي من الاقتراب منها.

كما ظهرت مساعدات عليها شعار الأمم المتحدة والهلال الأحمر في ثكنات عسكرية لقوات نظام بشار الأسد، وكانت المعارضة السورية قد نشرت صوراً عنها خلال المعارك في إدلب وحلب.




المصدر