on
هل أخفقت “النصرة” بإثبات فك ارتباطها بـ”القاعدة”؟
microsyria.com توفيق عبد الحق
أشار تقرير حقوقي إلى أنَّ تصرفات جبهة فتح الشام بعد إعلانها الانفصال عن القاعدة لم تتغير نحو الاعتدال والتعددية بل برهنت أنها مازالت مُتمسكة بآيديولوجيتها السلفية الجهادية.
وبالتالي فقد فشلت فشلاً ساحقاً في كسب أي تأييد أو شرعية من المجتمع السوري، فمن نافلة القول أن نُشير إلى أي تغيير في استهدافها من قِبَلِ المجتمع الدولي.
وأكد التقرير الحقوقي بأن هيئة تحرير الشام نفذت هجوماً مُسلحاً على مدينة معرة النعمان بريف محافظة إدلب الجنوبي نحو الساعة19:30 من يوم الخميس 8 حزيران- يونيو 2017، تحت ذريعة مقتل والد أحد أمنيي هيئة تحرير الشام في المدينة.
حيث اتهمت الفرقة 13 بقتله، استمرت الاشتباكات حتى صباح يوم الجمعة 9/ حزيران، وأشار التقرير إلى أن الاشتباكات تركزت في الحارة الشمالية، ومزارع قرية كفر روما المجاورة لمدينة معرة النعمان، وامتدت إلى نواحي متفرقة في أحياء عدة من مدينة معرة النعمان.
وذكر التقرير الصادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن هيئة تحرير الشام اقتحمت مقرات الفرقة 13 وسيطرت عليها، ولاحقت عناصرها، وداهمت منازل جميع من تعتقد أنهم ينتسبون إليها.
وأطلقت الرصاص داخلها، وقتلت عدداً منهم كالعقيد تيسير سماحي أحد قياديي الفرقة 13 ورئيس مركز الشرطة في المدينة، ونشرت عناصرها في جوامع المدينة وشوارعها.
كما استعرض التقرير أبرز المراكز الحيوية والمدنية التي قامت هيئة تحرير الشام بالاعتداء عليها ومصادرة ممتلكاتها بعد هجومها على مدينة معرة النعمان كمبنى كلية التربية والمجمع التربوي.
ونوَّه التقرير إلى انسحاب هيئة تحرير الشام من مدينة معرة النعمان يوم الأحد 11 حزيران 2017 بعد اجتماع مع وجهاء المدينة وعقب استمرار مظاهرات المدنيين المطالبة بخروجها، ومنعاً للتصعيد.
واعتبرَ التَّقرير أنَّ إعلان تنظيم جبهة النصرة انفكاكها عن تنظيم القاعدة نهاية تموز 2016 وتغيير اسمها إلى جبهة فتح الشام لا يُعدُّ صكَّ براءة بل على العكس فقد يتوجَّه فرع القاعدة لأن يُصبح أكثر تشدُّداً وتوحشاً، فتنظيم داعش هو أيضاً قد أعلن عن فكِّ ارتباطه عن القاعدة.
وجاء في التقرير أن جبهة فتح الشام حاولت الاندماج مع عدة فصائل محلية، بهدف كسب شعبية محلية ودولية وبعد فشلها شنت حملات واسعة ضد فصائل في المعارضة المسلحة في محافظتي حلب وإدلب.
ثم اتجهت للإعلان عن تشكيل هيئة تحرير الشام وهي تحالف بين جبهة فتح الشام، وفصيل أنصار الدين الذي يُعدُّ من التنظيمات الإسلامية المتشددة، وعدد من فصائل في المعارضة المسلحة (كتائب نور الدين الزنكي، جيش السُّنة ومجموعات انفصلت عن فصائل المعارضة المسلحة وانضمت لها كـ مجاهدو أشداء، كتيبة صقور العز، كتيبة أسود الرحمن، لواء أحرار الجبل( في 28/ كانون الثاني/ 2017.
محاولة جبهة النصرة الشكلية الخروج من القاعدة لن تنجح ما لم تغيير آيديولوجيتها، حتى لو انضمَّ إليها عدد من الفصائل، ونجحت بالسيطرة على بعض آخر منها، بل العكس تماماً هو ماحصل وسيحصل، فسوف تُغرِقُ جبهة النصرة جميع هذه الفصائل معها في الظلام والعدمية والاستهداف.
- 5