السويداء… “داعش” يتقلص في البادية ومحروقاته تتمدد


جيرون

شكلت بادية السويداء الشرقية، في الأعوام الماضية، معبرًا مهمًا لتهريب المحروقات التي ينتجها تنظيم (داعش)، عبر عدة شبكات ترتبط بالنظام، تقوم بعمليات نقل المواد في وضح النهار، وصولًا إلى القرى الشرقية لمحافظة درعا.

التقدم الذي أحرزته فصائل الجيش الحر، في البادية خلال الأشهر الماضية؛ فرضَ طرقًا أخرى للتهريب، حيث أصبح جزء من الطريق “القديم” تحت إشرافه، بعد انحسار التنظيم عن نقاط التماس القريبة من الريف الشرقي والشمالي الشرقي للسويداء.

نقلت صفحة (السويداء 24) الإخبارية على موقع (فيسبوك) يوم الأربعاء، أن عمليات تهريب مادة المازوت الأنباري (نسبة إلى الأنبار العراقية) قد ازدادت في الأيام الأخيرة عبر المحافظة، على الرغم من ابتعاد عناصر (داعش) من البادية.

وأكدت الصفحة افتتاح “منافذ جديدة في ريف السويداء”، حيث كانت المنافذ السابقة تتركز في قرى “الهويا، والرشيدة، وملح، والشعاب”، ليتقلص هذا السوق الآن وينتقل إلى قرى “الكسيب ودوما ومنفذ آخر بين قرية بارك وتل صعد الخاضع لسيطرة جيش (أسود الشرقية) شمال شرق محافظة السويداء”.

وذكر أحد تجار المازوت في المحافظة أن “عملية نقل المادة إلى ريف السويداء الشرقي تبدأ من مدينة البوكمال السورية واﻷنبار العراقية، حيث يخصص تنظيم (داعش) مراكزًا لبيع المادة هناك” وأضاف لـ (السويداء 24): “يذهب مهربون يملكون صهاريج من بادية السويداء، إلى المراكز المخصصة، بعد حصولهم على تصاريح من التنظيم، تجيز لهم نقل المادة”، وتابع مفصّلًا: “تقطع السيارات مسافات شاسعة في بادية البوكمال الخاضعة للتنظيم، ومنها إلى مناطق سيطرة قوات الأسد وحلفائه في بادية الحماد، مرورًا ببادية السويداء الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، وصولًا إلى المنافذ الواصلة بين ريف السويداء والبادية، حيث تتجمع الصهاريج فيها”.

وأضاف أن دورهم -التجّار- يأتي بعد ذلك، حيث يشترون المادة؛ فيُباع “قسمٌ منها داخل المحافظة، والباقي ينقل إلى ريف السويداء الغربي ومنها إلى محافظة درعا، والقسم الآخر يُنقل إلى بلدة حزم في ريف السويداء الشمالي على طريق السويداء دمشق؛ ومن هناك يُنقل إلى العاصمة دمشق ومحافظات أخرى”.

وأوضحت الصفحة أيضًا أن سعر البرميل، في مراكز التوزيع التابعة لـ (داعش)، يصل إلى نحو 25 ألف ليرة سورية، ويُباع لمنافذ المحافظة بمبلغ يتراوح بين 38 إلى 43 ألف ليرة، ثم يباع في المراكز النهائية، بسعر يراوح بين 45 – 55 ألف ليرة.

وأكد ناشطون من ريف السويداء لـ (جيرون) أن عدة “جهات في المحافظة مستفيدة من تجارة المحروقات”، ويندرج ضمنها “كافة الميليشيات المحلية التي شكلها النظام، بلا استثناء”، إضافةً إلى عناصر يتبعون “المخابرات الجوية كمندوبين لضباط الأمن”.

وأضاف الناشطون أن الجهات المستفيدة هي بعض الميليشيات الحزبية، ومنها عناصر يدعمها (حزب الله اللبناني)، وعناصر تابعة (للحزب السوري القومي الاجتماعي)، وكذلك بعض “العصابات المحلية، في بعض القرى والمناطق وعناصرها، أصبحوا قطاع طرق وأصحاب ثروات من التهريب”، وتربطهم بعناصر أمن النظام، مجموعةُ مصالح مادية، ودائمًا “يغض النظام النظر عن أفعالهم؛ لأنهم يتسببون بتخويف وإرهاب الناس، وهو ما يريده على ما يبدو”.

من الصعب تحديد المبالغ التي يحصل عليها التنظيم من تجارة النفط التي تعدّ مصدرَ دخله الأهم، لكن جون بول لابورد -المدير التنفيذي لـ “فرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب” التابعة لـ “مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب- قدّرَ الأرباح السنوية الصافية التي يجنيها بنحو 13 مليون دولار فقط.

إن إنتاج تنظيم (داعش) للمحروقات وتوزيعه لها، طوال الفترة الماضية في مناطق البادية المكشوفة تمامًا، وتبادله المصالح مع النظام؛ يجعل كثيرًا من السوريين يتساءلون عن جدية العالم بمحاربة الإرهاب، وفيما إذا كان الهدف الحقيقي هو الحفاظ على الأخطبوط، لغاية محاربة حق السوريين بالحرية.




المصدر